كلمة ونص!!! – وعد الحق امين – هل تصلح «المخابرات» ما أفسدته السياسيات (2)
___________
مواصلة لسلسلة مقالات ملف المخابرات السودانية نعتزر اولا عن الانقطاع لفترة وذلك لظروف خاصة واخرى خارجة عن الإرادة ، سبق وأن تحدثت في مقالات سابقة عن ضرورة عودة كافة صلاحيات جهاز المخابرات العامة بعد أن تم نزع مفاصله وتمزيق اوصاله واحالته الي الارشيف ولكن نقول لهولاء أن الجهاز قد عاد ، نعم عاد جهاز المخابرات وهيئة عملياته بكافة صلاحيته المسلوبة لإداء دورهم الوطني لمجابهة تحديات المرحلة ، عادات المخابرات السودانية لما قدمته من نموذج محترم في عدد من الملفات والقضايا الأمنية ، عاد جهاز الأمن لواجهة الأحداث بقوة وهي الخطوة التي تحمل في مجملها مؤشرات باستعادة الجهاز وضعيته وذلك بدلالة مشاركة الفريق أول أمن احمد ابراهيم مفضل المدير العام لجهاز المخابرات العامة في الاجتماع الدولي ال(12) للمسؤولين الأمنيين رفيعي المستوي في مدينة سان بطرسبرغ الروسية
قدم الفريق مفضل تنويرا للعالم بحقيقة تمرد المليشيا وانتهاكاتها وفضح الدور الخارجي في الحرب وذلك بحضور أكثر من (70) رئيس مخابرات علي مستوي العالم ومشاركة أكثر من (100) دولة ، فالمباحثات التي عقدها ( مفضل) مع نظيرة الروسي نيكولاي باتروشيف وفي هذا التوقيت سيكون له تأثيره الاكبر علي المشهد السياسي والامني بالبلاد ، وستكون له دلالات ومعان الي ما هو أبعد وأعمق في مستقبل الساحة السياسية بالبلاد وتحول موازين القوى بل وله دلالات تمضي في اتجاه ضمان تاريخ جديد للسودان
مشاركة المخابرات السودانية في هذا المؤتمر بعد غيابها عده سنوات سيسهم وبصورة مباشره في خلق توازن في علاقات السودان بين الشرق والغرب ودلاله علي ذلك أن الحكومة الروسية ممثله في نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الذي أعلن وبشكل رسمي ان مجلس السيادة يمثل الشعب السوداني وجمهورية السودان في الوقت الذي أعلنت فيه اوكرانيا تسميه سفيرا لها بالسودان وتقديم اوراق اعتماده للخارجية السودانية نتيجة للدور الكبير الذي لعبته المخابرات السودانية وقيادتها في هذا الأمر
مثل جهاز المخابرات العامة الذرع الايمن للقوات المسلحة في معركتها ضد المليشيا المتمردة منذ ابريل الماضي بعد أن كتب اسمه بأحرف من نور في سجل تاريخ المعركة ، مؤسسة وطنية تشبعت بالخبرات العملية والأمنية التي تأهلها لتكون هذه المؤسسة واحدة من اقوي المؤسسات الأمنية علي الصعيد الدولي وواحدة من أهم أجهزة الأمن في افريقيا بل ولها القدرة علي إدارة العمليات بكل تعقيداتها وبشكل عام
عودة جهاز المخابرات العامة وهيئة عملياته للمشهد السياسي والامني بالبلاد له دلالات ومعاني وخبرات ملزمة بد تكون رغبة دولية أو محلية ولكن يظل الاستفهام حاضرا …هل تصلح المخابرات ما أفسدته السياسيات…؟ لنا عودة