بينما يمضى الوقت – أمل أبو القاسم – الإمساك بممسكات الجيش “البرهان”
_________________
عندما انطلقت شرارة الحرب بالسودان فجر 15/ إبريل كانت أولى الرصاصات تنتوى اختراق جسد القائد العام للجيش رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن “عبد الفتاح البرهان” ولولا يقظة رجاله واستبسالهم لنال منه العدو ثم اتجه لحصد ارواح البقية والإستيلاء على السلطة بعد قطعه رأس الحية وفقا لترتيباته وامنياته التى باءت بالخسران المبين لينحرف الهدف نحو المواطن والتخبط والعشوائية ما يعبر عن حالة الإحباط والإصرار على أمر بعيد المنال مهما اجتهد القائمون على أمره وتكالبوا نحوه بكل ما اوتو من عدة وعتاد.
عندما اندفعت المجموعة التى تستهدف البرهان وباغتته فى مخدعه انبرى لها حرسه وفتحوا صدورهم لنيران العدو فدى لقائدهم واستشهد منهم نحو( 35) فرد وهم بذا يخلفون ذكرى عطرة وتأريخ ناصع إلى جانب إخوانهم في المنظومة الأمنية والحركات المسلحة والمستنفرين الذين ما زالوا يتساقطون ويلحقون بهم ترتسم على وجوههم نظرة رضا كيف لا ودمهم يروى ويعفر الأرض طهرا من دنس الأعداء الذين تنادوا من كل حدب وصوب.
استشهد فى الحين فوق الثلاثون شخص وكأن بهم فعلوا ذلك وهم يعلمون انهم ماضون إلى ربهم من أجل ان يبقى قائدهم الذي خبروه وهم الاقربون إليه ويعلمون قيمته وثقله ومكانته وبقاءه في هذا التوقيت رغم مباغتة التوقيت لهم.
ثم استمرت المعركة التى ظنها البعض انها لن تتجاوز الأيام وبالكثير أشهر معدودات، استمرت لعام وأكثر لكن القوات المسلحة خلال هذا العام وبعد ان قضت تماما على النسخة الأولى والأصلية من مليشيا الدعم السريع بما فيهم قادتها وجدت نفسها في مواجهة عصابات متفلتة لا ترعوى جىء بهم من قلب الغاب او هكذا تشى تصرفاتهم الرعناء، ثم وبدلا من مواجهة جبهة داخلية متمردة وجدت نفسها أمام طوفان من المتكالبين عليها وعلى الوطن السودان ليست فقط دولة شر مدعومة دوليا وقانونيا بل محور شر كامل يدير المعركة نيابة عن الدعم السريع شبه المنقرضة كل هؤلاء في مواجهة جيش وقوات مشتركة سودانية قومية صرفة.
طيلة الأشهر الفائتة من عمر الحرب والجيش السودانى تحت إمرة وطوع قائده يقدم دروس وعبر، صحيح ربما صاحب ذلك إخفاقات، وربما تباطؤ يعلمون أسبابه ولا نعلمها. وصحيح ان مناطق كثيرة انسربت من بين يديه بعد ان قدم فيها ما قدم، وغير ذلك كثير مما صاحب المعركة فشلا ونجاحا لكن ومع كل ذلك لم ينل المستعمر الذي اناب عنه الدعم السريع مبتغاه رغم الحشد والامكانيات البشرية والمادية التى توفر له ولم بنكسر السودان ولم ينحنى قائده للضغوط التى تمارس عليه خلال الحرب، والضغط لاجباره الجلوس معهم ذليلا والتنازل عن أمور تنتقص من كرامة السودان.
قلت ان هناك ثمة اخفاقات أو لنقل تقديرات خاطئة لكن ذلك لم يقلل من قيمة القائد والرئيس لدى مرؤسيه من كبارهم وحتى أصغر جندى وقد ظل المحاربون في الميدان رغم عسر ظروفهم ببعثون اليه بالتحايا ويهدونه النصر متى ما تحقق لهم.
رغم تطاول امد الحرب لكن المنظومة الأمنية جمعاء ظلت متماسكة وملتفة حول قائدها العام، لم يستجيبوا لدعوات التحريض التى ظل يطلقها البعض يؤلبون بها الجيش على قائده، وبالرغم من ان الفرصة مؤاتية لذلك الأمر فى مثل هذه الظروف لكن أدب المؤسسة العسكرية ومدرستها التى نالوا فيها كل شأن والتزامهم الصارم بذلك منعهم من الالتفات للأمر كونهم أسرة كبيرة ممتدة يعلمون ما تنطوى عليه.
ظلت الجهات الخارجية وواجهاتها من الداخل ومنذ ثورة ديسمبر يستهدفون القوات المسلحة والأجهزة الأمنية بالتفكيك، واجتماعتهم ما زالت تنعقد وتنفض وتدفع من أجلها ملايين الدولارات بغية تفكيكه تحت مسمى (إصلاح الجيش) هذه الصخرة العتية التى تكسرت كل احلامهم وتفتت كل آمالهم واوهامهم فيها وستظل هكذا تتوجع لإزاحته من طريقها دون ان يتحقق لها هذا ولن يتحقق وعليها ان تعى الدرس بأن جيش عليه قادة عظام وجنود أحرار لن ينالوا منه ولو بعد قرن من الزمان.
كفى الجيش،التفاف الشرفاء من المواطنين الخلص حوله، وكفى القائد “البرهان” تدفق الجماهير بغزارة نحوه في كل المناطق التى زارها وهذا بمثابة استفتاء عفوى لجماهير الشعب السودانى. ومهما طال الزمن أو قصر فلابد للحرب ان تنتهى لصالح السودان وليس محاور الشر التى تنتوى استعماره.