إماراتية ولا روسية ولا مصرية..طائرة دارفور تشعل الجدل بالسودان
رصد _ نبض السودان
أعلنت قوات الدعم السريع اسقاط طائرة حربية أجنبية، فجر اليوم الاثنين، بمنطقة المالحة التي تبعد210 كلم شمال شرق الفاشر بولاية شمال دارفور مبينة إن الطائرة تقاتل إلى جانب الجيش منبهة إلى مقتل جميع طاقمها من الأجانب.
وقالت في بيان على حسابها في تليغرام، صباح اليوم الاثنين، إن هذه الطائرة الأجنبية نفذت عدد كبير من الطلعات الجوية وأسقطت عشرات البراميل المتفجرة على رؤوس المدنيين الأبرياء في مدن السودان المختلفة سيما منطقة المالحة.
وأشارت إلى نشرها مقاطع فيديو وصور لحطام الطائرة بعد اسقاطها بما في ذلك مشاهد لجثث طاقمها وصور شخصية لهم ولجوازات سفرهم ووثائق أخرى تكشف هوياتهم والأماكن التي قدّموا منها.
وقالت قوات الدعم السريع في بيان آخر نشرته على حسابها في تليغرام أنها تحصلت على الصندوق الأسود الخاص بالطائرة بشكل سليم، كما وضعت يدها على وثائق ومعلومات مهمة تتعلق بالطائرة، وطبيعة المهام الموكلة إليها من الجيش.
وقال البيان إن الوثائق المادية والهويات التي تم العثور عليها بين حطام الطائرة، تكشف بجلاء تورط الجيش في الاستعانة بدول ومرتزقة.
واطلع راديو دبنقا على عدد من مقاطع الفيديو التي تظهر الطائرة لحظة استهدافها بالمضادات الأرض، وبعد سقوطها وبقايا الطائرة المحترقة وجثث طاقم الطائرة التي تفحم بعضها. بجانب عدد من الوثائق وجوازات السفر.
ولكن مصادر أخرى شككت في وقوع الحادث في منطقة المالحة التي تسيطر عليها القوة المشتركة للحركات المسلحة بعد الهجوم الواسع الذي شنته قواتها في بداية أكتوبر الجاري، ورجحوا أن يكون الحادث وقع في مناطق بعيدة من مدينة المالحة ولكن داخل المحلية.
وقال الباشا طبيق مستشار قائد الدعم السريع، في تدوينة على منصة إكس، إن الطائرة التي اسقطتها قوات الدعم السريع هي من طراز IL76 اليوشن 76 وهي طائرة نفاثة، عدد المحركات (4) محرك نفاث، الوزن الكلي عند الاقلاع 136 طن أقصى مدي للتحليق (بالساعات) 5:30، أقصى ارتفاع عند التحليق 9500 متر. وطائرة اليوشن 76 هي روسية الصنع.
ولكن طبيق، في تغريدة أخرى، قال إن الطائرة مصرية من طراز انتنوف مما يشير إلى تناقض وتضارب في المعلومات.
من جانبه، يقول الخبير العسكري اللواء أمين مجذوب، في مقابلة مع راديو دبنقا، إن طائرة الانتنوف واليوشن هما طائرتا شحن تستخدمان في ذات الوقت في بعض البلدان لإسقاط القذائف، مشيراً إلى اختلافها في الحجم وسعة الشحنة.
كما قال علي رزق الله السافنا أحد قادة الدعم السريع الميدانيين في مقطع فيديو جرى تصويره في تمام الساعة الرابعة فجراً إنها إن الطائرة مصرية من طراز انتنوف وإن قوات الدعم السريع تمكنت من اسقاطها. وقال إن الطائرة شنت قصفا على بعض القرى. ودعا السافنا الجنود للابتعاد من موقع الحدث في ذات الوقت تحسباً لانفجار المقذوفات.
ونشر منسوبو قوات الدعم السريع جواز سفر روسي باسم أنطون إيكساندروفيتش АНТОН АЕКСАНДРОВИЧ
، ووثيقة باسم فيكتور قرانوف Victor granov متعلقة بمطار Manas ماناس الدولي في قرغيرستان .وتحوي الوثيقة صورة فيكتور قرانوف، واسم الشركة airlines transport incorporations Ezc، وتتخذ الشركة مدينة الشارقة في الإمارات مقراً لها. وحاول فريق راديو دبنقا الاتصال رقم الهاتف الموجود ضمن موقع الشركة ولكنه وجد أن الرقم خارج الخدمة.
و ورد اسم فيكتور قرانوف في تقرير لمنظمة العفو الدولية بشأن شحن الأسلحة إلى الكونغو، ولكن لم يتسن على وجه الدقة التأكد ما إذا كان المذكور هو ذاته الذي نشرته وثائقه ضمن طاقم الطائرة.
كما يظهر حساب أنطون إيكساندروفيتش على انستغرام العديد من الصور في طائرات شحن من طراز اليوشن، بعضها تحمل شعارات إحدى وكالات الأمم المتحدة، ولم يتسن لراديو دبنقا التأكد من صلة أنطون بالشحن المرتبطة بالوكالة المعينة.
ومطار ماناس الدولي، الذي ورد في بطاقة فيكتور قرانوف، هو مطار يقع في قرغيزستان ونوع المطار مشترك (مدني وعسكري). هو المطار الدولي الرئيسي في قيرغيزستان، ويقع على بعد 25 كيلومترًا (16 ميلًا) شمال غرب العاصمة بيشكيك.
إماراتية لدعم الميليشيا
قال مرصد حرب السودان إن طائرة الشحن “أنتونوف” التي ادعت قوات الدعم السريع اسقاطها في منطقة المالحة بشمال دارفور، وأنها تابعة للقوات المسلحة السودانية وكانت تستخدم كقاذفة، كانت في الواقع جزءًا من جسر جوي مدعوم من الإمارات العربية المتحدة، يهدف لدعم قوات الدعم السريع نفسها حسب الأدلة المستمدة من حطام الطائرة.
وذكر المرصد اليوم الإثنين، إن مقطع فيديو من الموقع أظهر القائد علي رزق الله “سافانا” وهو يحتفل بإسقاط الطائرة، معتقدًا أنها طائرة “أنتونوف” مصرية.
إلا أن الحطام كان لطائرة شحن من طراز “إليوشن-76″، وأحد أفراد الطاقم كان يحمل شارة تُظهر انتماءه إلى شركة إماراتية لها علاقات مع قيرغيزستان.
كما وجد أيضًا جواز سفر روسي بين حطام الطائرة، لكن لم يتم الإبلاغ عن ناجين من الطاقم، الذي يتألف عادة من خمسة أفراد.
وذكر المرصد أن التحقيقات أشارت إلى أن الطائرة كانت تشارك في جسر جوي تنظمه الإمارات عبر مطار “أم جرس” في تشاد، وفقًا لتقرير مرصد الصراعات، وهو اتحاد أبحاث ممول من وزارة الخارجية الأمريكية.
بيان للسفارة الروسية
من جانبها أعلنت السفارة الروسية في السودان أنها على تواصل مع السلطات هناك للكشف عن ملابسات سقوط طائرة شحن يحتمل أن يكون مواطنون روس ضمن طاقمها.
وأضافت: “من جانبها، تقوم السفارة بالتواصل مع السلطات السودانية باتخاذ كافة الإجراءات اللازمة للكشف عن ملابسات هذا الحادث”.
وأكدت أن “ما يزيد الوضع تعقيدا هو أن منطقة التحطم تقع في دارفور التي مزقتها المعارك”.