مصر ترد على إثيوبيا بـ دبلوماسية
رصد – نبض السودان
أكد وزير الموارد المائية والري في مصر، هاني سويلم، “حرص مصر على تعزيز التعاون مع الدول الأفريقية الشقيقة وخاصة دول حوض نهر النيل”.
وخلال لقائه عددا من السفراء المنقولين حديثا لرئاسة البعثات الدبلوماسية المصرية فى الخارج، قال سويلم، إن “هناك مجهودات كبيرة للتعامل مع تحديات المياه فى مصر لضمان توفير الاحتياجات المائية وتحقيق المرونة فى التعامل مع تغير المناخ”، مؤكدا تنفيذ العديد من المشروعات في مجال المياه لخدمة المواطنين بدول حوض النيل.
وأضاف أن “الدول الأفريقية خاصة دول حوض النيل تتمتع بوفرة مواردها المائية ولكنها تواجه تحديات ناتجة عن ضعف منظومة إدارة المياه لديها”.
وقالت وزارة الموارد المائية والري، في بيانها، عبر “فيسبوك”،(أنشطة شركة “ميتا”، التي تضم شبكتي التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”إنستغرام”، محظورة في روسيا، باعتبارها متطرفة)، إن “الوزير هاني سويلم استعرض ملف سد النهضة الإثيوبى ورؤية الدولة المصرية للتعامل مع هذا الملف، كما عرض تاريخ المفاوضات التي تمت بين مصر والسودان واثيوبيا بهذا الشأن، ونقاط الإختلاف خلال مرحلة التفاوض، وإبراز أوجه التعنت الإثيوبى خلال العملية التفاوضية، وخطورة التصرفات الإثيوبية الأحادية والتى تتسبب في حدوث تخبط كبير في منظومة إدارة المياه بنظام النهر وارتباك في منظومة ادارة السدود”.
ووجهت مصر، في وقت سابق، خطابا إلى رئيس مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، إثر التصريحات الأخيرة لرئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، حول المرحلة الخامسة من ملء “سد النهضة”.
وأكد وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، في الخطاب: “رفض مصر القاطع للسياسات الأحادية الإثيوبية المخالفة لقواعد ومبادئ القانون الدولي، والتي تُشكل خرقا صريحا لاتفاق إعلان المبادئ الموقع بين مصر والسودان وإثيوبيا في عام 2015، والبيان الرئاسي لمجلس الأمن الصادر في 15 سبتمبر/ أيلول 2021”.
وتابع منوها بأن “تصريحات رئيس الوزراء الإثيوبي، آبي أحمد، حول حجز كمية من مياه النيل الأزرق هذا العام واستكمال بناء الهيكل الخرساني للسد الإثيوبي، تُعد غير مقبولة جملة وتفصيلا للدولة المصرية، وتمثّل استمرارا للنهج الإثيوبي المثير للقلاقل مع جيرانها، والمهدد لاستقرار الإقليم، الذي تطمح أغلب دوله لتعزيز التعاون والتكامل فيما بينها، بدلا من زرع بذور الفتن والاختلافات بين شعوب تربطها وشائج الأخوة والمصير المشترك”.
وأوضح الخطاب المصري لمجلس الأمن كذلك أن “انتهاء مسارات المفاوضات بشأن “سد النهضة”، بعد 13 عاما من التفاوض بنوايا مصرية صادقة، جاء بعدما وضح للجميع أن أديس أبابا ترغب فقط في استمرار وجود غطاء تفاوضي لأمد غير منظور، بغرض تكريس الأمر الواقع، دون وجود إرادة سياسية لديها للتوصل لحل، مع سعيها لإضفاء الشرعية على سياساتها الأحادية المناقضة للقانون الدولي، والتستر خلف ادعاءات لا أساس لها، أن تلك السياسات تنطلق من حق الشعوب في التنمية”.
وأضاف مُشددا على أن “مصر لطالما كانت في طليعة الدول الداعمة للتنمية بدول حوض النيل، وأن التنمية تتحقق للجميع في حالة الالتزام بالممارسات التعاونية المنعكسة في القانون الدولي وعدم الإضرار بالغير وتعزيز الترابط الإقليمي”.
وختم بيان وزارة الخارجية المصرية، بالإشارة إلى أن “اللجنة العُليا لمياه النيل كانت قد اجتمعت برئاسة رئيس مجلس الوزراء المصري، الدكتور مصطفى مدبولي، الأسبوع الماضي، وأكدت حق مصر في الدفاع عن أمنها المائي، واتخاذ التدابير اللازمة لتحقيق ذلك على مختلف الأصعدة”.
وواصل البيان أن “اللجنة تناولت كذلك سبل تعزيز التعاون في حوض النيل، على ضوء اقتناع مصر بضرورة تضافر الجهود لاستقطاب التمويل لتنفيذ المشروعات التنموية بدول حوض النيل الشقيقة، وفقا للممارسات التعاونية المتفق عليها دوليا، بما من شأنه تكريس الرخاء والازدهار للجميع، وتجنّب الانجراف لآفاق التوتر وتقاسم الفقر، التي يمكن أن تنتج عن السياسات الإثيوبية غير التعاونية”.