أحرف حرة – إبتسام الشيخ – قرار مجلس الأمن وانهيار المليشيا في الفاشر
________________
إن محاولة إنقاذ المليشيا التي تعمل عليها بعض الدول ذات التأثير في المجتمع الدولي ، إمريكا ، فرنسا ، (وبريطانيا تحت التربيزة ) ، بلا شك هي محاولة مكشوفة لحفظ ماء وجه المليشيا وإنقاذها من الموقف الهزيل الذي أضحت عليه بعد أن أيقنت أنها تمضي إلى هزيمة مؤكدة في شمال دارفور ،
إذ في حكم المعلوم أن من المهم لدى المجتمع الدولي ألا تنهار المليشيا ولا تنكسر ولا تفنى ، كما أعتقد أنه من المعلوم أيضا أن المجتمع الدولي يعمل على تأجيج الصراع في السودان ولا يهمه تهدئة الوضع أو أمن وسلامة السودانيين ، إنما يحرك الأشياء بما يخُدم أغراضه ومصالحه ،
لكن في الواقع أن ماتراه عين المراقب الآن أن المليشيا تعمل على تكسًير نفسها بنفسها ، الأمر الذي ربما يساعد في تهيئة الملعب لإزاحتها كليا من المشهد السوداني ، وهو المطلب الشعبي الإصيل ،
ولنا في ذلك شواهد عديدة ،
الإشتباك الذي حدث بين أبناء الماهرية والمسيرية في منطقة شرق النيل بالخرطوم بحري قبل حوالي عشرة أيام ، عندما أراد أبناء الماهرية الإنسحاب إلى دارفور ، فأقدم أبناء المسيرية على منعهم وقفل كبري المنشية فأشتبك المكونان وكانت النتيجة مقتل مايقارب مئة وثمانين من أبناء الماهرية والإستيلاء على سياراتهم ، الأمر الذي بلا شك أحدث شرخا كبيرا بين مكونات المليشيا ،
أيضا مايقف شاهدا على ماذهبنا اليه من إنكسار المليشيا وتفككها داخليا الخلافات التي نشبت بين قادتها أمس الأول في شمال كردفان بمدينة ام روابة والتي خسرت فيها المليشيا مايقارب المائة وثلاثة وعشرين من منسوبيها ،
وأمس الجمعة عقب معارك الفاشر الضارية التي أُصيبت فيها المليشيا في مقتل وأنسحبت عناصُرها إلى مدينة كبكابية ، ضربت الفتنة جسدها عندما أعلنت مجموعة من أبناء السلامات والمسيرية ممن لازالوا يقاتلون في صفوف المليشيا (هداهم الله ) أنهم منسحبون ولن يقاتلوا في الفاشر بعد أن تبين لهم أن هذه المعارك ليست لأجل وطن أو ديمقراطية ، إنما هي تقهقر إلى مربع الحرب القبلية على أساس عرقي ، ذلك السُم الذي حقنت به حكومة الإنقاذ الجسد الدارفوري وقسمته إلى عرب وزرقة ،
حسنا فعلت تلك المجموعة من أبناء السلامات والمسيرية والبني هلبة بإعلانهم قطع البؤرة التي تمد المليشيا ببعض المقاتلين من دارفور ،
فضلا عن ذلك وكما روى لنا شهود عيان ومصادر ثقة فإن جيشُنا المقاتل في شمال دارفور القوات المسلحة وحركات الكفاح المسلح في حالة ثبات وصمود أسطوري إنهارت أمامه المليشيا ،
كما حدثونا عن بطولة وإستبسال مقاتلي حركات الكفاح المسلح وكيف أنهم ظلوا يسحقون أرتال المليشيا طيلة الأيام الماضية في مواجهات الفاشر ،
استردوا من المليشيا خزان قولو المصدر الوحيد لتذويد مدينة الفاشر بالمياه ، و ضربوها في حاضنتها في الزُرق ،
وأبادوا أرتالا منها أمس في أمبارو ،
وبحسب خبراء في التكتيك العسكري فإن حركات الكفاح المسلح تحركت بنفس تكتيك الدعم السريع فهزمته (لا عجب فقد صُنعت المليشيا للقتال بالوكالة عن حكومة الإنقاذ في دارفور ) ، ونشأت الحركات في ذات البيئة والطبيعة ،
ثبات الحركات الأسطوري في القتال وفق مراقبين أحدث تغييرا في الموقف القتالي وتكسيرا لتكتيك الدعم السريع تحت أقدام الحركات المسلحة ، مما أظهر ربكة داخل المليشيا جراء الهزائم الكبيرة المتكررة وغير المتوقعة من قبلها ،
وترتب على ذلك هجوما عشوائيا كثيفا ومستمرا على الفاشر ،
أيضا ترتب على الارتباك الداخلي للمليشيا محاولتها إخلاء قائدها الهالك ( علي يعقوب) الذي وفق معلوماتنا المؤكدة كان مصابا منذ ثلاثة أيام في معارك الفاشر ،
شرعوا في عملية الإخلاء إلى نيالا فقطعت عليهم الحركات الطريق وأبادت القوى بكاملها بما فيها الهالك علي يعقوب ،
إنهارت المليشيا وتكسرت وربما إقتربت من الفناء ولا تزال الفاشر حصينة عصية على السقوط ، مما حدا برعاة الحرب التدخل على النحو الذي لا زال يساوي بين الجيش الوطني ومليشيا متمردة ويشير بوضوح الى العمل على جر الجيش السوداني إلى طاولة المفاوضات بما يفضي لجعل المليشيا شريكة في حكم البلاد ،
المعلومات أكيدة حول الدعوة لإستنفار للفاشر من قبل العمد والمشايخ ببعض محليات ولاية شرق دارفور (حاضنة المليشيا ) .
أعتقد أنه لا صوت يعلو الآن فوق الصوت القائل (الحنجويد يتحل ).
حفظ الله البلاد والعباد