مقالات الرأي

أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – هبوط إضطرارى فى الطريق – مروحية جابر فى قلع النحل

___________

المحلج

محلج قطن مجموعة وجدى الميرغنى بالقضارف فى مسقط رأسه بودالحورى ، شامة تنمية للبنى التحتية فى ولاية الإنتاج ، سوق المحاصيل التاريخى يستحق نقلة نوعية عمرانية وتخزينية وصناعات تحويلية ، محال إعداد وجبة القدوقدو التاريخية الشعبية ، قابلة للتحول ، قبلة لافتة وجاذبة لأنظار سياحية منتجة ، تردها الأعين من مختلف البقاع ، ومزار للطلاب للتعرف على عظم وقدر ذوى القضارف على الإنتاج ومقابلة التحديات . تحملنى الأقدار متنزحا بين ولايات السودان، وتقلنى لمحلية قلع النحل الموتدة بسلسلة جبال إنتاج خليات العسل ، والعهدة على الراوى ، الإسم من عمليات قلع الأهالى لخليات النحل الجبلية بعد إكتمال مراحل التعسيل ، فلنتصور ، لو نهضة باكرة إشتعلت عسلا ، لرعاية وتربية هذه المناحل الجبلية الطبيعية ، أى بقعة إنتاجية وسياحية هى قلع النحل !

الطريق

تأخرنا بما يكفى عن المواكبة لإشتعال أسوأ حرب شرها يعم وخيرها يخص لمن يعى ويتدبر ويتأمل ، أربعون سنة مرت على التفكير فى مشروع طريق منتج، يشق ودالحورى مرورا بالماتنا والكويشر فقلع النحل والحواتة وهكذا دواليك حتى يبلغ الدندر طريقا قوميا لولاية سنار دائرى الربط بين كل أرجاء السودان . فى العام ثلاثة وثمانين وتسعمائة وألف إبتدأ فيه مشوار تفكيرنا الطويل المتقطع مع كل قيامة وتغيير ، حتى الأنظمة المعمرة قياسا بتقلباتنا العسكرية والسياسية ، لم تستطع إكمال إنجاز ، لانحصار مهامها فى تعزيز أسباب البقاء على حساب وجود الدولة ، المعايير الآن مختلة والبلد بالحرب محتلة ، والمقاومة من أجل الحياة بالكاد مستمرة ، والسعى لإتمام أهم المشاريع لم يعد خيارا ومثالا طريق القضارف الدندر

الغفلة

وتحملنى اقدارى نازحا بالقضارف لمرافقة وفد لوزير التنمية العمرانية والطرق الجسور والوالى اللواء ركن م محمد أحمد حسن ، لمحلية قلع النحل لمعاينة الأعمال الميدانية للطريق القومى الذى تنقطع دونه حركة الناس والبضائع والخريف على الأبواب ، الشركات السودانية المنفذة تجد فى العمل لإتمام الردميات والجسور قبل إجهاز الأمطار الغزيرة على الحركة ، و عنفوان مياه الخريف وغضبتها ، فرصة لمراجعة كل أوجه الخلل قبل الرصف ولتفادى الآثار المستقبلية البعيدة ، وحاضر الحرب والمستقبل بعدها ، لاغنى فيهما عن أهم الطرق السودانية إطلاقا ، خاصة فى هذه المرحلة الموجّبة تحليا بأعلى درجات التيقظ والأخذ بالحيطة والحذر ترياقا ضد سموم زعاف لئلا تتخذ مسراها بين أقبية الغفلة.

التأمين

العقيد عبدالعال أحد فرسان معارك الجيش بالخرطوم لعام صعب والمنقول حاليا لمهام أخرى للقضارف من بين أعضاء الوفد ، يطلعني بأبعاد أخرى على أهمية الطريق ممرا بريا ، ويطمئنى على إتساع دوائر التأمين للشريان الرابط على القلوب وبين الجيوب . الطيب شرفى مدير مكتب والى القضارف ، لم يطلع مدعوا من طرفه ، متحليا بحس أمنى ، على تفاصيل زيارة الوفد وبرنامجه عدا تفقد سير أعمال الردميات الميدانية ، عند بلوغ الوفد لقلع النحل ، الوزير والوالى والمرافقون يقفون لد رتل سيارات مصطفة للأعمال الميدانية ، ظننا الوقفة للتفقد ، لولا ملامح إجراءات أمنية إحترازية متسعة ، ودائرة مخططة بعناية لدى ملتقى الرردميات كسنتر ميدان الكرة ، وأعين تراقب السماء فى فضاء مفتوح ، لا أبراج للرقابة ولا حتى لشبكة تواصل ، حالة تشف عن إنتظار قادم من السماء لفجاج أرضين قلع النحل الهادئة.

المروحية

لم يطل وقوف الوفد لدى الرتل ودائرة السنتر ، حتى شغل الأسماع ازيزها وملأت اجنحتها الدائرية سماء قلع النحل ، مروحية عسكرية تحلق منخفضة قبالة الدائرة مهبطا مرسوما بدقة وعناية قوات سلاح الجو ، منظمو عملية الهبوط يبعدون السيارات والمنتظرين حفاظا على السلامة ، الهبوط يؤكد إضطرارية الزيارة والهدف الطريق ، كبار اعضاء الوفد وممثلى الشركات يصطفون لإستقبال الزائر المجهول للكل بالقطع عدا للوزير والوالى وقيادات المنظومة الأمنية وأعيان قلع النحل . يترجل الفريق بحرى مهندس إبراهيم جابر عضو مجلس السيادة مساعد القائد العام عن المروحية لمعاينة ميدانية لأهم مشروع حيوى ولتفقد سير الأعمال والاستماع لقيادات الجهة الإستشارية و المالكة الهيئة القومية للطرق والجسور وممثلى اربعة عشر شركة وطنية قائمة على تنفيذ طريق القضارف قلع النحل الحواتة الدندر بطول مائة وخمسين كيلو مترا وخمسمائة مترا وبتكلفة تبلغ فى المرحلة الأولى الطبقة الأولى المساعدة 30,661,722,000 جنيه سودانى ممولة من وزارة المالية والإقتصاد الوطنى ، ومدة التنفيذ شهرين.

المباركة

يبدو كل شئ من جولة جابر الميدانية على ما يرام والأعمال تجرى تسابق الريح والخريف الموشك على الحلول بغزارة معهودة وبأمطار معدلاتها يتبادل مباركتها منتجو الزراعة المطرية متوكلين على تقلباتها ومفاجآتها. الفريق إبراهيم جابر يتعهد برعاية المشروع حتى تمامه وتذليل كل العقبات معددا الفوائد التى لا تحصى ولاتعد فى لقائه النوعى بحضور الوالى بالمدير التنفيذى وأعيان قلع النحل يتقدمهم الناظر أحمد يعقوب . مقر الإجتماع والضيافة ، مبنى المحلية صغير الحجم قياسا بخيراتها وقيمة إنسانها ، صينية الإفطار المعبرة عن الكرم إدخالها تم بشق الباب الرئيسى والتحايل على ضيقه الشديد ، قصر النظر لدى تشييد منشأة عامة يتجلى هنا وهناك ، وليت الضيق و مشروع الطريق لايجتمعان ، أحد شباب قلع النحل يلفت نظر الفريق جابر لقدم المؤسسات القائمة وضيقها وينادى بالتنمية والتطوير ، وما كان فى حاجة للتدليل ومقر الإجتماع والإستضافة خير شاهد فى محلية غنية بمواردها.

الإرشاد

الفريق جابرا بدا مسرورا بالزيارة ولقاء قيادات المنطقة فى اجتماع مفتوح بحضور والى القضارف الذى لا يكف عن العمل لكثرة ملفات فى أجواء بالغة الدقة والصعوبة ، إنى اشهد ، ويشير جابر للاعيان للفوائد الإقتصادية والتشغلية المجناة من مشروع الطريق كثروة قومية غير ناضبة ، تستغرق الزراعة إهتمام جابر للأعيان مركزا على أهمية إستخدام البذور والتقاوى المحسنة والتقانة الحديثة واتباع روشتات الإرشاد الزراعى لمضاعفة الإنتاج لتزداد تلقائيا الخدمات ، ويفتخر بعلاقاته الواسعة وغير المنقطعة مع جموع المزارعين السودانيين ، ولما لمحنى جابر بين الحاضرين هناك ، أقبل لتحيتى وداعبنى هل أنت هنا لتزرع ؟ فوالله لو تسنح وتسمح الظروف لفعلت ولكن ما أنا إلا مجرد نازح.

الترفع

ولإهتمام ملموس للأعيان بالزراعة ، يطلق جابرا وعدا بزيارة لوزير الزراعة لقلع النحل التى ترفّع اعيانها فى اللقاء عن طرح المشاكل والهموم بالتفصيل دعما لمعركة الكرامة ، فأثلجوا صدر جابر القائل بانه اللقاء الأول بدون مطالب مشروعة ومستحقة وسيعملون علي تلبيتها ، وأشار غير مرة بأن الفرصة للحديث لهم وقد جاءهم سامعا ومجيبا لكل الممكن وبعض المستحيل بالتعاون مع والى القضارف ، ولم يتعجل الرحيل ليستمع لكل ممثلى أبناء قلع النحل المتحدثين بلسان واحد ، لسان قومى مبين وفهيم بمتطلبات المرحلة . وغادر وفى نيته أضمر زيارة أخرى وشيكة للإفتتاح .وموعودة ولاية القضارف ومحليات مرور الطريق بخير وفير بافتتاح الطريق وفرص للعمل ومشاريع متعددة ، فليتنافس عليها القضارفيون والسودانيون ، والتنازع يذهب بريح بعضنا بعضا ويكف عنا خير المطر.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى