أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – العمدة الخال برلمان بيت بحيلاى
___________
بف السفن
وجد متسعا وبراحا ومحتوا باتعا، زميلنا واستاذنا عمر احمد حسين للجمع والتحقيق فى سيرة حامد محمد آدم حامد وتاريخ قبيلة بيت بحيلاى المنصب عمدة لعمودية عموم قبائل بيت بحيلاى منذ عهد ولاية إيلا على البحر الأحمر،فاعد سفراً ماتعا عن رحلة امتدت لنصف قرن من الكفاح النقابى وتأسيس الجمعيات العمالية. لم يحبس العمدة حامد انفاسه داخل بيت بحيلاى ومذ خرج عن رحم الأم تنفس أوكسجين السعى فى الأرض والجد والكد مستنشقا العزم من بف انفاس سفن الموانئ،تعلق قلبه طالبا بالثانوية بميناء بورتسودان مستفيدا من روح العمل هناك ودبيبها فى نفوس أهل الشرق من يشهقون ويزفرون ميناءً تغدو رمزيتهم وأمل حياتهم كما عمال الكلات،يتسلل فى العطلات و لاحقا بعد ذوق الحلاوة حتى فى ايام الدراسة، حامد طالب الثانوية باكرا ومحبا للعمل فى الميناء على ما فيه من عنت ومشقة ولكنها محبة الكسب الحلال تتغلغل فى المسام وروح التصدى للحفاظ على حقوق عمالية مهضومة،رياح الثورية النقابية تجتاح رئات الطالب الصغير مشروع العمدة الفهيم فتملؤها بمحبة النضال لأخذ الحقوق غلابا بشتى الأسلحة المشروعة وفقا لنواميس يسارية طاغية ذات تأثير فى حياة العامل حامد ليتقلب بين أهيل اليمين وقبيل اليسار وهو المختار سواحل الميناء وارضياتها وحاوياتها قاعات للدرس والتحصيل متخذا منها جامعته التى يحق لها منحه درجة الدكتوارة العمالية والعمدة حامد يستحق ولتسعة عقود يعمل و يصيب ويخطئ ويفرح هذا ويغضب ذاك وينال رضاء زيد وغضب عبيد وبين إيجابيات له محسوبة وسلبيات مأخوذة من هنا وهناك فى مجتمع التميز فيه صعب،هى سيرة كل من يعمل ولا يركن للمخاوف وحسب الرجل العمدة انتصارا انتزاعه مع الرفاق حق تأسيس جمعية الشحن والتفريغ خارج الموانئ بالوقفات الإحتجاجية والإضرابية وبالدماء والشهداء امتدادا لثورة نيل الحقوق من خمسين القرن الماضى تكللت فى ستينه بقيام هذه الجمعية حتى يومنا تتبادلها أيدى العمال الكرام من دفعوا بالعمدة حامد نائبا عماليا هو الأول ممثلا برلمانيا لقيته شخصيا فى الجمعية التأسيسية الثانية فى منتصف ثمانين القرن الماضى رفقة شرقاويين عظام اخص منهم يالذكر لعلاقة ممتدة مع الوالد الرمز هاشم بامكار.
الولد خال
ولما عرفت بانتسال زميلى الصحفى ابن الشرق هاشم عمر من بيت بحيلاى بطل سبب الإعجاب به صديقا لايتبدل فى زمنى السلم والحرب،هاشم يتمتع بخؤولة العمدة حامد من يحتضنه من لدن بورتسودانيته وخرطومه بالديم الحزين،هاشم ابن المدينتين العاصمة والميناء،لما نزح قصد البورت مسقط الرأس وحتى يوفق أوضاعه اتجه صوب الميناء عاملا لكسب المال غير متخذ الخال العمدة مطية سهلة وفضل التسلل كما الخال لمسرح الرجال والأعمال الشاقة و الصعبة والكسب الحلال ولاستخلاص سكر الحياة من ملح البحر الأحمر الأجاج،وثق هاشم لأبنائه وللأجيال إلتجائه للميناء بصحفيته وبها تحصلت علي صورها لنشر مغاذى ومقاصد أجمل تسلل يشف عن أهم فائدة للحرب وهى عدم التوقف والعمل تحت كل الظروف،لايفارقنا هاشم مذ حللنا نازحين مصطحبنا لهنا وهناك مقتسما معنا كسبه بعد بره بوالديه وابنائه الصغار،ولا ادرى بماذا يكرمنا بعد أن إصطحبنى وأخى النبيل عبدالعظيم صالح لزيارة خاله العمدة حامد بمنزله بديم النور،فوالله يا هاشم لقد أتعبت نفسك وزيارتنا تلك عبأتنا بطاقات إيجابية زودتنا بها جلستنا مع العمدة وتاريخيته محل الدراسة والمراجعة والمناقشة لعموم الفائدة وهو من عمل للتوثيق دون تذويق بتدوين سيرته الذاتية حرفيا ودون تدخل للتجميل وليت أبنائه والأجيال تعمل على الإستفادة من هذه التجربة بالتأسيس لبرلمان العمدة حامد الدورى بمنزله بديم النور لدراسة تجربته وبسطها للناس وتطويرها وتحديثها لتواكب تقلبات الحياة وتبدلاتها ويبدو لى العمدة متسع غير متقرفص للخروج عن دوره وضيعاته الخاصة لرحاب اوسع كما خرج من قبل عن بيت بحيلاي لتقوية وتعزيز اركانه بالعمل والسعى مع الآخرين. ونحن فى حضرته لم تنقطع أرجل الزائرة وكل يحدثه غرضه ويغنى على ليلاه.نتأمل قيام برلمان العمدة لمراجعة تجربة عريضة تنفتح أبوابه لمن يخالفون قبل الموالين تعزيزا وترسيخا لأدبيات حوار الرأى والرأى المغاير.