مقالات الرأي

أجراس فجاج الارض – عاصم البلال الطيب – حوار جهاز المخابرات

________________

استكشاف

فى بلد عربى غير مجاور ، حللت عابرا لوجهة أخرى ، مكثت أياما فى منطقة هادئة ريثما أغادر ، واستغللتها فرصة للإستكشاف ، أخرج صباحا أشاقق الحى الهادئ بلا هدف محدد ولا هادى ، إحساس بالأمن والطمآنينة يغمرك دون تلمس لمظاهر وجود امنى عدا فى الامسيات وسكان الحى للراحة والنوم قد خلدوا ، يقابلك بلباس مدنى فى ساعات الليل افراد لا تتبينهم نظاميين أم من سائر المواطنين وليس مهما وكلاهما صاحب حق فى الحفاظ على الامن ، يلقون عليك التحية وعن وجهتك يسألونك ويكتفون حال الإجابة متطابقة بما يعلمون عن بلدهم مع تقدير عام ربما لمظهرك ولغة جسدك ، شعور بالراحة ينتابك غريب ديار وأنت فى بلد من أهلها رسميين ومواطنين محروسة . بعين الصحفى والإعلامى تصورت المساءلة ، حصيلة تفاهم بين الأجهزة النظامية والأمنية وكلية المجتمع المدنى باتفاق على قواسم مشتركة للحفاظ على قوام الدولة وامنها وإستقرارها ، أحرص على إقتناء الجرائد صباحا ومساء للإلمام والإحاطة بأحوال ذاك البلد والناس وفى سنتى تلك لم تبتلع وسائل التواصل إهتمامهم بالصحف الورقية والوسائل التقليدية وكل شئ ، قضيت أياما متابعا ومتفحصا فلم أقرأ خبرا لا مدحا ولاقدحا للأجهزة النظامية ، وتيقنت من تتبع آخر بأنها ليست صدفة ولا الأجهزة محل تنازع . قد تبدو المقاربات للمقارنات غير موضوعية وتجربة هناك قد لا تصلح هنا لاختلاف الأمزجة والبيئات ، و تبرز أهمية أجهزة المخابرات للدراسة والإستقصاء بغية الإستفادة من تجارب الآخرين تعزيزا لما بين يديهم من رصيد معرفى مجتمعى قابل بالعلمية لتشكيل الإضافة النوعية والمشاركة فى حفظ الأمن العام.

إستهداف

تلقيت دعوة لحضور لقاء جامع بين الفريق اول أمن أحمد إبراهيم مفضل مدير عام جهاز المخابرات والوفد الإعلامى والصحفى المشارك فى ورشة مركز عنقرة للخدمات الصحفية ببورتسودان ، لم اقابل المسؤول المخابراتى الأول إلا فى هذا اللقاء بيد أنى دعمته بصفته الإعتبارية فى منعطفات ومنعرجات مرارا وتكرارا منذ تكليفه بالمنصب فى عز الثورة على كل شئ والجهاز بحسبان الارتباط بنظام الإنقاذ . لم انتظر هدوء الشارع بعد سقوط النظام واحتسب لردود فعل اعلمها مسبقا ودعوات موتورة للنيل بلا جريرة من كل داعم للجهاز الحساس الذى لاغنى عنه تحت اى مسمى للحاكمين فى البلدان و بعضها تعمل على تقوية امنها واستقرارها بإضعاف أمن الآخرين ، وسوداننا قبلة للإستهداف ، اقتداح هذا السلوك الإقصائى من الكل ، أطلق باكرا شرر هذه الحرب القالبة كل رأس على عقب ، إضعاف جهاز الأمن وحل هيئة العمليات شبيه بحل جهاز الأمن عقب انتفاضة الإطاحة بحكومة مايو ، والفارق بين الخطوتين وإستهداف الجهازين بيّن ، إضعاف الجهاز حاليا بانتزاع الصلاحيات وحل هيئة العمليات أنكأ من حل الجهاز عقب زوال حكم مايو المرتبط برئيسه الراحل نميرى ، ذلك أن المخاطر عقب انتفاضة ١٩٨٥م فى طور التشكل والتخلق لأسباب متعددة من بينها الهشاشة الأمنية التى يعمل الجهاز على التصدى والإجهاز عليها فى مهدها ولكن وبكل أسف قرار الإطاحة به فتح الابواب من وسع لكل الإختراقات واستمرارها حتى اليوم ، هو قرار الحل المتداعية آثاره تماما كما تداعى آثار وأضرار قرار التأميم فى سبعين القرن الماضى الممتد ضره إلى اليوم إلى إقتصادنا المرزوء . اما إضعاف الجهاز وحل هيئة العمليات بعد التغيير المؤثر فى ديسمبر ، تزامن مع بلوغ المهددات قمتها وأخطارها و نكأتها حرب متكورة أسباب إندلاعها متعددة ومعقدة . وضعية شاذة نستدعى تغييرا فى التناول والعرض والمعالجة.

الإقتباس

الفريق أول أمن مفضل يستغل فرصة إطلالة بقاعة جهاز المخابرات العامة بالبحر الأحمر والمقر المؤقت للرئاسة ، لإبراق وإرسال فى صناديق بريد الصحفيين والإعلاميين وعينه على المواطنيين ومبتغاه إيصال دعوة من الجهاز مفتوحة للسودانيين كافة لابتدار حوارات يصفها بالعميقة بين مختلف المكونات السكانية . لم يضع مدير عام جهاز المخابرات العامة وقتا فى كر مشاكل البلاد المعلومة والبكاء على الاطلال مكتفيا بوصف ما يحدث بالتمرد الأسوأ المدروس بعناية والمقتبس من تجربة داعش بالموصل التهجيرية ، وينفذ مفضل للب القضية الجوهرية ، معبرا عن صوت مختلف الشراب للجهاز ، لم يشر لعودة الصلاحيات الأصيلة للجهاز مكتفيا بالتعبير عن التطلع لمرحلة جديدة تضع خطا ونقطة لإبتداء سطر جديد يعبر عن لغة جامعة لاتستثنى أحدا ولا تقصى نفرا ، الدعوة للحوار العميق من مدير جهاز المخابرات بين كل المكونات فهم متقدم ويستوعب أهم مطلوبات الحلول ومفارقة حالة الإستغراق فى درك الأزمات ، وليقرن الفريق اول امن مفضل دعوته بخطوة عملية ، فليطلق الجهاز مبادرات علمية ومنصات للتداول تتسع ودوائر الجغرافيا الآمنة بحسبانه جهاز مدنى ، والتبنى لايعنى الهيمنة على المطروح ولا قيادة حوار عن بعد بالتوجيه ، رجل المخابرات أول من يعلم ، بصعوبة الجنوح لإنفراد يفضى للإنزلاق لا رجعة بعده بعين الخبير الفحيصة ، فلذا لم يهرق كلمه هباء أمام بعض الصحفيين والإعلاميين عسى ولعل يتلقفوا الرسالة ويوسعوا بها مواعين الحوار ، رجل مخابرات دولة عربية يزور الخرطوم والثورة لم تضع أوزار سقوط النظام ، فيحذر من انزلاق السودان لفوضى لا يعود بعدها وينسحب ضرارها اول ما ينسحب عليهم ومن بعد على الدنيا والعالمين ، تطابق أعين رجال المخابرات فى قراءة مشهدنا إنما بسبب إلمام بطبيعته ، ويبقى دور ومهمة الفريق أول أمن مفضل مديرا للجهاز مع عودة الصلاحيات الأصعب فى الحفاظ على الأمن القومى من الإختراقات والأسهل بالتوافق على التعايش والتواطن بين السكان الأصيلين.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى