خبر و تحليل – عمار العركي – الوساطة التركية في السودان : تحديات النجاح وعوامل الفشل
خبر و تحليل – عمار العركي – الوساطة التركية في السودان : تحديات النجاح وعوامل الفشل
▪️تسعى الإمارات، في ظل تورطها الكبير في النزاع السوداني، إلى التفاوض مع الحكومة السودانية بهدف التوصل إلى تسوية سياسية تُخرجها من مأزقها الحالي. هذا السعي يعكس حالة اضطرارية أكثر من كونه خيارًا استراتيجيًا، نتيجة للخسائر المادية والسياسية التي لحقت بها في السودان. في الوقت ذاته، تتطلب أي وساطة أو تفاوض استعدادًا داخليًا وإقليميًا لضمان تحقيق مصالح السودان الوطنية.
ملخــــ،ص :
1/ الضغوط الإماراتية: تسعى الإمارات للتفاوض من موقع ضعف، بسبب فشل استراتيجياتها في السودان.
2/ التحديات الداخلية: رفض الجبهة الداخلية السودانية للتفاوض مع الميليشيات والإمارات يمثل عائقًا كبيرًا.
3/ الأطراف الإقليمية: تلعب كل من تركيا ومصر أدوارًا حيوية في دعم الوساطة، خاصة أن نجاح هذه الأدوار يعتمد على تنسيق دقيق مع الحكومة السودانية.
4/ التحديات الدولية: المعارضة من قوى إقليمية مثل فرنسا وبريطانيا تُشكل عاملًا يجب التعامل معه بحذر.
تحديــات الوساطة و التفـاوض
▪️رغم وجود فرص حقيقية للوساطة، إلا أن هناك تحديات بارزة يجب تجاوزها:
رفض الجبهة الداخلية: يرفض الشعب السوداني والجيش أي تفاوض مع الميليشيات والإمارات، مما يتطلب جهودًا لإقناع الجبهة الداخلية بأن التفاوض ليس تنازلًا بل خطوة ضرورية لتحقيق الاستقرار.
▪️قد تُعارض بعض القوى الإقليمية، مثل بريطانيا وفرنسا، الوساطة التي تقودها تركيا أو أي تنسيق مصري تركي، نظرًا لتضارب المصالح الإقليمية.
▪️إن هذه التحديات تُبرز أهمية صياغة موقف سوداني موحد وواضح يضمن تحقيق التوازن بين الداخل والخارج، دون الإضرار بالمصالح الوطنية.
الإمـارات تفـاوض مــن مـوقـع ضعـف
▪️تورط الإمارات في دعم الميليشيات أوقعها في مأزق سياسي واقتصادي كبير، خاصة بعد فشل مشاريعها وأهدافها في السودان. هذا الوضع دفعها إلى البحث عن تسوية تُقلل من خسائرها وتضمن الحد الأدنى من مصالحها في المنطقة.
▪️لكن التفاوض مع الإمارات يجب أن يتم من موقع قوة سوداني، حيث يكون السودان هو الطرف الذي يضع الشروط. على الحكومة السودانية أن تُطالب بتعويضات سياسبة ومادية ،واضحة ، تشمل مشاريع تنموية تُعوض الأضرار التي لحقت بالبلاد، مع ضمانات بعدم تكرار التدخلات الإماراتية مستقبلًا.
مصــــر : أهميــة استراتيجيــة لنجــاح أي وساطـــة
▪️تلعب مصر دورًا استراتيجيًا في أي وساطة محتملة، بحكم علاقاتها التاريخية مع السودان وموقعها المؤثر في الإقليم. التعاون المصري التركي في هذا الملف يمكن أن يُعزز فرص نجاح الوساطة، خاصة أن مصر تُعد عاملًا توازنًا في مواجهة أي ضغوط دولية تُعارض الوساطة.
▪️وجود مصر كشريك رئيسي يُعطي للوساطة زخمًا إضافيًا، خاصة أن القاهرة تستطيع التأثير في الأطراف الدولية والإقليمية بما يخدم استقرار السودان.
▪️التنسيق مع مصر يضمن أن المصالح السودانية ستكون في قلب أي تسوية محتملة.
مـا هـو المطلـوب مـن الحكومـة السودانيـة ؟؟
▪️لضمان تحقيق مصالح السودان من الوساطة والتفاوض، يجب على الحكومة السودانية اتخاذ الخطوات التالية:
1/ إقنـاع الجبهـة الداخليــة: تقديم رؤية واضحة تُظهر أن التفاوض يُمكن أن يُحقق مكاسب وطنية بحجم التضحيات التي قُدمت.
2/ التفـاوض مـن مـوقـع قـوة: فرض شروط صارمة على الإمارات تتضمن تعويضات مادية وضمانات بعدم التدخل في الشأن السوداني مستقبلًا.
3/التنسيق الإقليمي الدولي العمل مع شركاء مثل مصر وتركيا لتوحيد الجهود الإقليمية، مع مواجهة أي ضغوط دولية بحنكة.
4/ تعـزيـز الـوحـدة الوطنيــة: ضمان أن تكون الجبهة الداخلية متماسكة خلال فترة التفاوض، لتجنب أي اهتزاز قد يُضعف الموقف السوداني.
خلاصـة القـول ومنتهـاه :
▪️ التفاوض مع الإمارات التى جأءت صاغرة عبر وسيط ، لا يُعد تنازلًا عن المبادئ الوطنية والكرامة ، بل فرصة لتٱكيد هزيمة الامارات والمليشا ، وتحقيق مكاسب سياسية ومادية ملموسة تُعوض الأضرار السابقة.
▪️ الحكومة مطالبة بشفافية مطلقة وعيًا وحكمة ، مع العمل على تعزيز وحدة الصف الداخلي. ويجب أن تكون صلبة في طرح مطالبها وشروطها، مع استثمار الدعم الإقليمي المتمثل في الدور المصري والتركي لتحقيق تسوية تُعزز من سيادة السودان واستقراره.