رؤى ومحطات – تلكؤ الخارجون عن الحياد – خالد قمرالدين
________
ـ الخارجون عن الحياد ..كاني بهم كانوا يمارسون السباحة في قمقم على قاع المحيط .. خرجوا فجأةً بقدرة قادر .. بعد عام من الزمان .. ووجدوا بلادهم في حالة حرب مع مليشيا ومرتزقة غزاة .. فإختاروا الإنحياز الى الوطن والقتال بجانب الشرفاء الوطنيون
ـ وكأني بهم ناموا وثامنهم كلبهم .. كل هذه المدة من الإنتهاكات المتواصلة .. وضرب الله على جانبهم فصحوا .. وجدوا الحكاية بايظة .. البلد بتخرب .. وبعض ابناءهم ضلوا في تِيه ظلم وظلمات المليشيا .. فقالوا .. لا .. لا .. هكذا لا تستقيم الامور .. وتلك المركب بتغرق .. يجب ان نركب مركب الوطن .. مركب على الله ويلاّ نجتاز الضلال والعقوق .. ويجب ان نسحب معنا ابناءنا من الغرق ونضمن لهم عدم المساءلة
ـ صحيح قواتنا المسلحة والاجهزة الامنية عموما .. لها نظرتها الامنية وتقديراتها لكل ما يدور ويجري من تعقيدات وظروف صنعتها هذه الحرب .. ولكني لا استوعب مطلقا كل هذا التلكؤ والتأخير .. وإن إستوعبته لن احمده .. ولن ارتضيه .. ومثلي قطاع واسع من الناس
ـ إن غفر لكم هذا الشعب تأخيركم في الخروج عن الحياد ورحَمَكم .. التاريخ لن يرحم .. ويخط في سجلاته بأحرف من نور .. السباقون الى الدفاع عن الوطن .. وكفاية أن عقلنا الجمعي يفتخر ويتغنى بــ (لحّاق فزعة الندهَت لقت وليانا) .. و(ابواتك قبيل بيسدوا للعوجات) و (يا اب قلبا حديد في الحوبة ما بتنفات)
ـ نظل نهاجم كل من ركن الى الحياد تجاه هذه الحرب .. الى ان يهيئ له ربه من أمره رشدا .. وقلناها ونعيدها .. الحياد جريمة وخيانة .. ولكن نتآسى بــ (الخير فيّ وفي اُمتي الى يوم الدين) .. او كما ورد عن الرسول صلى الله عليه وسلم .. وعزاءنا في (ان تأتي متأخرا خير من ألا تأتي ابدا) .