أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – مائدة فوح مختلف.. مع والى البحر وقائد المنطقة
______________________
ليان
لايستسلم خالد شريف ابن جبيت لآحباط الحرب ووسواس قتل الآمال فى النفس ، اتنكب فى العاصمة مقر كسبه سنوات عرقةجبين وخدمة يمين ، وينضم الآن لجحفل النازحين للشرق مسقط الرأس مرتع الصبا . حالة من اليقين الجمعى رغم ما حاق من خراب ودمار وفقدان تخفف من وقع مصاب الحرب ، لايهتم خالد لفقدان شركة أعماله ولا حساب سنيين التأسيس و وبنكنوت الكسب . لازال يرتدى الجلباب الفخم ناصع البياض ، يراهن على العودة وتقديم النموذج لكل يائس وعانس . فى بورتسودان يتوافر على مساحة فضاء رحيب ، يؤسس فيه بخيال مستمر وعقل منفتح لمقهى ليان بما تيسر وتبقى من ماضى أعماله التى انكب عليها سنيين عددا
اللدايات
يبدو خالد فى العقد الخامس او مطالع السادس . تجلس إليه لا يضيع وقتا فى حديثك عن الفات ويخبرك عرضا بالخسائر ليستلفت انتباهتك منكوبا بأن كل شئ ممكن دون انتظار لإيقاف الحرب . نموذج للشباب للتغلب على المصاعب وملاقاة التحديات بالإيمان بالقدرات والثقة بالنفس . ليان كافى مقهاه يحفل بالمتآنسين معدود بما يلائم مزاجنا العام وابواب الدخول الشوارع العامة المطل عليها وجلساته متباعدات تكفل الخصوصية وتمنح الاريحية. يبدو مشروع العودة عند خط الإبتداء مجرد سعى للإقتداء بتجارب قائمة غير أن ليان كافى يعدها خالد مسرحا جامعا وجامحا ، لجلسات المؤانسة افضل بدايات التأسيس للشراكات الجامعة والأعمال الناجحة ،وكأنها توطئة لليان اخرى لا يفصح عنها . وبحكم علاقة خاصة ، توقفنا لمرات على شرفة فكرة عودته لدنيا الأعمال صامتين عن الذكر بالحاصل والفرق الشاسع بما كان و ماهو كائن يظهر واعدا . نرتشف القهوة بالفناجيل لمن يخرم وبالكبابى للعابرين سبيل الجبنات . بورتسودان مدينة اللدايات و المقاهى والمطاعم وصوالين الحلاقة وفرص العمل بها تضيق وتتسع على قدر المعرفة بأجوائها والقياس على تجاريب قائمة.
سفراء
خالد ينزح بعقلية تجارية متقدة هى رأس المال غير القابل للنهب والسبى ، لابعاضٍ لبنان ندم ولا ناحبا مصيرا وعدما ، يتحلى بشخصية السودانى الأصيل غير المستسلم ، فليشكر عليها الأسلاف سفراء النبل والأخلاق جد عن اب وجدة وأم ، مقهى ليان مشيد على طرز مثيلات رحيبة بالخرطوم الحزينة ليست للإستنساخ والإبتداع فيها سر نجاح الأعمال . الصبر سمة الفلاح وسلاح الإستعادة حال الفقدان . أهل الشرق يتخلقون ببيئات قاسية وأجواء صعيبة ، يتغلبون عليها بصبر من صلادة الجبال وصلابة شُعب البحر المرجانية وشعب مختلف . صاحب ليان له من الإسم النصيب . ربما هى نجلته أو إسم طاف بين العشرات وغيرها من المحتملات وحسبه جمالا الإشارة للين. ليان ، يبس المرحلة يحتاج حتى انتقاء الأسماء بحسبان أنها العناوين للمتون
انقطاع
ويبدو لخالد غير إستعادة ذاكرة دنيا الأعمال ، هدفا بتأسيس برلمان شعبى لتبادل الإراء والأفكار حول دروب الوصل للوطن الآخر وفى الأول أصبح علينا يوم بلا أسرة وجيران وأهل ومعارف وأصحاب خطوط حماية ودفاع ،انقطاع هذه السلسلة مصابنا الأعظم والتعويض غالٍ والله خير غالب . جمعة كبيرة ليلة السبت ، بين رواد يوم التوسعة فى المقهى بالكابتن المطعم الخرطومى النازح أسامة عبدالرحمن ابن جبيت بين المدعويين ، تجمعنى واياه و خالد شريف مجموعة واتساب ، وهما على طرفى نقيض فى المواقف العامة من ويتفقان على ما ينقذ البلد من كلية الإنهيار . هى أخلاق أولاد الشرق وأسامة كما خالد من جبيت أحد أهم مقار وثكنات الجيش . والجيش حاضر يوم دعوة خالد ليلة تدشين شراكته مع صِحاب مطعم الكابتن الخرطومى للفول والكوارع وشئ من سائر الشواءات . لم يضن خالد باقامة الشراكة مع من هم مثله منكوبى الحرب ومطعم الكابتن من ضحاياها ولكن القائمين عليه لا يستسلمون مستعينين بخالد لاستعادة حياة أعمالهم المفقودة بتقديم وجبات شعبية بنكهة خرطومية يستحقون عليها التحية والدعم والمؤازرة
ليكن إجتهادهم رسالة فى صندوق بريد التفاؤل وجرعة مركزة ضد الإحباط وإضافة مختلفة لمدينة المطاعم
التوسعة
ويجمع خالد ليان بين عدد كبير من الأصدقاء بمختلف الأسماء والأشكال والمعانى ، ففى حضرته تلقى الكل وزيرا وخفيرا وواليا توحيدا للمهن لا تمييزا متخلفا بغيضا . بين ضيوفه ليلة التوسعة بالشراكة مع مطعم الكابتن والى البحر الأحمر وقائد المنطقة العسكرية من إنضماء بلا شوشرة وضوضاء أصدقاء لخالد مما يبدو من أزمنة بعيدة . رائحة شوربة الكوارع بتوابلها المميزة وفوح القدر بالأفوال تثير غريزة الجوع لدى ابواب الدخول المشرعة . يقف خالد و الكابتن وطاقمه على خدمة ضيوفه إعلانا مميزا عن المطعم لتقديم سائر الطعام المتاح ولكن بجودة عالية ومذاق مختلف . وجود الوالى وقائد المنطقة بصفتيهم أصدقاء وانضمامهما فى ساعة محارب يضفى لا شك تميزا فى نفوس فريق الكابتن الذى تبارى وشريكهم الكبير خالد فى خدمة المدعويين ليتحولوا من بعد معلنين عن قصة بدرجة والى وقائد منطقة بين اصحابهم عن قصة تجاوز لمحطة الإحتيار بصحة الإختيار
إقتراح
وروح الصداقة فى مجتمعنا الأقوى وقائد المنطقة يعبر فى تجاذب جانبى عن سعادته بالدعوة لخصوصيتها ولإخراجها ولجنده المرافقين ولو للحظات من دوامة لا تكف تياراتها عن الجريان . لايستبين الداخل للكابتن المفتوح فى تلك الليلة الوالى من قائد المنطقة إلا ببزتيهما العسكريتين اللتين لا يضعان حملهما الثقيل إلا عند غفوات نادرات . اقترحت ذات ليلة افتتاحية على صاحب ليان تبنى منتديات متعددة باستغلال شبكة علاقاته الواسعة لمناقشة كل شئ فى فضائه المفتوح ، والمقهى والمطعم المنضم يقدمان غير الطعام ثريد الحوار وخلاصة النقاش بلا قيود. لاشئ يرتقى ليمنع الوالى والقائد ويحول بينهما فى مشاركة جلسات بعيدا عن الرسميات للاستماع للرواد بذات روح المشاركة كأصدقاء دعما لإستعادة المفقود من أعمال بعد ان هجرها نازحون منكوبون من جحيم الحرب أمثال فريق مطعم الكابتن وشريكهم الأصيل خالد وهم يقلبون الطاولة فى وجه النزوح بروح التحلى بعزيمة روح الإستعادة للدولة المنهوبة . وهاهم يفتحون نازحين فرصا للتوظيف والحياة مخففين على البعض من أعباء فقدان مصادر الدخول. خالد نعم ابن المدينة والولاية قد لايحبذ مناداتهم بالنازحين رغم أنف التعريف الأممى وآخرون من دونهم يفضلون إطلاق الصفة على المهجرين بحسبانها حقيقة غير معيبة يرى البعض فى الإعلان عنها حفظ حق معلوم فى الدعم الدولى الذى برأيهم يضعف لترويج فى غير زمانه لقدرة السودانيين الذاتية فى امتصاص صدمات بعضهم بعضا . اذ هم يقدرون السلم مسرحا لإبداء مظاهر التضامن لا الحرب وأى حرب هى الحالية!