مقالات الرأي

أجراس فجاج الارض – عاصم البلال الطيب – القضارف الآن – من الشارع والميدان

_______________

وسائط الجن

تمضى الحياة بولاية القضارف ، محافظة على نسقها العام ، متأثرة قطعا بأجواء الحرب و بالنزوح المتواتر ، و بما يحل من مصاب على ولايات الجوار ، هذا غير مناوشاتها من جهة وأخرى ، حركة الناس تمضى مع توجس حميد وتحسب ، والإحساس بخطر الحرب ومضارها على حياة مدنها وقراها وعاصمتها ، يبلغ الذروة دونما هلع ، وسنجة المكلومة جارة بالجنب ومدن غيرها مهجومة فى الإسفير قبل الوصول . سنجة معركتها لازالت فى البدايات ، بعد غير محسومة ، وتعزيز الدفاعات وقتا يستغرق ، ولا ملجأ ومفر لأرتال النازحين عنها ، غير بطانة الجمعة الجامعة ، والميعة الساخية ، والمعية الراضية ، اللواء ركن م محمد أحمد حسن والى القضارف ، رئيس لجنة أمن الولاية ، يعمل بشريحتين لإدارة الولاية وتأمينها ، بشريحة رسمية منسجمة وأخرى شعبية متفهمة أهمية إدارة المرحلة بروح جماعية ، الوالى فيها منسقا ، وإرتفاع تيرمومتر الحس الأمنى بأدبيات الإستنفار ، يزيد من وتيرتى الإستعداد النظامى و الشعبى بتكامل ، صدا لأى هجوم أو عمل ما مزعزع ، زمن الحرب مرجح بشدة ومحتمل ، علو كعب التحوطات اللازمة دون انتظار لوقوع راجمة ، سياسة الولاية حيال التهديدات غير المباشرة مع الإحتساب لإنتقالها للمباشرة، وواقع الحال يقتضى هذا وعملا عميق الغور فى مجالس الأنس والسمر فى الحوارى والمقاهى بين سائر الناس ، ولوجودى بالقضارف ، غير بعيد وجدانيا وجغرافيا عن سنجة وسنار وجبل المقرح والدندر واب رخم ، أتلقى إتصالات متسائلين عما يدور ، وشح المعلومات من متلازمات الحرب لتعقيداتها غير المسبوقة ، والإمساك عن الافصاح فى الحروبات حتى العادية ، تفرضه تقديرات وقراءات ، جدواها فى حرب السودان الحالية تحتاج لمراجعات ، وذات المتسائلين يتحولون لمشفقين على الانفس وللتقرير فى خطاويهم المقبلة، بالإستفسار عن حقيقة ما يتناهى إليهم عبر كلام وسائط الجن الحديث ، عن بلوغ شبح الحرب لمناطق القرب الجغرافى من التهديدات المتداولة حقيقة او مفخخة بصورة وأخرى ، لولاية الخير المغرق لأى شر بحول الله ، وتبيان هذه من تلك يبدو صعبا حتى حين ، ويعمل أبناء القضارف والٍ ومواطنا بنفس واحد والتحدى واحد ، وبادراك جمعى بأن هذه الحرب ما حلت ببقعة إلا وأحالتها لبلقع شرٍ و نقعة همٍ ، تنزج بشريتها فزعة بلا رحمة وبلا هوادة ، وتسبب خسائر لشانيها ومُغنميها ومنتظريها قبل مستهدفيهم ، وبالإدراك المتقدم لهذا المآل ، بالإمكان تحجيم محاولات الأقلية الشاذة لخراب حياة الأغلبية السوية ، بالتوعية والتبصير بالتى هى أحسن وأقرب ، و بالسعى الحميد لقطع شأفات ودوابر إشارات الفتن ما يظهر منها وبطن.

امن الولاية

لجنة أمن الولاية تتخذ قرارا برفع حظر التجوال من السادسة للتاسعة مساء دون رفع لنقاط الإرتكاز والتفتيش ، بالتزامن مع عطلة عيد الأضحى ، يعود بعدها على ما كان عليه ، تبجيلا لمعانى الفداء وهذا زمانها ، والظروف والأوضاع طيبة ومشجعة بتعاون المجتمع ، زيادة ثلاث ساعات مؤشر يكفى لبث الطمآنينة ، ويزيد من الإحساس قرار إعادة ساعات الحظر من السابعة مساء بدلا عن السادسة ، وطبيعى ربط الخبر لدى التداول بأحداث سنجة ليبدو أكثر جذبا وإثارة ، اهم مواد خام صناعة الإعلام ، وقرار تقليل ساعات الحظر ليلا أيام عطلة العيد ، طبق دون تراخ وأجواء الحرب تتطلب التحلى دوما باليقظة وتوقع الأسواء للتعامل معه وخفضه للسئ ، وهكذا دواليك حتى القضاء عليه بالإمتصاص الكامل ، و رفع معدل الإحساس بالطمآنينة ، ينبغى بذله دون خصم على روح التوجس والتحسب ، فى نفوس أبناء الولاية الخليط والمزيج المتماسك ، ودون إغفال للإعلام بالخطر متى اوشك لاتخاذ أعلى درجات الحذر ، وتقديرا للوضع العام ، لم تصاحب أيام العطلة برامجا لا رسمية ولاشعبية ، عدا المعايدات المجتمعية بين مكونات مترابطة لغتها الأولى القضارف ، بل شهدت العطلة عملا واجتماعات متواصلة لحكومة الولاية ، ملفات لا تحصى ولاتعد ، فالحياة فى خضم المخاطر لابد تستمر وانصلاح الأحوال وتمام الإنفراج من عند الله لقريب ، الزميل شرفى مدير مكتب الوالى يشير لإهتمام اللواء ركن م محمد احمد حسن بقضايا الصحة والتعليم واستئناف الدراسة و حسن توظيف وإدارة المال العام ، ويعد قريبا بمعلومات بالتفاصيل والأرقام لمواطن القضارف ليقبل على التعاون والتكاتف لمواجهة مختلف التحديات وذروتها فى مهددات الحرب غير المباشرة حتى لا تصبح مباشرة ، والواجب التعامل معها أمنيا وكأنها واقعة بين لحظة وأخرى ، حتى لا يغرق بلد السمسم النوم فى العسل.

مروحية زادنا

الإدارة المركزية ، للحفاظ على الدولة بجراحاتها ، ولإعانة ولاية الخير لنجاح موسمها المطرى ، منقذنا من شبح المجاعة فى حال إستمرار الحرب وتوسعها أو توقفها ، مطالبة بتغيير النمطية والتعامل بواقعية مع متغيرات الأحداث واتباع سياسة تبديل المواقف وعدم التمترس ، وبالإبتداء متى زالت حدة المهددات ، بتوزيع السلطات المركزية للولايات وفقا لطبيعة كل واحدة فكا لخنقة العاصمة الإدارية ولإضفاء ميز إضافية على كل عاصمة ولائية ، ولتترافق هذه السياسة مع تفعيل الأعمال الميدانية وتضييق الخناق على الميدانية ، مدير عام شركة زادنا الدكتور طه حسين يقدم نموذجا للعمل الميداتى تخبر به حوادثه المتتالية جراء الحركية ، وبعد كل حادث يدندن: ويا طير كان تعب منك جناح اوعك تقيف وفى السرعة زيد . بشريات لمواطن ولاية القضارف وملفات ، متأبطها حتى وهو محلق بالمروحية بين عطبرة ومروى ، ولم يلق بها بعد الهبوط الإضطرارى فى الصقيعة ، و فى غرفة العناية الإلهية نجاته ومرافقيه من إنقلاب عربته بالإربعة قبل نحو شهر مصابا تتعبه حتى اكتمال التعافى السفريات البرية الطويلة لميدانية ، فيلجأ للطيران بالمروحيات بديلا ، يبلغنى طه وهو ينفض غبار الهبوط الإضطرارى ، بأن القضارف وجهتهم المقبلة ، لتأهيل المطار ، للحاق بالموسم المطرى ، بالتعاقدات لزراعة آلاف الأفدنة ورالمشروع الكندى ، فليهيئ الله الأسباب والإسعاف للحاق بالموسم والنجاح ، والقضارف وأتوا مؤهلات لشراكة توأمة وعطفا لخبراء هى كندا السودان ، ولإكمال منشآت لزادنا متوقفات كالميناء البرى وشارع الستين منذ التغيير المفضى للإنتقال مجهول العنونة منذ سنوات لليوم ، إقبال زادنا ، و النشاط والحراك المرتقب ، إثر إجتماعات بين مديرها العام ووالى الولاية ببورتسودان قبيل عيد الأضحى ، والتفاؤل بالغد فليكن سيد الموقف عمر الإنسان المجزوم لحظته وقدره المخبوء محتوم محتوم ، فحتام التهويل ! وبرغم الريح والجو الماطر والإعصار والحزن الساكن فينا ليل نهار ونزاز ، حال لسان القضارف : أعمل لدنياك كأنك تعيش أبدا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى