أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – مع السفير المصرى – ثرثرة حمراء فى اللص والكلاب
___________
●كابلى
مصر يا أخت بلادى يا شقيقة، رنانة فى آذاننا، ربابة شنافة وصوت كابلى وعبثه الفصيح وبلسانه المغنى المبين يداعب الأنين، يدغدغ المشاعر والأحاسيس كما حلو ألسنة أهل مصر وسفيرهم ببورتسودان هانى سلامة من يذكّره مبدعنا الشفيف ومخرجنا الأنيق الكبير شكرالله خلف الله بهانى رمزى وهانى شاكر ملكى الكفر والوتر بالمحروسة بأدعية الشيخ الحبر البرعى وأماديحه الملهمة كما مصر المؤمنة بأهل الله من يعددهم ذاكرا الجزء ومريدا الكل،لا يُحصون ولا يُعدون،السفير سلامة معجب مما ألمس من وحى محبته للأفلام بالممثل البارع كمال الشناوى ولديهم كامل وبالدراما يسيطر على الدبلوماسية،فى إفطار جمال عنقرة على شرف سفير مصر من يكون عادة صمم الأمير أن يقيمها ببورتسودان بمن حضر وبما تيسر تذكرا للخرطوم ،بدا لى سعادة السفير كما هو فى اول لقاء منذ مقدمه بصحفيين وإعلاميين كنت من بينهم قبل الحرب بأسابيع فى نادى النيل العالمى التحفة المعمارية والنواة لتطوير ما حول النيل بالخرطوم المنكوبة، لقاء ابتدره من سبقونى كياسةً بالمطايبة والمجاملة بذات روح المجايلة الأزلية تعبيرا عن إخوة حقيقية بيد أنى تعمدت نقله لرحاب المكاشفة والمصارحة فتهللت اسارير سلامة وبانت تقاطيعه كالمنتظر تغير دفة حوار الجلسة بنادى النيل العالمى،فهو يعتب على نغمة يتلمسها بإلقاء اللوم على مصر دون طرح أسئلة عن المطلوبات والمشتركات .فى إفطار عنقرة الرمضانى الأجواء الروحية تفرض إيقاعها و المايسترو الجميل شكرالله خلف الله يداعب السفير بعيون المخرج بأنه يصلح للقيام بأعمال درامية ولعل هذا مما دفعنى للظن بأنه شبيه الشناوى وسيم الشاشة المصرية، فيرد هانى: بوالله.
●الجاكيت
بالبدلة والجدلة ربطة العنق دخل السفير هانى ساحة الإفطار مع الآذان منفردا محللا صيامه ومتحللا من إحرام الدبلوماسية متماهيا مع الجو المحضور المشف عن تعدد علاقات عنقرة ونفرها من كل صوب وحدب.وتأثرا ربما بروح الإفطار وجماله أو بلقاء قريب بين الميرغنى النجل والسفير،يداعبنى راس الدبلوماسية المصرية لدى تحيته بأنى أبدو له شييها للسيد جعفر الميرغنى وسألني إن لاحظ غيره ذلك وأجبته كُثرٌ يحدثوننى عن هذا الشبه ،والشئ بالشئ يذكر،الأخ الزميل بمكتب فضائية الجزيرة عبدالباقى الظافر عند تعيين السيد جعفر مساعدا للرئيس يحرر زاوية إجتماعية باحدى صحف الخرطوم الموؤدة أشار فيها لوجه الشبه هذا مع نشر الصورتين.ولما قلت للسفير هانى السيد جعفر يصغرنى سنا ويفوقنى وجاهة رد بسرعة البداهة المصراوية بأننى الأوجه فطفقت كما بين القوم أقدل ويا لكابلى لما يغنى قدلة يامولاى حافى حالق ويدندن وبالعود ينوت.هى روح الإفطار الذى اقامه الأمير كما أفصح تفاؤلا به وببركته التى ما أراد لها أن تنقطع متمنيا رمضاننا القادم بالخرطوم وهذا ما شاركه فيه الحضور بسفيرهم من تغزل فى بورتسودان وما لقاه فيها من حظ عظيم وعزاء على ما حاق بالخرطوم التى يحبها صنوا وعضدا للقاهرة فى وقفات للتاريخ ويأسف لما يجرى فيها دون تفصيل ودبلوماسيته تمنعه الخوض والبوح دون علم خارجيته وبإذنها ولهذا هو منضبط و منتبه لضرورة معاودة إرتداء جاكيت المنصب الرفيع لما تقدم لتحية ومخاطبة الحضور ولو عشرة ونسة لانتصاب كاميرات التوثيق الولود لقطات وإيماءات،مصر بين بنيها تعلو ولا يعلو عليها.يحدثنى المبدع شكرالله خلف وزير الثقافة والفنون مع وقف التنفيذ عن سؤاله يوما للمثل عمر الحريرى لدى زيارة للخرطوم استقدمه إليها لعمل تلفزيونى مباشر عن علاقتهم مع بعضهم بعضا فافترض لو ان خلافات له مع الشناوى لا يظهرها ويعمل بموجبها لأن الهدف المشترك هو مصر.
●الساحل
على كورنيش ساحل البحر الأحمر يقف السفير هانى لتحية ومخاطبة الحاضرين مدعوى الأمير متحللا وقبل يستدرك بالعودة لمقعده لالتقاط الجاكيت والحصة لديه مصر ولو ونسة غير رسمية وثرثرة على ساحل البحر الأحمر ،يدعو الرجل دوما لإبعاد المحافل الدبلوماسية ودونها من المناشط عن السياسة وإغراقها فى لججها واغوارها وينبه بلطف لتجنب المزالق التى نعلمها ويذكرنا بصولات وجولات للخرطوم أخذت فيها بيد القاهرة التى تحتضن السودانيين المتأثرين بالحرب مواطنيين مع توجيهات رئاسية مستمرة بتبسيط الإجراءات وزيادة منافذ مختلف المعاملات وتسهيل منح التأشيرات واقتسام الإحتياجيات والضروريات تقديرا كما يعبر الرئيس عبدالفتاح السيسى لنكبة السودان بالحرب مع السعى والعمل مع مختلق الأشقاء لإيقافها وحقن الدماء ووضع حد للمعاناة.
●الشغوف
واتساقا مع موقف بلده، السودان لدى السفير هانى هو مصر والقاهرة هى الخرطوم والإسكندرية بورتسودان الشغوف بهواها ونسيمها العليل وسمائها الصفى وإطلالتها على ساحل اهم البحار متفقا مع قلته قبلا و على عجالة خاطفة فى الإفطار ان النيل كما يجمع البلدين فكذا ساحل الشرق الممتد بالخيرات إقتصادا وسياحة وحياة ما بعدها حياة ومعبرا ومنفذا أمنيا يتشارك فى إدارته العالم وللبلدين فيه حظ عظيم وقدح معلى لايكف هانى سلامة عن التمثيل بالدراما ويعجب لعدم مشاهدته عملا دراميا خاطفا عن الحرب وتداعياتها على الجميع ويطلق امام شكرالله مقترحات وعنونات لأفلام قصيرة تقدم خدمة لاتستطيعها آلة إعلامية مهما عظمت مهنيتها واحترافياتها لا تبصر وتبين كما الدراما فى قضايا وشؤون بعينها وربما إطلاقا.
●السر
ويستأذن السفير ويستسمح ليقول لنا أن ما يجرى الآن دون توصيف هو السودان ضد السودان بسبب حالة الإستغراق السياسي المتوهة بدلا عن البحث فى الإقتصاد سر الحياة ومبتدأ وخبر إدارة الدولة وكل المطلوب اتفاق على ذلك جبّاب للمغالطات السياسية وحاصرها فى حيزها وسيلة للغاية الأكبر دولة الإقتصاد والمال والإدارة بعيدا عن محسوبية وفساد السلطة،ولايؤمن سلامة باضعاف المؤمرات الخارجية للشؤون الداخلية حال انعقادها ضد بلد قوى بوحدة وترابط صفوفه ولكن ان تفرق شمله سهل إختراقه دون كبير عناء وليس من مؤامرة أشد أثرا وضرا من إضعاف السودانيين لبعضهم بعضا بينما الحلول بايديهم ولايحتاجون لتدخل من اى كان لو اعملوا الحكمة والعقل، ربما عنى سلامة هذا وذاك وان لم يقل هذا حرفيا مغلولا بدبلوماسيته الممسكة بتلآبيب سياسته مكتفيا بالعودة للدراما والدعوة لمشاهدة افلام من بينها غروب وشروق و خاصة اللص والكلاب بطولة شكرى سرحان البطل واللص الذى يذوق كل المرارات مقيما فى السجن حبيسا مضيعا عمره بسبب لصوصيته الغبية محاطاً بالكلاب وفى الختام يموت مقتولا ويترك السفير هانى فهم المقصد والرسالة من الفلم وافاداته دون تفسير منه للمتفرجين ولمدعوى الأمير جمال عنقرة لئلا يحمل مسؤلية مالم يقله صراحة،منتهى الدبلوماسية والسياسية.