مقالات الرأي

أحرف حرة – إبتسام الشيخ – الجنرال «مفضل» وجهاز المخابرات.. تحية وتقدير

___________

تحاول المليشيا المتمردة بمعاونة حلفاء الشر منذ فترة القيام بمحاولات بائسة لزعزعة الأمن والإستقرار في بعض الولايات الآمنة نسبيا ، لأسباب وأهداف عديدة ، أبرزها حالة الوهن التي تعيشها جراء التقدم العسكري للجيش في العديد من المحاور ، وثباته وصبره وقوة إرادة وعزيمة رجاله ، رغم عدم تكافؤ الإمكانات في بداية الحرب ، وثانيها هبة الشعب السوداني عن بكرة أبيه للدفاع عن أرضه وعرضه ، فحتى من إلتزموا مربع الحياد خرجوا عن موقفهم الغريب ذاك ! بشكل أو بآخر ، ربما لأن المليشيا إستهدفت عمق ديارهم أو هددت مصالحهم بشكل مباشر ، عموما (حمدلله على السلامة ) ،
أطلقت المليشيا وحلفاؤها أمس الأول مسيرات نحو الولاية الشمالية ، مدينة مروي تحديدا ، وقبلها نحو عطبرة والقضارف ، في محاولات بائسة للترويع والتخويف ولي الزراع ،
لاحظت أنه مع كل إستهداف ترتفع بعض الأصوات بأن (أطلقوا يد جهاز الأمن ) ، وهنا لي وقفة ،
ففي القضارف إستهدفت مسيرات المليشيا بشكل مباشر مقر جهاز الأمن والمخابرات في رسالة واضحة في بريد الجهاز ،
ولا شك في أن جهاز الأمن والمخابرات بقيادة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل أظهر قدرات كبيرة في هذه الفترة من عمر السودان ،
فقد عمل الجهاز منذ أول يوم في الحرب المشؤومة تحت إمرة القوات المسلحة ، في تنسيق واضح وواعي ومطلوب بين كل الأجهزة النظامية ،
جهاز الأمن _ بحسب عارفين ومراقبين_ له الكثير من المجاهدات والمواقف المشرفة أثناء هذه الحرب ،
وبناء على العديد من النجاحات التي حققها بالتنسيق مع الجيش ، كان لابد للعدو من إستهدافه ،
وإن جاز لي القول فإنه ينبغي علينا كمواطنين أن نطلق نداء (أسندوا وأعينوا جهاز الأمن والمخابرات ، بدلا عن أطلقوا يده ) ،
أرى أننا مطالبون جميعا كشعب سوداني بالدخول في المنظومة التأمينية للبلاد ، وأن يكون أي مواطن منا عينا لجهاز المخابرات ، ويراقب ويبلغ عن أي شيئ جديد أو غريب يراه ، سيما وأن العدو قد إبتكر أساليب عديدة للإختراق ،
أعتقد أننا مطالبون أيضا كمواطنين بأن نرفع من حسنا الأمني ، وأن نسند جهاز المخابرات وقيادة البلاد عموما المتمثلة في الجيش والأجهزة النظامية كآفة في معركة حشدت لها المليشيا العديد من حلفاء الشر ،
عندما إستهدفت المليشيا مدينتي ومسقط رأسي ومهد طفولتي وصباي (قضارف السعد ، بلد الخير ) ، كان شعوري غير ، وأعتقد أنه أمر طبيعي ، فمنذ أن قدر الله أن نُكتب في سجل النازحين ، وجدتني تلقائيا أردد بصفة دائمة المقطع الأشهر من أنشودة أنا سوداني أنا ، (كُل إجزائه لي وطن ) ، ولكن عند القضارف لم أجدني أذكر سواها ، ففسرتها بأنها اللهفة على أول منزل كما الحنين للحبيب الأول ،
القضارف بحسب ماعلمت من متابعاتي وإهتمامي بكيف ومن أين أُستهدفت ،
عرفت من خبراء أنه تم إستهدافُها بمسيرات إنتحارية مصمتة ، وأعتقد أنها إمداد من دويلة الشر الإمارات قاتلها الله ،
وبحسب خبراء فقد أُطلقت من موقع بعيد يُقدر ربما بنحو خمسين إلى مائة كيلو من المدينة ، وعلمت حينها أن جهاز الأمن والمخابرات ضمن مجهوداته المقدرة كان قد ذود الدولة بأجهزة قادرة على التشويش على هذه المسيرات ، إلا أن المليشيا وحلفائها إستجلبوا مسيرات مقاومة للتشويش ، يتم تزويدها بالمتفجرات ومن ثم يتم تغذية عقلها الإلكتروني بالإحداثيات بحيث إنها تعلم أين ستتفجر ، ثم يتم فصل الأنظمة التي يمكن أن يلتقطها التشويش ،
وبحسب ماسبق أعتقد أن المطلوب هو إرتفاع حاسة أنظمة الدفاع الجوي أكثر مما هي عليه الآن ،
فقد تابع الجميع أنها قد أفلحت في إسقاط المسيرات التي أطلقها العدو صوب القضارف ومروي بأقل الخسائر ،
ظللت أُكرر دائما أنه لا أحد يريد الحرب أو يشجع على إستمرارها ، ونعم للتفاوض وإيقاف الحرب لكن بما يحفظ سيادتنا الوطنية ، بما يحفظ كرامتنا وحق كل إنسان سوداني ، نظامي أو مستنفر ، أو مدنيا كان ، ذهبت روُحه في هذه الحرب اللعينة ، بحق كل حُرة أُنتهك عرضُها ولاقت من الهوان مالاقت ،
غير ذلك فلنمت جميعا ، وستقاتل المقابر حتى يعود السودان عزيزا ، كريما ، أبيا .

حفظ الله السودان وأهله .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى