رؤى ومحطات – لا للمدنية – خالد قمر الدين
____________________
ـ كانت نوره بتحلم بمدنية سويّة .. سليمة ومعافاة .. تحكم الناس بديمقراطية صدوقة .. تنتشل البلد من مرارات ومواجع السنين المتراكمة .. تبني البلد على اسس خالية من الخيبات .. (كانت تحلم بعوالم زي رؤى الأطفال حوالم) او كما قيل.
ـ المدنية في نسختها البائسة جربناها ولم نحصد منها سوى الحرب اللعينة القائمة الآن التي أوردت بلادنا موارد القتل والسلب والنهب والنزوح واللجوء وهذا الدمار الكبير الذي خرّب بلادنا إقتصاديا وعمرانيا وسياسيا وإجتماعيا.
ـ يُحمد للمؤسسة العسكرية .. إلتفاف الناس حولها .. إلتفاف الناس حول بعضهم .. جمعهم حول قضية وطنهم المركزية .. وهي (البقاء) .. ويُحمد للشعب ثقته الكبيرة القديمة المتأصلة في جيشه .. بدليل انه حتى عندما قامت الثورة .. لم يجد الثوار مكانا أكثر إطمئنانا للإعتصمام من القيادة.
ـ كل المكونات المدنية بما فيها الاحزاب .. والتي فشلت في حماية نفسها ومنسوبيها .. لا يمكنها ان تحمي والوطن .. هذه الأجسام أضعف مما يتصور الناس .. هي ربما قوية وشديدة على بعضها .. بما تملكه من معاول هدم وأدوات حفر ( بأسهم بينهم شديد) .. فهي بالتالي غير مأمونة على حكم البلاد .. حتى ولو جاءت بإنتخابات مبرأة من كل عيب.
ـ يجب ألا يرتهن أمر البلاد مجددا .. للخائب من الأحزاب .. وعديم الرجاء من المكونات المدنية .. كفاية .. كانت تجربة الفترة الإنتقالية مريرة بما فيه الكفاية .. عفواً الوقت للعمل .. نحن بصدد دحر التمرد والمرتزقة .