أحرف حرة – إبتسام الشيخ – هل ترفع زيارة الصين السوط الأمريكي اللاهب على ظهورنا
_____________________
في تقديري زيارة رئيس مجلس السيادة للصين زيارة إيجابية ومطلوبة ، وماهو مفترض ألا يتوقف السودان عن الصين بأي حال ،
لكن رغم مارصدته من إحتفاء بزيارة الصين منذ لحظة إعلانها إلا أنني أرى أننا سنواجه بمخاطر أمريكية أصعب مما نتصور ،
فالأمريكان فيما أرى لن ينهزموا لأننا أتجهنا شرقا ، ولن يخافوا ويوقفوا عملهم العدائي ضد السودان والسودانيين ،
فإذا كانت أمريكا تستطيع أن تفرض عقوبات على الصين وأن تفرض عقوبات على روسيا ، هذا يعني في تقديري أن تحركنا تجاه الصين لن يرفع السوط الأمريكي اللاهب في ظهورنا ،
لكن أرى أن الصين وروسيا يمكن أن يساعدا على عزل محاولات أمريكا تحريك المجتمع الدولي لأذية السودان باستخدام الفيتو ،
بالتالي فإن قدرة أمريكا على تحريك المجتمع الدولي في حال تواصلنا الإستراتيجي القوي المتين مع الصين ستقل وتتراجع ،
لكن هذا الأمر فيما أرى غير مرهون بزيارة أي مسؤول سوداني ،لكن مرهون على مقدرة السودان على صناعة مصالح إستراتيجية مقنعة ومحفزة للصين لكي تستخدم حق الفيتو لصالحنا ،
لكن الى أي مدى يمكن أن نستبشر خيرا بأن نكون مقنعين للصين في ظل الخطل الذي تنتهجه وزارة خارجيتنا ؟
وهل كانت لدى الصين حمية لاستقبال رئيسنا بقدر إحتفائنا بهذه الزيارة ؟ أم أنها إستقبلته كما تستقبل أي ضيف يزورها ؟
أعتقد أننا ينبغي ألا نتوهم أن الصين الآن طوع إرادتنا ،
ولا لأن الصين ضد أمريكا ستنطح أمريكا ، بل الواقع الآن أن أمريكا هي الثور الذي ينطح الصين ، فقد صنعت لها سرطانا في عقر دارها ، سرطان أسمه تايوان ، والصين غير قادرة على مواجهتها ،
أعتقد أن علينا أن نكون منطقين وأن نخطط لكيفية التعامل مع الصين واستثمار قدراتها في مجلس الأمن ،
ومن ثم ومن خلال الخطة الاستراتيجية المحفزة للصين ، نستطيع أن ننوع في إقتصادنا ،
نستطيع أن نعزز تجاربنا الدولية ، نستطيع أن ندخل البركس بخطوات ثابتة في فترة مابعد الحرب ،
إستوقفني حديث وزير الطاقة أمس بأن السودان تعاقد مع شركات صينية لإعادة كهرباء الفولة ، كهرباء الفولة حسب معلوماتي كانت قد قُدرت تكلفتها بحوالي أكثر من (٣٠٠ ) مليون دولار ،
فهل هذا مثلا محفز للصين للعمل في السودان ؟
وحتى لو أرجع السودان الصينيين للعمل في إستخراج البترول فقد يميل لنا الصينيون لكن هذا أيضا ليس محفزا لهم فيما أرى ،
لكن ما أراه أننا متى ماكنا قادرين على تمكين المارد الصيني من أن يتغلغل في أفريقيا ، متى ماحست الصين بقدرتنا على إمضاء إستراتيجيتها هي ،
إذن فالقصة ليست إستثمار فحسب ، المسألة تتطلب عقل إستراتيجي لدولتنا ، وتفكير جاد وموضوعي ، تفكير يتجاوز حالة الحرب وحالة الضعف إلى آفاق مابعد الحرب ،
السودان الآن يكاد يكون في عزلة أفريقية كاملة ، من هو متعاطف معنا من جملة حوالى (٥٤ ) دولة أفريقية ، تعاطف وجداني فقط ، (أي لايهمه يحرق السودان أو يغرق ) ،
ما أعنيه ضرورة أن نخرج من العزلة الأفريقية ونعيد تموضعنا في الوجدان الأفريقي ، ونتمكن من التأثير على الكتلة الأفريقية لكي تشعر الصين أننا منفذها لأفريقيا ،
زيارة البرهان للصين كما بدأت ضرورية ومهمة وأول الغيث قطرة ، لكن مانرجوه ونفترضه أن تكوم قد خاطبت الوجدان الصيني بالطريقة التي ترغبه تجاهنا ، فالصين لاتعرف مع السودان أو أي دولة أخرى سوى مصالحها الاستراتيجيه.