بينما يمضى الوقت – الطيران الحديث يغير مجرى المعركة وتدفق الإمداد – أمل أبوالقاسم
___________
بالرغم من المليشيا تلفظ انفاسها الأخيرة وهي تعى ذلك وكذا رعاتها إلا انها ما زالت تكابر وترمى بنفسها في محرقة انتحارية، يموتون موت الضان ولا محصلة سوى تخليفها جيف تنهشها الكلاب لا بواكى عليها سرعان ما تستبدل بأخرى لتلقى ذات المصير.
هذه المحارق ليست حديثة بل انها اشتعلت منذ منتصف الحرب عند عدد من البوابات افضت لهلاك عشرات الآلاف من المىترتزقة.
والشاهد انه وكلما احرز الجيش والجبهات المقاتلة معه نصرا في ولاية او معسكر ما، دفعت ذات المكابرة رعاة المليشيا إلى مهاجمة خاسرة أيضا في محور ما ولكن هيهات.
خسرت المليشيا كثيرا وعلى كافة الصعد
لكن.. ورغم الخسائر الفادحة في إعداد المليشيا الحربي إلا إنها لم ترقى جميعا لسلاح واحد من أسلحة القوات المسلحة السودانية وهو الطيران الحربي الذي احال ليلهم نهار وحرمهم متعة النصر وهو يمطرهم من عل ومن حيث لا يحتسبون، فيتركهم اشلاء، ولا اعتقد ان هناك بعبعا اصابهم كما اصابهم صوت محركات الطيران والمسيرات الكاسحة.
ومن احترافية الجيش وسلاح الطيران ان نسور الجو يصيبون اهدافهم بدقة متناهية اظنها وفرت للعالم مادة (كيفية إدارة حرب المدن).
الطيران الذي لم تتمكن المليشيا من توفيره وعبثا ذهبت محاولات مدهم بالمسيرات التى ارتدت إليهم خاسرة وأجهزة التشويش تحطم آمالهم مع مسيراتهم. قلت ان الطيران الذي لم يتوفر لديهم ليس بالطيران الحربي التقليدى الذي يكتفى بمدى محدود بل انه سلاح متقدم يطارد المليشيا في اي موطئ لها. له القدرة حسبما تابعنا الوصول الى كل الولايات الحدودية في اقصر فترة زمنية ما أثر على تقدمها وقطع الإمداد عنها.
وهذه الطائرات تمتلك أجهزة حديثة تسجل التغيير للهدف بدقة، ودونكم استهدافه دبابات وشاحنات في الحدود السودانية مع تشاد وليبيا وإفريقيا الوسطى. وعليه فقد وضح جليا ان الطيران الحديث هو من غير مجرى المعركة وتدفق الإمداد.
لابد للمليشيا ان تعى انها عبثا تحاول النهوض.و إن الإمداد الذي تتحصل عليه في ظل يقظة الأجهزة الأمنية التى ترصد كل حركاتهم وسكناتهم، فضلا عن الطيران الحربي الذي بات مؤثرا على نقاط محددة وبعيدة تحتاج الى ساعات طوال ووقود، فضلا عن تحديث أجهزة ربط الإحداثيات للأهداف المتنقلة ساهم في ضرب إمدادها العابر للحدود وتحييده بصورة كبيرة. عليها ان تعلم ان الإمداد الذي يتواجد بالحدود الآن لن يصلها وقد باتوا في منطقة معزولة تماما ومحاصرة.
كذا فإن عدم وصول الإمداد من الذخائر اسهم بصورة كبيرة في تمدد الجيش بعدد من المحاور، كما اسهم الآن في حصار المليشيا بالجزيرة. الأمر الذي وبلا شك سيؤثر على معنوياتهم.
ومن المهم وبحسب ما تحصلت عليه من معلومات توضيح ان هذه الطائرات الحديثة والتى تحلق أكثر من عشر ساعات بمحازاة حدود السودان في جولاتها. هذه الطائرات تم استجلابها بعد 25 فبراير من العام الحالي وهى السبب الرئيس في قطع الإمداد التام
ومثلما تداعى أولاد السودان الخلص وبتجرد تام لنفرة الجيش تدفعهم الوطنية لحماية الأرض والعرض بالداخل فقد.تداعت كذلك عقول ابنائه بالخارج الذين عادوا إلى ارض الوطن تلبية لواجب الدفاع عنها ووضعوا كل إمكانياتهم تحت إمرة القوات المسلحة ومنظوماتها الدفاعية، اتوا وجلبوا معهم أحدث التقنيات، وكل المقومات والمعينات التى اكتسبوها بالخارج، كذلك عملوا على تقديم الإستشارات الحربية التى أثرت وبشكل واضح على مجريات الحرب التى اذهلت العالم.
حقا فحرب السودان اظهرت إمكانياته الحربية التى جهلها الداخل قبل الخارج، وحق لنا جميعا ان نفخر ونفاخر بابناء السودان الذين ضربوا مثلا رائعا فى الوطنية، وان نفاخر بأن حربا ضروس كهذه خاضها السودان وحده وبامكانياته ومعداته الحربية التى وضعته في مصاف الدول الإفريقية زادها مؤخرا إضفاء، الخبرات والتقنيات.
خاضت السودان الحرب رافضة كل مساعدة أو مشاركة دولة رغم ان التأريخ يحفظ لها مشاركات عدة مع دول الإقليم يحفظونها لها جميعا.
اوشكت الحرب على الإنتهاء وسيخلد التأريخ عظمة جيشه والملحمة التى سطرها بسواعد ابنائه.