عمار العركي يكتب خبر وتحليل – انشقاق سيليشي لأثيوبي وإقالة النضيف التشادي : انعكاسات داخلية وخارجية
___________________
إنشق وزير الري السابق ورئيس الفريق الأثيوبي المفاوض في ملف سد النهضة – حتى الآن – والسفير الحالي لأثيوبيا لدى الولايات المتحدة الأمريكية عن حكومة (أبي أحمد).
“سيليشي” ينحدر من ذات قومية (أبي احمد) الأرومو وتم تعيينه في حقيبة وزارة المياه والري والكهرباء ضمن حصة الأرومو في حكومة ابي احمد الأولى 2018م ، قبل أن يغادرها سفيراً لدى امريكا في 2021م .
تزامن ذلك مع إقالة الرجل النافذ الرئيس غير المتوج محمد صالح النضيف من منصب وزير الخارجية والذي شغلها لاكثر من مرة اولها كان في 1997م، خلال مسيرة حياته السياسية ، وكثيراً ما كان يترك المنصب ليلتحق بمنصب اقليمي او أممي ، ثم يتم إستدعائه من الرئيس ديبي الأب ليشغل المنصب مجدداً.
النضيف من متمرد معارض للرئيس حسين حبري حتى سقوطه ، رئيس حزب وسياسي ودبلوماسي نافذ ومؤثر بشكل كبير داخل تشاد و خارجها على المستوى الاقليمي والدولي.
هنالك تشابه في حيثيات أبعاد انشقاق الأثيوبي سيليشي واقالة النضيف ، كون ان الانشقاق والاقالة كانتا بسبب تقلبات سياسية وتوترات امنية داخل الدولتين.
كلا الرجلين يمثلان صقور حكومات بلادهما محسوبان على التيار المتشدد تجاه السودان والعمل ضد مصالحه ان كان على مستوى مفاوضات سد النهصة التي ظل يقودها “سيليشي” نيابة عن بلاده طيلة السنوات الماضية وحتى الان ، مسجلاً ومدافعاً عن العديد من المواقف المتشددة تجاه مصلحة السودان .
النضيف بدوره كان يتبنى ويقود السياسات التشادية المعادية للسودان ، وكان احد أسباب العدائيات والتعديات المتبادلة قبل التصالح والتطبيع الذي تم بين البشير وادريس ديبي في 2010م ، قبل ان يجد النضيف ضألته في ديبي الصغير قليل الخبرة “محمد كاكا” بعد وصوله للحكم خلقاً لوالده ، وعمل على إعادة إنتاج عدائه الشخصي للسودان بشكل اوسع واخطر لدرجة التأمر والتسبب في إشعال الحرب في السودان بالتعاون مع الامارات والمليشيا وبالتنسيق مع الاتحاد الافريقي عبر مواطنه ورئيس المفوضية “موسي فكي”.
إنشقاق “سيليشي” كان لاسباب تتعلق بالضغوط التي يواجهها من حاضنته السياسية “جبهة الأرومو” التي يقاتلها ويحاربها “ابي احمد حالياً” شبيه ما واجهه نائب ابي احمد ووزير الخارجية المستقيل – ديمغي موكنن- بسب حاضنته السياسية ” جبهة الأمهرة” لذات الأسباب.
إقالة النضيف كانت واحدة من اسبابها الرئيسة الضغوط القبلية والسياسية التي واجهها – كاكا – بسبب تنفيذ إملات النضيف فيما يتعلق بإقصاء ابناء الزغاوة ومعاداتهم ودعم ومساندة الدعم السريع المكروه داخل الزغاوة وغالبية القبائل التشادية المؤثرة.
خلاصة القول ومنتهاه:
علي الرغم من تشابه. حيثيات وآبعاد الدعم العسكري واللوجستي التشادي والأثيوبي المقدم للميلشيا وجناحها السياسي ” تقدم” ، فالملاحظ ان هنالك.شئ من التهدئة او التراجع التشادي ، يقابله مزيد من التأييد والدعم الأثيوبي الظاهر المقدم للجناح السياسي ” تقدم” والخفي الغبر معلن المُقدم للمليشا ، الأمر الذي يتطلب مراجعة خطة العمل المضاد الضاغط للحد من للعداء الأثيوبي وحسمه.