مقالات الرأي

أحرف حرة – إبتسام الشيخ – «مُفضل».. قطع قول كل خطيب.. ولكن

_____________

أحرف حرة
إبتسام الشيخ

< مفضل> : قطع قول كل خطيب.. ولكن..

أُقدر إحتفاء الكثير من السودانين من خلال منابرهم بإعادة صلاحيات جهاز الأمن والمخابرات الوطني الواردة في قانون العام ٢٠١٠ ، وأرى أن هذا دليل ثقة في الجهاز وفي دوره الذي يؤديه في هذه المرحلة الحساسة من تأريخ البلاد ، وفي دور متوقع منه وأكيد بأن يحسم المعركة ويهزم المؤامرة ضد بلادنا بكل جوانبها الأمنية والسياسية والاقتصادية ، جنبا إلى جنب مع بقية قواتنا النظامية ،
إن إعادة صلاحيات الجهاز بقدر ماأنها نالت رضاء أكثرية الشعب السوداني ، إلا أنها أيضا أثارت سخط وتخوف البعض ،
لكن بغض النظر عن هذا وذاك ، أعتقد أن المطلوب في هذه المرحلة ليس الحديث عن سلطات وصلاحيات الجهاز وفرضية تقييدها أو تقنينها ، فمن خلال أداء الجهاز خلال فترة الحرب تبين أنه تجاوز مثل هذه الفرضيات إلى آفاق أكد عليها رئيسه الفريق أول أمن أحمد إبراهيم مفضل خلال تنوير صحفي عقده أمس بمباني الجهاز ببورتسودان ،
إذ بدا مفضل واثقا رزينا كعادته وهو يُعلن أن قانون الجهاز هو قانون لخدمة الأمن القومي وسيُوظف لخدمة أمن السودان ولن يُسلط إلا على رقاب من يحاولون العبث بأمن البلاد ،
مفضل ورجال الجهاز الخُلص من حوله ، أركان سلمه وحربه ، ظلوا يعملون على ترسيخ وعكس ثقافة مهنية عالية شكلت الشخصية الإعتبارية المُميّزة للجهاز ، وظهرت من خلال الأداء طيلة الفترة الماضية ،
وأعتقد أنه أي كان تقدير حالة التماسك النسبية التي عليها السودان الآن فإن للجهاز دورُ كبيرُ فيها ،
تملكني إحساس قوي بالمسؤولية عندما طالبنا رئيس الجهاز كإعلاميين بالعمل من خلال وسائطنا على رتق النسيج الإجتماعي الذي كاد أن يتهتك والدعوة إلى حوار وطني شامل ،
وماأصعبه من دور وأثقلها من مسؤولية ، تبنى إطلاقها الجهاز وألقى بالثقل علينا ،
وأرى أن المطلوب منا كصُحافين وكمواطنين ، ليس التصفيق للجهاز إن أصاب ولا لومه في الخطأ أو بذل النصح له ،
المطلوب منا دورا كبيرا ووعيا متعاظما للتماهي مع هذه المرحلة الحساسة من عمر البلاد ،
المطلوب منا جميعا صُحافين ومواطنين أن نكون سندا للجهاز بإدراكنا لمقتضيات ومتطلبات الأمن القومي ، المطلوب منا أن نقفز بعملنا الإعلامي إلى تحفيز الإسناد الجمعي ،
المطلوب منا جميعا أن نرتقي بوعينا وإدراكنا لمعرفة المهددات الأمنية وعدم المساس بها ،
المطلوب من كل منا صُحافيا ومواطنا أن نكون دعما للجهاز وأن نقف معه وأن يكون كُل منا صليحا له ، وليس مُتهيبا أو مُشككا ،
المطلوب أن نتخلى عن الثقافة السالبة المتمثلة في التخوف من التعامل مع أفراد الجهاز والتردد في مدهم بالمعلومات ،
أرى أن كل مواطن منا في موقعه مسؤول ومطلوب منه أن يرفع معلوماته عن حدث ما بشكل مباشر للجهاز ، المطلوب أن نعي جميعنا أن كل معلومات الدولة شرعا يجب أن تكون متاحة لجهاز الأمن والمخابرات ،
وأخيرا وليس آخرا ، بالنظر للأغراض الوطنية الكبيرة التي يُناط بالجهاز القيام بها ، وبإستصحاب المتغيرات الإستراتيجية التي حدثت في الفترة من العام ٢٠١٠ إلى يومنا هذا ، تلك المتعلقة بالأزمة المالية العالمية وآثارها التي لا زالت في جسد الإقتصاد ، وثورة ديسمبر التي غيرت نظام الحكم وتركت تأثيرا على إقتصادنا وموارد بلادنا ، فضلا عن مافعلته أزمة كورونا ، إنتهاء بحرب الخامس عشر من أبريل ، فإن سؤالا أراه مهما يطرح نفسه ، مفادُه أن هل التعديلات التي أُجريت في القانون بالكيفية التي حدثت بها كفيلة بأن تُمكن الجهاز من أداء الأغراض الوطنية التي ذكرتها مُسبقا ؟ أم كان من الأوفق مراجعة مطلوبات الأمن القومي ومن ثم التمديد في صلاحيات الجهاز بما يتوافق معها ؟ .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى