انوار القيادة العامة – هاني عثمان
__________
عاد بنا الحنين إلى انوار القيادة العامة للقوات المسلحة انوار تسطع وتتلالا في سماء الخرطوم وتتزين وتعكس أضواء شهر رمضان المعظم كأنها من ماء الذهب الخالص من شدة اللمعان لها بريق خاص في شهر نور على نور الا وهي انوار مسجد القيادة والله ليك شوق، عندما يأتي رمضان تفوح روائحه مسك وندى وعطور (والله ليك شوق) حيث تقدم في المسجد سنويا موائد الرحمن في رمضان لعدد كبير ومقدر للمواطنين خاصة عابري السبيل برعاية الجيش وحضور كبار الضباط على راسهم القائد العام للقوات المسلحة يتناوبون لتناول الإفطار مع الحاضرين ويمتلي دوما بالمصلين في الشهر المبارك بجمع كبير لعباد الرحمن في الشهر الفضيل في صلاة القيام حينما يؤذن المؤذن لصلاة العشاء نخرج من مكاتبنا ونتبادل الاتصالات مع الزملاء بعبارات (نتلاقى في مسجد القيادة… تمام انا طلعت…. انا في الطريق… انا وصلته المسجد ) ونهرع الي أداء الصلاة بشوق ولهفة وتجد الناس يأتون اليه من كل مكان وترى الصفوف تتساوى العسكريين بالزي الرسمي ضباط َوضباط صف وجنود مناوبين في الخدمة من القوات المسلحة والنظامية الأخرى ومدنيين وكل ماجاور المسجد من سكن ومكاتب ينتظمون في أداء صلاة العشاء ومن ثم صلاة التراويح التي كانت لها لحظة تجلي خاصة عندما يتلوا الإمام الآيات الكريمة بصوته الشجي الجهور يخشع الجميع وتنزل الدموع لحلاوة التلاوة وترتيل الآيات وعندما تنتهي الصلاة نودع بعضنا البعض ونشتاق لصلاة اليوم التالي ولقاءنا غدا بالزملاء واحباب الله ونتمنى ان لا تنتهي الصلاة عندما يتفرق المصلين تمتلى شوارع القيادة بحلاوة الايمانيات الرمضانية ياسلام على الجمع المبارك في الشهر الفضيل من المصلين في مسجد قيادة الجيش لكن التمرد الغاشم الذي سعى في الأرض خراب وفسادا حتى دور العبادة والمرافق الدينية لم تسلم من اياديه خطف من أجمل أيام شهر رمضان في العشرة الأواخر منه من العام الماضي وحرمنا ايضا من أداء هذهِ الفريضة في الشهر الكريم الحالي شهر الرحمة والغفران والعتق من النار. صلاة التروايح جعلت قلوبنا معلقة بانوار المسجد العتيق مهما كنا بعيدين عنه يظل دائما منارة للجيش وسيجتمع فيه احباب الله من جديد وسنصلي فيه صلوتنا بإذن الله تعالى. محبة أرواحنا له عظيمة لنا ذكريات لا تموت وذكريات لا تنسى كم صلينا فيه على الحبيب المصطفى دوما بالحب تكتمل الأشياء ندعوا الله ان يعيدنا له ويظل المسجد عامر بعباد الله المصلين والذاكرين والخاشعين ويكون بدر في الصفاء وان لا تنطفي انواره مره أخرى ويبقى دوما شمس لا تغيب وشامخ لكل اهل السودان وان تصدح مأذنته بالأذان دوما بدون انقطاع ونصلي صلاة الشكر والنصر بإذن الله .