أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – فى مقر بن جعفر – مركز الملك وإلهام جابر
__________
منفعة الحرب
لايغادر السفير على حسن بن جعفر السودان منذ إندلاع الحرب ، مدركا بداياتها المريعة بالخرطوم ، منتقلا لمدينة بورتسودان العاصمة الساحلية التى تحتاج عملا مستحقا لتصبح كاملة الأركان وجهدا لوضع حد لمعاناة تاريخية فى العديد من المظاهر وبالقطع المياه عصب الحياة والكهرباء ، وليكن بعض ضر الحرب عليها من نفعها ، وصيف بورتسودان بنقص الكهروماء يزداد تغيظا، وللأخ بن جعفر ، نشهد بتقديمه نموذجا مختلفا للسفارة ، متحررا من قيودها الشكلية بالتفاعل الإنسانى وبإقامة أوسع شبكة صداقات رسمية ودبلوماسية وصحفية ومجتمعية . إحتفالات السفارة بالخرطوم تلك فى مختلف المناسبات إستفتاء على شعبيته وجماهريته والحب لبلد الحرمين ، ما لم تبكر لا تجد موطئ قدم ، وتشئ الأقدار إنتقاله للعمل من بورتسودان ، منقطعا لإدارة عون المملكة الإنسانى للمتضررين من الحرب وراعيا لمنبر جدة لإطفاء حريقها الذى أدرك خطره بالخرطوم قبل مغادرتها فى رحلة محفوفة بأجواء الإشتباك وبالتعقيدات التى يعلمها كأحد أهم الفاعلين لإنهاء أزمة الحكم فى بلادنا بالتى هى أحسن وأسلم.
سيرة سفارية
ويعبر بن جعفر فى كل محفل عن حرص قيادته لتكون وسيطا لا متدخلا لإنهاء الحرب دون تقيد بمكان وزمان يشهد مسعى وينشد السلام للسودان ، والتعاون المفتوح معلن مع الجميع والهدف لديهم إفشاء أسباب الإستقرار لإنسان كريم ونبيل ويسعد بمخالطته من كافة أرجائه وبخرطومه وببورتسودان التى تضيف إقامته فيها لسيرته السفارية . الفريق مهندس بحرى إبراهيم جابر ، عضو مجلس السيادة الإنتقالى ، مساعد القائد العام للجيش ، يصف بن جعفر بسفير السودان لدى الرياض تعبيرا وتقديرا لنشاط المملكة ومركز الملك سلمان للإغاثة ومختلف أوجه الدعم الإنسانى قبل الحرب وازدياده بعدها ليغمر كل ما عداه . ٦٠% من حجم المساعدات الإنسانية الغذائية والصحية من خارج الحدود ، تحملها ايدى وفوده وممثليه بيننا و تزيد النسبة كل مرة وحين ، وبالأمس القريب وبمشاركة ومخاطبة الفريق جابر والدكتور هيثم و تحت رعاية وإشراف السعودانى بن جعفر كما يحب أن يعرف وينادى ، تدشين حصة نوعية ومميزة لأجل اطفالنا مستقبل بلادنا بعد انتهاء الحرب بعزة وجلال الله ، وبامتياز ينجح بن جعفر ودنياتا حرب فى إرساء قواعد السفارة المتناغمة العاملة بروح الفريق الواحد المتجانس من أبناء البلدين.
الإخاء الحافى
تلقيت دعوة كريمة من السفير بن جعفر شاهدا صحفيا على تدشين مشاريع جديدة لمركز الملك سلمان للإغاثة والمساعدات الإنسانية إقالة لعثرات بلادى الموجوعة المستمرة ، كل مشروع يستحق مقالا وقصيدة حمدا لله أن قيض لأهل المملكة أمنا و خيرا غير منقطع ، مزدادا بالعطاء ومزانا بالإخاء الحافى تجاه السودانيين وتاريخهم الناصع مع السعوديين ، تأهيل مراكز غسيل الكلى ورفد مشافى أطفالنا بكل المعينات والأجهزة الطبية والصحية وإقامة محطة لتوليد الأوكسجين بمستشفى الأطفال بالأبيض ، نظرة بعيدة للأحوال فى نقطة ساخنة ، وزارة الصحة الإتحادية حاضرة ووزيرها المهموم دكتور هيثم يلهج لسانه بالشكر المستحق والإطراء حد الإعجاب بالمملكة ومركز ملكها على البذل السخى المعين على أداء أصعب المهام الرعاية الصحة والطبية للأطفال وتلافى آثار فشل كلى سودانية فى تصفية الدماء وإخراج السموم بالغسلين البديلين راحة او حتى شفاء أو زراعة ربما يتبنى المركز طمعا فى كرمه مجانيتها جلها أو كلها حتى نسعد بما لدينا من ثروات تكفى وتفيض لولا الخلافات والحروبات ، منظمتنا ، صندوق رعاية المرضى ممثلتنا لتنفيذ هذه المشاريع المنقذة لأطفالنا ضحايا خلافاتنا وحربنا واستهدافنا بصنع ايدينا ، مركز الملك سلمان للإغاثة يعبر عن شخصية بلد يلتزم أصول الحكم والإدارة فلذا يقابل عطاؤه بالتقدير والإحترام وعلو كعب التمثيل لدى كل تدشين جديد لمشاريعه ومنحاته الإنسانية ، الفريق بحرى إبراهيم جابر يشارك ويخاطب حفل التدشين بشتى صفاته والهدية لأطفالنا كبيرة ولمرضى فشل الكلى بشارة عظيمة والفرحة بالتهادى تغمر وجوه السفير و الوزير وقيادة منظمة رعاية المرضى وكل الحضور وتحفز وتلهم الفريق إبراهيم جابر بعد إنتهاء مرسم التدشين ليستأذن السفير بن جعفر لإعتقال الصحفيين لجلسة سياسية.
همم الإلهام
لايخفى الفريق جابر تقديره للإعلام ولأهمية وجود العاملين فيه للتعبير عن مجمل الرؤى والتوجهات العامة بالأصالة وإنابة عن المسؤولين فى أصعب مرحلة سودانية ، ومعهود عنه تفضيل الصمت والعمل بعيدا عن الإعلام إلا فى مناسبات وجلسات للتنوير لقيادات من مختلف شرائح وفئات المجتمع ، صمت قرين بشخصيته اتفاقا واختلافا وإثارة للجدل ومرات للغموض ، ولكن تبدو طبيعة الحرب وإعلاميتها مجبرة على زيادة الطلات الإعلامية وإستغلااوكل فرصة مناسبة ، ومن جلوس إليه معدود المرات ، يحبذ للإعلام إستنهاض همم الإلهام والإبداع ويزكى وينتخب كتبا للقراءة ، تدشين مشاريع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية تتويج لنجاح التجربة السعودية العريقة ، ومنصة لتجديد وإحياء الآمال، يلهمه لإستغلال الفرصة لجلسة سياسية إعلامية فى مقر إقامة السفير وبحضور وزير الصحة ، جلسة يستمد أفكارها من وحى نشاط المركز الملكى لبلد يستكفى أبناؤه من خيره وقيادته تبذل للآخرين بما يزيده ، ولإهتمام جابر بملفات الإقتصاد ومعاش الناس ، يحرص على الإستهداء بتجارب ويستغل فرصة لقاء ملهم ، لينزع مجددا لإفادة الآخرين وتذكيرهم خاصة الإعلاميين ، و يخبرهم على هامش فعالية التدشين ، بسؤال ذات مناسبة ومجاذبة طرحه على مؤسس رواندا الحديثة للإستلهام من تجربة ثرة لمحاربة القبلية والجهوية والمناطقية ، فيجيبه بقصة بول كيقامى و بما يلهم روايا له واحد من أسباب النهضة التعليمية ، إذ وجه كيقامى باستيراد أجهزة حاسوبية صغيرة للتلاميذ ، تابات ، وعند تفقد أثناء عطلة فصلية للمدارس للسؤال عنها ، علم بحفظها فى المخازن خشية من توزيع على الطلاب يتسبب فى عطبها ، فوجه بتسليمها فورا ولما أستؤنفت الدراسة تفاجأ المعلمون بحذق الطلاب للتعامل مع الأجهزة بما يفوق علميتهم ، سياسة بعد النظر . وتعجب جابر تجربة لى كوان يو مؤسس سنغافورة الحديثة وناقلها خلال ثلاثة عقود لمصاف دول العالم الأول ، جابر يخالط سنغافوريين دراسا او فى فعاليات فى محطات فى حياته ، ومعهم يخبرك صعبة ما لم تجد الأولية والمؤسس استأصل من دواخلهم كل ما يعقد بالتقدم البشرى وخلصهم من ضيق الإنكفاء على الذات لرحاب الإنتماء لسنغافورة العظيمة التى تمكن من توحيد لغتها قولا وفعلا.
إستغراب دولى
روى وقص هذه التجارب يعبر عن حال لسان أشواق جابر لسودان مختلف ، ويطمع فى الإعلام ليكون ملهما وفعالا ومواكبا لمطلوبات المعركة الحالية ومقابلة ما يصفه بإعلام الحلاقيم الكبيرة لهزم الروح المعنوية الكلية والوقوف فى وجه مخططات وسياسات المتمردين ومن يشايعهم لتجويع السودانيين باستهداف مواضع انتاج الغذاء و يؤكد الإنتباه والإستعداد للتصدى لحرب التجويع . ويكشف جابر عن استغراب شخصيات دولية يلتقيها عن قدرة امتصاص السودانيين لمضار الحرب فى ما بينهم وعدم قيام معسكرات نزوح لافته وإغاثتها تحتاج لطرق خاصة ، وتتبنى الحكومة وفقا لجابر سياسة باب الإغاثة المفتوح من خارج الحدود بعد إخضاع الشحنات للتفتيش والتؤكد من عدم إستغلالها مطية لإدخال اسلحة و سلع غذائية وصحية مواد غير مطابقة لمعايير ومواصفات السلامة ، وبعدها فلتمضى غذاء ودواء وكساء وإيواء إلى ما يشئ الإنسانيون داخل الحدود.