عمار العركي يكتب – عيد القديس فالنتين وصراع كنيسة الأثيوبيين
________________________
يعود عيد (القديس فالنتين)، هذه المرة ولسان حال الكنيسة في الخرطوم واديس ابابا ، لسان حال المتنبئ (عيدٌ بِأَيَّةِ حالٍ عُدتَ يا عيدُ.. بما مَضى أَم بِأَمرٍ فيكَ تَجديدُ؟) ، فقد حدث في مثل هذا اليوم من العام الماضي ، ان سطرنا المقال أدناه بالعنوان أعلاه تزامناً مع صراع الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية ، وحذرنا من امتداد الصراع والعنف للسودان ، وبعد ثلاثة أشهر من نشر المقال حققت المليشا الارهابية توقعاتنا بهجومها علي كنيسة ماري جرجرس بحي المسالمة بأم درمان مما تسبب في وقوع إصابات خطيرة وسط المصلين” ، وفي يناير الماضي قامت المليشا بإحراق المقر الرئيسي للكنيسة الإنجيلية بمدينة ود مدني أدى إلى أضرار جسيمة أثرت على المكتبة الرئيسة، التي تحتوي على وثائق تاريخية يمتد عمرها لأكثر من قرن من تاريخ الكنيسة، كما أدى الحادث إلى تدمير القاعة الرئيسة”، أما توقعاتنا (لأثيوبيا) حاضرة بالمقال وظاهرة للعيان :-
القديس الروماني المعروف (فالنتاين) عاش فى القرن الثالث عشر ، وكان كاهنًا مسيحيًا يزوج العشاق المسيحيين فيما بينهم حيث كان سر الزواج في المسيحية موجودًا في ذلك الوقت، ولأن المسيحية كانت ممنوعة في الإمبراطورية الرومانية فقد كان يعاقب على كُل من يمارس أحد أسرار أسرار الكنيسة، وبسبب ذلك اعتقلته السلطات الرومانية وحكمت عليه بالإعدام، فاشتهر منذ ذلك الوقت بأنه شهيد الحب ، ودرجت الطوائف المسيحية بتخليد ذكراه فيما يعرف (بعيد الفالنتاين) او (عيد الحب) ودرجت الكنيسة الكاثوليكية مع بعض الكنائس البروتستانتية على الإحتفال بذكراه في يوم 14 فبراير بينما تحتفل الكنائس الأرثوذكسية بذكراه في يوم 30 يوليو من كل عام.
تاتى على أثيوبيا ذكرى (الفالنتاين) هذه المرة ، فى أجواء تتغنى بخطاب “الكراهية والعنف الدينى” ، حيث تشهد الكنيسة حالة من التوتر والإنقسام والتصعيد لأزمة الصراع داخل الكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية، والتى تحمل فى جذورها خلافات وإختلافات الماضى الموروثة التى ادت الى عدة انقسامات آخرها كان انقسام الكنيسة في التقراي العام الماضى وقبلها الإرترية التى سبقتها المصرية القبطية.
انطلقت شرارة الأزمة بعد قيام الأسقف ساويروس بالانشقاق عن الكنيسة الأم وتكوينه مجمعا مقدسا لأوروميا، بعد تعيينه 28 من الأساقفة بعيداً عن المجمع الكنسي الإثيوبي الأرثوذكسي العام بقيادة البطريرك الأنبا ، الذى عارضه وأصدر قراراً بتجريد جميع الأساقفة “المنشقين” بقيادة ساويروس من جميع مناصبهم وأسمائهم الكنسية، وحرمانهم من جميع الخدمات.
فيما تعود حجة الأساقفة الذين قاموا بتكوين المجمع الكنسي المقدس لإقليم أوروميا إلى حقوق الاتباع في إقليم أوروميا ممارسة شعائر دينهم وقُداسهم وطقوسهم باللغة الأرومية وليس اللغة الأمهرية، باعتبار ذلك حق يجب أن يكون مكفولا لهم.
ومن هنا توالت الأحداث عاصفة وتناسلت مصحوبة بعنف ومواجهات دامية بين الطرفين ، واتجاه. الصراع نحو التسيس وتحريك الإحتقانات والخلافات القديمة بين الأرومو كإثنية مضهدة ومقهورة من قبل إثنية الأمهرا ، واتهامات ظلت تلاحق ” ابي احمد” بالبتواطؤ والانحياز للمجمع الأرومي المنشق من منطلق انتماء “ابي احمد” الإثنى الطائفى.
ايضا ،اتهمت الكنيسة سلطات الأمن في إقليم أوروميا باعتقال وخطف بعض القساوسة التابعين لها في مقابل وقوفها متفرجة على نهب الكنائس في الإقليم والاعتداء عليها، وفق بيان لها.
وعبر مجلس الأديان الإثيوبي، عن قلقه بشأن هذا الوضع، وقال في بيان له ، إنه يجب حل المشكلة في الكنيسة على أساس قوانينها وشرائعها ونظامها الداخلي، وحث الحكومة على عدم التدخل في الشؤون الداخلية للكنيسة الأرثوذكسية الإثيوبية.
الحكومة الفيدرالية بدورها أصدرت بيانا، اقترحت خلاله “حل المشكلة من خلال الإجراءات والقوانين الداخلية للكنيسة، منبهة إلى أن هناك عناصر تعمل على إثارة الأزمة وتأزيمها بهدف أغراض أخرى، متوعدة بإنفاذ القانون ضد هذه العناصر.
لكن الكنيسة اعتبرت بيان الحكومة الفيدرالي “يشير إلى أن الحكومة الإثيوبية لا تزال غير متقبلة قرار مجمع الكنيسة الأرثوذكسية وإجراءاته الإدارية الداخلية بشأن المجمع الكنيسي بقيادة الأسقف ساويروس بإقليم أوروميا”، ولم تراوح الأزمة مكانها فى مؤشرات لمزيد من التصعيد والتأزيم.
خلاصة القول ومنتهاه:
– خطورة الأمر ،تكمن فى ان.أثيوبيا ترقد على وميض وزكريات مريرة من العنف الديني الذى.هو أحد دوافع الصراعات في إثيوبيا التي شهدت العديد من أحداث العنف الديني خلال السنوات الأخيرة والتي طالت أنحاء متفرقة من إثيوبيا لاسيما في شرقها.
من السهل تغبيش و تلوين أي صراع بصبغة المصالح السياسبة وتحقيقها بعد التحكم والسيطرة ، الا.الصراع الديني لا يمكن التحكم فيه والسيطرة عليهوالا بعد ان يقضى على الأخضر واليابس،
السودان ، وبحكم إستراتيجية العلاقة والتداخل الثقافى والروابط المجتمعة المتجذرة بين البلدين ، ليس ببعيد من دائرة الخطر والتأثر كنتاج طبيعى لإفرازات تلك العلاقات ، حمى الله اثيوبيا ووقاها شر هذه الفتنة