أحرف حرة – إبتسام الشيخ – «بنكك» .. نجمة إنجاز ووسام صمود
________________
العالم أجمع يتابع مايدور الآن بشأن الفاشر حاضرة ولاية شمال دارفور ، وبعض نواحي كردفان المحاصرة ،
المواطنون هناك حركتهم محدودة ومقيدة ، لا عمل لدى أكثرهم ولا عائد مادي ، هم يعتمدون كليا على التحاويل من الأهل داخل وخارج السودان التي تصلهم عبر تطبيق بنكك ، التطبيق الأكثر فاعلية وحضورا الآن ،
أعتقد أنه لن يختلف شخصان ولن يكابر أحد على أن بنك الخرطوم يشكل أحد شرايين الحياة لدى المواطن السوداني ، فكل المناطق التي ليس بها بنوك عاملة الآن وغير آمنة للتداول بالمال نقدا ، التعامل فيها يتم عبر بنك الخرطوم بواسطة تحويلات بنكك ، وهذه التحويلات متوقفة عليها حياة أسر ،
( تخيل لو لم يكن هناك بنكك في عز هذه الأوضاع ومضاعفات الحرب المأساوية ..
سوف يتضاعف الموت جوعا..
هكذا دار النقاش بين نازحين شردتهما الحرب وهما بعيدان عن ديارهما وعن وظيفتهما بل فقدا وظيفتيهما ،
أعتقد أنه إذا تواضع الناس علي تكريم أكثر شخصية إعتبارية خدمت الناس في ظل الحرب لاشك سوف تكون تطبيق بنكك الذي يتبع بنك الخرطوم ، فبفضله بات في مقدور الناس تلقي الخدمات العلاجية ، والحصول علي الخدمات الضرورية ، انا شخصيا لا أستطيع تصور حياتي واسرتي دون تطبيق بنكك ، وأحسب أن كثيرين غيري كذلك ،
بنك الخرطوم ظل صديقا للمواطن طيلة فترة الحرب ، وكنهجه في خدمة المواطن والتخفيف عنه قام في الفترة من السابع من مارس إلى العشرين منه بإعادة تشغيل فرعين من فروعه بأم درمان _الثورة ، فرع شارع الوادي (الحتانة ) ، وشارع النص (الحارة السابعة ) ، ومعلوم مدى تضاعف الكثافة السكانية بمناطق الثورة لجهة أنها الأكثر أمنا بعد أن بسط عليها الجيش كامل سيطرته ،
ووقتها ذكر مسؤلون بالبنك أنه كانت قد تمت خمسين مليون عملية عبر تطبيق بنكك في ولاية الخرطوم مما يؤكد تقديم البنك خدماته لقطاع كبير من المواطنين ،
في علاقاتنا الإنسانية عندما يحتدم الخلاف بينك وآخر ويصل مرحلة تحسب أنه لا رجعة بعدها ، ينصحك البعض بمحاولة إستحضار الأشياء الجميلة التي بينك وبينه ، فيقول ليك ( ياخ إتذكر ليهو الحاجات السمحة العمله ليك ) ،
على ذات المنوال عندما أتابع الهجمة التي تُشن على بنك الخرطوم بغض النظر عن الأسباب والدوافع والمبررات ، أجدني أردد بنك الخرطوم بنكك ، العبارة التي رسخت في أذهاننا وترجمها التطبيق عمليا ، فأستحق بها البنك نجمة الإنجاز ووسام الصمود لدى المواطن البسيط على أرض الواقع لأنه كان صديقه في وقت الضيق ، فأستحق منه التقييم بأنه الأفضل ، قبل المؤسسات والخبراء المعنين بالتقييم ،
لا شك في أن هنالك بعض الإستغلال والتوظيف السيئ الذي قد يحدث في أشياء كان الغرض منها حميدا ، فقد يرى البعض أن بنك الخرطوم قد أخطأ عندما رفع سقف التحويلات إلى خمسة وعشرين ألف جنيه في اليوم (٢٥) ، لكن أعتقد أن نية البنك حينها لم تكن التآمر أو هدم الإقتصاد كما قد يرى البعض ، بقدر ماكانت الطموح في المذيد من الرضا من قبل العميل ،
أرى أن أي خُطوات تستهدف إيقاف خدمات بنك الخرطوم يجب أن يسبقها إستفتاء شعبي ، فبنكك في السوق وفي المكتب ، بنكك في الصيدلية والمطعم ، بنكك في مشوار الرقشة ، وبنكك حيث ما أردت حاضر ، هو واقع من الصعب تجاوزه ،
وأعتقد أن المعالجة تكمن في وضع سياسات واضحة وخلق مجالات تنافس لأجل التجويد .