أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – أجراس الحرير… مجلة طريق الحرير
__________
بين غزة والخرطوم
نفترق يزن ووائل وانا
إستيقاظ
إستيقظنى فزعا صغيرى يزن صبيحة الخامس عشر من إبريل عامنا الماضى ورمضان يولى وكأنه يفهم حجم الكارثه، يابابا قوم، خال وائل يقول لك الحرب قامت،لم يتمهل الصغير ويتروى وهو الحريص على نومى وقد بدأ يستوعب أن سعى فى الحياة كل اليوم لأجله كما أستوعب ماهية الحرب وقد دارت فوق رؤوسنا بالطائرات وكل انواع الاسلحة قبل خروجه القسرى أشد المعارك الضارية ،كنا ثلاثتنا يزن ووائل وأنا نتقاسم مع أعضاء الأسرة السكن فى بيت كبيرنا عمى وصهرى طيب الله مرقده عالم الكيمياء عمر الطيب البدوى من أشاده بامتداد شمبات بعد سنى إقتراب طويلة ورحلة شقا عُمرٍ عبث بها موتورون منبتون من كل إنسانية متجردين من الآدمية والأدبية السودانية،ككل الأسر نقضى فى بيت العم عمر المنهوب متجمعين قبل هذه الحرب اللعينة أيام حياتنا حصينة بالعمل و بالأمن والإستقرار و بخطوط دفاع الأهل والجيران والمجتمع العريض المخففة من مصاعب العيش وسائر شؤون الحياة لتنزل علينا حرب بلا عنوان كالصاعقة مفرقة جمعنا قاذفة بكل واحد منا لمصيرٍ بعيدا عن الآخر،فافترق ثلاثتنا يزن ووائل كل واحد فى جهة غير عالمين بموعد لجمعتنا ولمتنا منذ تلك الصبيحة غير الصبيحة وها نحن نقترب من إكمال العام متفرقين متشردين بعد ان قضينا بقية أيام رمضان تلك ملهلهين ولله مبتهلين ليأخذ بايدينا بين نازح ولاجئ وعابر سبيل ولا زلنا بإيمان متأملين فرجا ومنتظرين اليسر الربانى الموعود،إن مع العسر يسرا.
الإمساكية
وها هو رمضان يقترب ومسيرة هلاله الدائرية تقترب به من الإهلال فى سماواتنا مجددا رحمة وخيرا وفرجا وإنا لمنتظرون القدوم العظيم صابرين محتسبين مستعدين لأداء هذه الفريضة بيقينية المصابين المدركين عظم الأجر والثواب وتعاظمه وتضاعفه صوما خالصا لله مقرونا بالدعوات سلاحا ناجعا لإنهاء هذه الحرب بمقاتلة ناجزة او مفاوضة حاسمة وكلاهما عادلة،ومصابنا فرصة للتخلص من مظهرية الصوم ودنيويتها وما أحوجنا لاتباع التقشف فى رمضان سياسة إقتصادية مجتمعية لامتصاص آثار وتداعيات هذه الحرب ولنا فيه روشتة لو أحسنا اتباعها خففت علينا من ضغوطات إقتصادية ومظهرية صرف لا تتسق مع مغذى الإمساك عن الملذات ما لم تكن لإفطار الصائمين المتعففين وليت القادرين والناجين من نكبة الحرب يزيدون غلاتهم الرمضانية سلالا ويضاعفون جماعياتهم موائدا لاستيعاب النازحين ونحن على يقين من حسن التهيئ لصنيع مختلف ولكنها تذكرة لهم ولإخوانهم على إمتداد جفرافيا الصائمين فى مختلف بقاع الأرض وفجاجها المسلمة العاملين على انبساط اخلاقهم فرشا للسالكين السودانيين الصابرين على مصابهم فى عالم يفور بما يهدد حتى الدول والشعوب الناجية من ويلات الحرب والإقتتال وعدم الإستقرار،فالعالم كله مهدد ويبدو للكل نصيب ما لم تتحد شعوب الأرض وتفهم أن مطامع قادة نظام مع بعد الحروبات العالمية ولوبيهيات بعينها تعكف على تطبيق نظريات واستراتيجيات لم تعد خرافات وأساطير بايقاد المحارق لخفض النمو السكانى وصولا لما يعرف بالمليار الذهبى ونظرة خاطفة تشف عن حصاد الأرواح بالحروبات فى الحل والحرم والخرطوم وغزة لتحقيق متوالية الإنقاص وحرب السودان لو من عنوان لها وهى تدخلها عامها الثانى، يندرج تحت جملة عنونات تحمل مضامين الإفناء البشرى بتخطيط وتدبير لازال مستمرا فى غفلة من المستهدفين من العالمين والسودانيين المتفرقين تفرقى ووائل ويزن حتى موعد للإلتقاء لازال مجهولا ندعو الله ان يكون معلوما محمولا على أكف بشريات الصيام والقيام من رب الآنام القادر على إنهاء حرب السودان والناس بعد اعتياد وتوكل نيام.