شؤون دولية

رابطة علماء المسلمين ترفض العدوان الصهيوني على لبنان

وكالات_ نبض السودان

أكدت رابطة علماء المسلمين، رفضها التام واستنكارها الشديد للعدوان الصهيوني على الشعب اللبناني واستهداف المدنيين الأبرياء، وحذِّرت من اتخاذ الكيان الصهيوني تلك الأحداث ذريعة لفرض سياساته الإجرامية والتوسعية بحقِّ البلاد الإسلامية.

وأوضحت الرابطة في بيان، أنها تابعت الأحداث الأخيرة التي شهدتها لبنان، وتصعيد الكيان الصهيوني عدوانه على الشعب اللبناني، والاستهدافات التي نفذها الصهاينة ضد قيادات وعناصر حزب الله اللبناني واغتيال أمينه العام، وصولًا إلى التهديد باجتياح مناطق جنوب البلاد.

وأضاف البيان (وإزاء هذه الأحداث المتسارعة والمواقف المتشابكة، فإن رابطة علماء المسلمين تؤكد على ضرورة التعامل مع هذه الأحداث والمواقف من خلال إعمال قواعد الشريعة ومحكماتها).

مشيرة إلى أن كلا المشروعين الصهيوني والصفوي الرافضي عدوٌّ لدود للمسلمين، ولكن قد تتعارض مصالح المشروعين جزئيًّا في مجالات متعدِّدة، وقد يتناقضان كليًّا، لكن يبقى عداؤهما لأهل السنة هو الأصل المتفق عليه بينهما.

وأردف البيان قائلا، (ومن ثمَّ فإنه من الخطأ النظر إلى هذه الأحداث من زاوية واحدة وبناء المواقف عليها، وإذا كان العدو الصهيوني المحتل قد مارس كلَّ جرائم القتل والبطش والترويع والتنكيل والتجويع والحصار وتدنيس المسجد الأقصى، وصولًا إلى جريمة الإبادة الجماعية المشهودة ضد أهلنا في غزة، فالحال كذلك بالنسبة للمشروع الصفوي الإيراني الرافضي وميليشياته الطائفية في العراق وسوريا واليمن ولبنان، فلم تترك جريمة ارتكبها الصهاينة المجرمون إلا وجاءت بمثلها أو أشد في حق أهل الإسلام في تلك البلاد!، بل إنها قد زادت على جرائم الاحتلال جريمة فرض عقائدها وأفكارها المنحرفة وخرافاتها بالعنف وقوة السلاح).

وتابع البيان (وإن الجرائم الشنيعة المنكرة التي ارتكبها حزب الله في سوريا من قتل المسلمين بمئات الآلاف، وتهجير الملايين، والتفنن في إلحاق الأذى بأهل الشام؛ كل ذلك من الجرائم التي لا تسقط بالتقادم، وهي جرائم طائفية لا تُمحى ولا تُنسى.

وإذا كان المشروع الصهيوني يتقدَّم على الصفوي من حيث قوة النفوذ والإسناد؛ فإن المشروع الصفوي الإيراني قد يتقدم على الصهيوني من حيث خداعه والتباس أمره على كثير من المسلمين، وقدرته على تمزيق المجتمعات وإحداث شروخ عميقة فيها، وتقويض قدرتها على مجابهة العدو الخارجي الصليبي والصهيوني.

ثالثًا: الواجب على كل الحكومات الإسلامية والعربية، التي ترفع شعار الانتماء إلى السنة، أن تسارع إلى نصرة الشعب الفلسطيني واللبناني بكل ما أوتيت من قوة؛ استجابة لأمر الله في نصرة المستضعفين؛ قال تعالى: {وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} [الأنفال: 72]، وحتى لا يضطر أهل فلسطين إلى اللجوء إلى غيرهم من الروافض وغيرهم دفعًا لضرورتهم ومنعًا لاستئصال شأفتهم!

وقواعد الشريعة ومقاصدها الكلية تؤكد أن الفقه حال السعة والاختيار وعند تقرير العقائد وبناء المناهج يختلف عنه حال التدافع والاقتهار، كما هو الحال في فلسطين؛ حيث يُغلب أهلها على هويتهم وأرضهم ومقدَّساتهم.

رابعًا: من أظهر الفرح فيما جرى لقيادات الحزب على أيدي الصهاينة، فلا إنكار عليه، لا سيما ممن نالهم الأذى في أنفسهم وأعراضهم من ذلك الحزب، قال تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 45].

ومع تقرير جواز إظهار الفرح فقد يكون الاختيار في هذه النازلة –عند بعض أهل العلم- خلافه، لأن القاتل صهيوني والمعركة تتعلَّق بالدفع عن أهل فلسطين وغزة.

خامسًا: ينبغي التسليم بوجود مساحة من الاجتهاد في هذه النوازل المعقَّدة، وقد يتفاوت معه تقدير الموقف الصحيح وفقًا للنصوص والواقع على حدٍّ سواء، مع التأكيد على أن الأقوال شديدة المبالغة والغلوِّ – إطراءً أو ازدراءً- مرفوضة ومردودة، ولا يصلح مع هذه النازلة أن يفترق أهل السنة، أو أن يتقاذفوا بالتهم فيما بينهم، وعليهم أن يُحسنوا الظن بأنفسهم وإخوانهم.

سادسًا: تدعو رابط علماء المسلمين المجامع والهيئات العلمائية، وأهل العلم والدعوة في البلاد الإسلامية بالقيام بما أوجبه الله عليهم؛ من بيان الحق، والصدع به وألا يخافوا في الله لومة لائم.

كما تحثُّ الرابطة الشعوب المسلمة على الالتفاف حول علمائهم الربانيين، والوعي بما يحاك لأمتهم، واستهداف عقيدتهم، وتدعوهم للقيام بما أوجبه الله تعالى على أهل الإسلام من الاعتصام بحبله، والاجتماع على كتاب ربهم وسنة نبيهم ونبذ الفرقة، وأن يقوموا بواجبهم في نصرة المستضعفين من أهل الإسلام عامة وإخوانهم في فلسطين وغزة خاصة).

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى