أحرف حرة – إبتسام الشيخ – عام مضى وعيد أتى.. لا لامين.. ولا تامين.. ولا متفقين
_______
من المفارقات العجيبة و المحزنة في حياة السودانيين
أن عيد الفطر من كل عام سيُسجل في كتاب تأريخهم بعنوان عيد الحرب ، واليوم الخامس عشر من أبريل سيُسجل ضمن الأيام السوداء في تأريخ السودان ، (ربنا يكون في عون من كان قدرهم أن يُولدوا في هذا اليوم المشؤوم ) ، اليوم الذي أشار فيه مؤشر تيرمومتر الأنانية والذاتية إلى أعلى مستوياته ، ولم يكن في بال من حدثته نفسه بإيقاد شرارة الحرب سوى الإنتصار للذات وبلوغ تحقيق الرغبات والأطماع سواء لفئة سياسية أو قبلية أو مناطقية ، دون أدنى إعتبار لشعب بأكمله ، وفي تجاوز وقح ومفضوح لكل القيم الإنسانية وحق الآخر في الحياة ،
عام مضى والسودانيون يسددون فواتير بدرجات متفاوتة ، عبارة عن تكلفة النوايا والأفعال اللأخلاقية لبعض بني جلدتهم المصابون بأدواء عصية على العلاج ، فمن ذا الذي يداوي عاهات الضمير والقلب والعقل عندما تبلغ منتهاها ؟
أجمعنا إلى حد كبير على تحديد عدونا في حرب الخامس عشر من أبريل ، من حلفاء السوء عبدة السلطة والجاه والمال ، و المتغنين بالديمقراطية زورا وبهتانا وإفكا ، والطامعين معتادي سرقة الثروات والخيرات ، آل ناقص الذين نهضوا وعلا كعبهم في الحضارة والتمدن والرقي بفضل أبناء السودان الذين يعرف فضلهم الكرماء من أُولي الشرف والفضل ، الأفاضل من أبناء الخليج العربي ، أما آل ناقص فما فتئوا يهدمون السودان ويقتلون أهله ويعبثون بمقدراته وينهبون ثرواته ، غير آبهين بأن السودانين هم من بنوا لهم مجدا ، وجعلوهم يباهون بالتخطيط والعمارة والتقدم في كل شيئ ، السودان جاد لهم بالمهندسين والأطباء والمعلمين والخبراء في مختلف المجالات ، بل إن بعضا ممن إبتلانا الله بهم وجعلهم حكاما علينا ضحوا بأرواح أبنائنا مقابل المال ، قدموهم وكلاء عن آل ناقص ومن حالفهم وشايعهم ، يقاتلون عنهم في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل ، نظير دريهمات هي في الأصل عائد ثروات بلادهم ! كل هذا وآل ناقص وحلفاؤهم يرمون بثقلهم مالا وأسلحة لتدمير السودان وهلاك شعبه ،
عام مضى ورغم الكبوات والهفوات والعثرات لا نزال متمسكين بدعم وإسناد جيشنا الوطني تحدونا آمال النصر المؤزر في حربنا ضد الداخل والخارج من الإقليم والجوار والعالم ، وتمسكنا هذا في غير تماسك ، نجتمع وننفض غير متفقين ولا متوافقين ، قلوبنا شتى ، لم تعلمنا التجارب ، ولم تعظنا المحن ، متفرقين أجساما وجماعات ، ظاهرها إسناد الجيش ومقاومة العدو وباطنها كل يغني ليلاه ، والعدو داخلنا يرقص على إيقاع نسيج وطني وهن أرهقته الخلافات وتكاد تهتكه الأجندات ،
عام مضى وحركة النزوح واللجوء في تذايد وسط وضع إنساني مزري بالداخل والخارج ، إحصاءات مخيفة لمن ماتوا أو مرشحين للموت نتيجة نقص الغذاء والدواء ،
عام مضى وأطل علينا قائد المليشيا المجرمة وهو لا يزال يسدر في غيه ومليشيته لا تزال تسفك الدماء وتنتهك العروض وتنهب الأملاك ، ليحدثنا عن إستماتته لإجل استعادة المسار الديمقراطي !؟ خسئت ياهذا وخاب مسعاك ، وهل أبقيت لك في أرض السودان صليحا ينشد ديمقراطيتك المزعومة ؟ ! ،
عام مضى ولا يزال بعضنا يتحلق حول موائد العالم ينشد حلا لمشكلتنا ، وإنهاء رحلة الشقاء والعناء ،
فهل سيكتمل عام آخر ويأتي ذات التأريخ ونُسقط قول المتنبي على واقعنا ، بلسان حال نطقُه بأي حال عدت ياعام ؟؟
أم ستصفو الليالي بعد كدرتها ويتم الدور وينقلبُ .
حفظ الله السودان