تحقيقات

قذائف طائشة أنهت الحلم.. سودانية تعيش مع طفليها في العراء بعد رحلة نزوح قاسية

رصد – نبض السودان

تجلس النازحة السودانية فاطمة التوم مع أطفالها في العراء، بعد رحلة نزوح شاقة مشيًا على الأقدام، بدأت من الخرطوم مرورًا بولاية الجزيرة وسط السودان حتى مخيمات النزوح في شرقي البلاد.
وفي مدينة القضارف شرقي السودان وصلت الأسرة بعد معاناة شديدة بصحبة طفلين مصابين بقذائف طائشة، أملًا في إيجاد العلاج المناسب للطفلين اللذين يعانيان إصابات خطرة أدت إلى بتر قدم أحدهما وأقعدت الثاني عن الحركة.

ويستخدم الطفل قمر الدين التوم عصا للتنقل في المخيم الواقع في مدينة القضارف شرقي السودان وهو يستذكر اليوم الذي فقد فيه ساقه، عندما داهمتهم القذائف وهم يلعبون داخل منزلهم بكرة القدم، وتسببت القذيفة في بتر ساقة وإصابة أخيه بشظايا أفقدته القدرة على الحركة.

ويروي قمر الدين قصة إصابته وهو يلعب كرة القدم التي يهواها وكان يطمح إلى احترافها، ولكن الاقتتال الدائر في السودان للشهر الحادي عشر على التوالي قضى على حلمه.
يقول الطفل وهو يبتسم ابتسامة خجولة “لما جينا القضارف نبحث عن علاج، ليَ ولأخوي ما لقينا مكان نقعد فيه” في إشارة لعدم حصولهم على خيمة تقيهم حر الصيف وبرد الشتاء.
وعن إصابة طفليها قالت الأم فاطمة التوم إن ولديها كانا يلعبان داخل المنزل بالكرة ومعهما ثلاثة من أبناء الجيران وعندما خرجت الكرة خارج المنزل ذهبا لإحضارها فوقعت قربهما قذيفة أصابت سراج الدين الطفل الصغير في بطنه وسببت له شقًّا في السلسلة الفقرية وشللًا نصفيًّا.
ولفتت فاطمة التوم إلى أن من أهم أسباب نزوحهم البحث عن علاج لطفليها، مشيرة إلى وضعها الإنساني الصعب فهي تجلس في العراء برفقة ابنيها المصابين.
وتأمل الأم فاطمة أن يتم النظر إليهم بعين الرحمة في ظل افتقار أسرتها إلى أبسط مقومات الحياة.
أما سراج الدين الذي فقد القدرة على الحركة وأُصيب بجروح خطرة في جسده فيقول ببراءة “كنت بلعب كرة قدم في البيت ونزلت الدانة جت الشظية في بطني”.
وتشير الأم فاطمة بحسرة إلى الإصابات المتفرقة في جسد طفلها الصغير، متحسرة على حال طفلها الذي أقعدته الحرب عن الحركة، ولم يجد الفرصة في تلقي العلاج المناسب.
ووفقًا لمنظمة اليونيسيف، يواجه 730 ألف طفل في السودان، سوء التغذية الحاد الشديد، وهو الأكثر فتكًا، ويحتاجون إلى تدخل عاجل من أجل البقاء.
وقالت المنظمة الأممية في بيان، إنها تمكنت من إيصال العلاج المنقذ للحياة إلى 50 ألف طفل، ودعت إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لمنع المزيد من الخسائر في الأرواح.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى