مقالات الرأي

أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – «جكيكة» 2_2 – صور حصار من مشفى الخرطوم

___________________

أبهة

لا يغرن منصب فى زمن الحرب ، فلا ابهة ولا منجهة ، مقدحة ومسبة ومذمة ، فى لقاء بمدير ونائبه بمرفق إقتصادى مرموق ، يفصح الأول عن رفضه لاستقالة الثانى باصرار لأن الوضع يتطلب بقاءه لكفاءته بإلحاح ، ومرد الإستقالة إحساس بنكران لجهد مبذول واستهداف موصول ، والإستقالة إحساس مطلوب متى كانت للإفساح والإصلاح والركوز مطلوب فى وجه الإستهداف . إلا مسؤؤل ضعيف نفس وكل شئ لايستشعر طبيعة المرحلة المستدعية عملا دون انتظار مقابل و تجردا ونكران ذات . لاشئ يجذب ويسر ، لقاء يجمعنى بالدكتور هيثم وزير الصحة الإتحادى بمكتب فى العاصمة الإدارية بورتسودان ، يكفى بالكاد لإدارة واستيعاب أصغر منشأة لا وزارة مرزوءة قبل الحرب و بعدها معلولة بتداعياتها المستمرة ، و لهى أشد والعن بعد توقفها بحول الله ومنعة التدوين من منصات التضرع والدعاء . تجلس للدكتور هيثم ، للوحه الصحى حافظ وبالتفاصيل والارقام ومهموم بالإبقاء على الخدمات موفورة ومبذولة للكل فى ولايات سيطرة الجيش وفى مناطق وجود عناصر قوات الدعم المتمردة ، تتبع الوزارة كل طريقة متاحة ووسيلة طائرة نفاثة لانعدام ادبيات الإشتباك فى الحروبات ، للوصول لكل السودانيين لتقديم الخدمة الصحية والطبية وحتى التحصينية الوقائية رعاية للإمومة والطفولة التى تشغل الحيز الأعظم من الإهتمام ، هى وزارة الجيش الأبيض إسما ووصفا ورسما مستحقا ووسما ، تتحمل عبء تداعيات إنهيار النظام الصحى والطبى بغزو كوفيد التاسع عشر سليل عائلة جائحة كورونا ، وقبل أن تنجح فى التعافى وقد مضت خطوات مقدرة ، أندلعت الحرب وحدث ما حدث.

الصورة

يحفظ التاريخ للدكتور هيثم قيادته لقوات الجيش الأبيض ، من داخل مستشفى الخرطوم ايام الحرب الأولى حتى اجلوا المرضى وانفسهم بعد اشتداد المعارك بين القيادة والقصر ، مغادرة الخرطوم متاحة ولكن القرار بالبقاء لقسم للكوادر الطبية عظيم ، قضوا أياما عصيبات متخندقين غير متخلين عن رعاية المرضى ، طامعين فى السيطرة على الوضع الصحى ، متصورين هدأة الحرب صابرين محتسبين ، أخرج الدكتور هيثم هاتفه ليرينى صورة وجوده بين عدد من الكوادر داخل مستشفى الخرطوم قبل عام عز إشتداد الحرب والضرب ، فأضمرت الحصول عليها ونشرها لأول مرة تقديرا لكوادر جيشنا الأبيض المرابطة حتى اليوم لتقديم الخدمات الصحية والطبية فى أشد المواقع خطورة وفى مرمى نيران من كل صوب وحدب وأرض وسماء . والصور المنشورة مع هذه النتف والخواطر من تجاذب حديث مع الوزير تستحق البروزة ،والمرتدى فيها الجلباب فى احدى الصور جوار د هيثم ، علي سائق المدير العام للمستشفي ، وبالاسود د. محمد مجدي مدير طبي العنايةالمكثفة بمستشفي الخرطوم ولجواره بالأخضر الهادي بسكرتارية الوزير و المطرف د . محمد علي بمستشفي الخرطوم والواقف الطيب محمد ابراهيم سائق الاسعاف ، في الوسط د. ساتي مدير عام مستشفي الخرطوم ، و يظهر فى لقطة السائقين والعاملين على نقل الاسطوانات للمرضي من الشعب لمستشفي الخرطوم لإنقاذ الحالات المحتاجة بعد انقطاع الأكسجين ، صور ملحمة يحق للوزير ان يفتخر بها لا يحفظها حياءً مقدرا فى جواله ذكرى شخصية ، وفى زحمة الدنيا والوزارة تصبح نسيا منسيا ، فتحية لهؤلاء الأفاضل فى لحظات إلتقاط أنفاس ولأولئك المنهمكين خدمة للمرضى قبل الإجلاء الإضطرارى العظيم.

المشتركة

تمتاز إدارة د. هيثم بوجود طاقم لم يتبدل لسنتين منذ تكليفه بالوزارة فى ظروف ضاغطة ، ويرد هو عيوبا لعدم الأستقرار الوزيرى والوظيفى وعدد من الأسماء تقلدت بالتعاقب المنصب فى سنوات قليلة وكل شيخ بطريقته وإدارته مما يفقد التجانس وعدم التواصل وهذا مما عمل هو على تجنبه إلا لأسباب إضطرارية وموضوعية وبالطبع لم ولن يسلم من النقد الذى يؤكد على أهميته وقبوله متى التزم الحياد والموضوعية . ولطبيعة مرحلة العمل اثناء الحرب وتفرق سودانيون بين نازحين ولاجئين ، نتصور وجود أوضاع تتطلب التوفيق والمعالجة لا تفوت على فطنة وحكمة دكتور الصحة لإدراجها ضمن خطة العمل الموضوعة وفقا للمعيارية والقياسية العالمية القائمة على الشفافية والمصداقية لكسب ثقة المنظمات الأممية والإقليمية والقارية ، بيانه أول ايام للحرب العالم لازال مفتاحه للتواصل ، بيان يدلل على فضيلة إتخاذ المبادرة فى وقتها كما الزرع لتؤتى أكلها، ولو من لغة مشتركة، توحد عالم اليوم ، هى لغة الصحة والطب ، كورونا وحدت الدول وحدة غير مشتهاة بالإحترازات والتدابير القسرية ، وما أجمل وحدة الصحة الطوعية بيننا كسودانيين ومع سائر العالمين ، وفى دجى الحرب ، يفضل نهج الوزارة العلمى والمهنى، لتجنب صحة وطب السياسة التى توردنا الهلاك وزراعتنا وصناعتنا وخشيتى حتى عبادتنا ، وتقتضى الضرورة دعم نهج الوزارة الحالى ووزيرها الذى لم يتخل وكوادره عن تحمل المسؤليات فى أحلك الحظات وأصعب الظروف ، هذا مع فتح الابواب للملاحظات والمراجعات ، ومن تقص والله لم استبن للدكتور هيثم ملة وجهة غير انه ابن لهذه الوزارة من ربع قرن من الزمان ، ومهمتهم الآن هى الحرب الأخرى التى تستدعى التعاون لتنزيل خطط وبرامج طموحة فى عدة محاور تبدأ من طب الطوارئ والتنويم وغرف العمليات والجراحات والعنايات باستغلال أنصاف الفرص ، مستشفى الجكيكة الآن بارياف نهر النيل يجرى حتى عمليات جراحية كبيرة بعد إتمامه وتأهيله والحرب مشتعلة ، نموذج جدير بالإحتذاء ، وللوزارة كذلك خطة لامتصاص صدمات وخسائر الحرب التى تطول المرافق الصحية والطبية الخاصة وقد خرج ربما ثلثها عن الخدمة وبعض منها ينظر فى إعادته لسيرة أفضل من الاولى ، مساعى الوزارة فأل طيب مطلوب بفتح كل الجبهات بمهنية وعلمية وروح مفتوحة للتعاون مع المجتمع العريض المساند للجيش الأبيض .لاتغفل الوزارة الطب والصحة الوقائيين لتقليل كلفة العلاج ، ويشغل بالها الطب النفسى وتأثيرات الحرب على مختلف الشرائح والفئات العمرية ، وتنزع لاصدار نشرات توجيهية تثقيفية للمواطن الذى يتعذر الوصول إليه ، للتعامل مع ظروف شاذة فى الحياة الطبيعية . مهمة جسيمة ملخصها استغرق زهاء ثلاث ساعات من وزيرها لتبيان خطوطها العريضة.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى