مقالات الرأي

أنواء – رمضان محجوب – الجزيرة… الجرح الغائر (1)!

__________________

عزمت قبل خروجي من ولاية الجزيرة قبل نحو أسبوعين على تدوين وتوثيق كل ماشاهدته وعايشته وما سمعته من شهود عيان عن فظائع وانتهاكات تنوء مئات مجلدات التوثيق عن حمل حروفها التي تقطر دما…

عزمت على توثيق ذلك بعدما التقط انفاسي من رحلة خروجنا الشاقة من الجزيرة وحتى مسقط راسي مدينة دنقلا وهي رحلة امتدت لثمانية عشر يوما ساعود إلى تفاصيلها لاحقا.

قلت افعل ذلك بعد اسبوع او أسبوعين الا ان تصريحا لعضو المكتب التنفيذي لتقدم دكتور علاء الدين نقد حول ما أسماه بجهود (الدعم السريع لإنجاح الموسم الزراعي بولاية الجزيرة) عبر ذراعها السياسي الإدارة المدنية.

بحديثه هذا و الذي يدمي قلوب كل أهل السودان ومواطنين الجزيرة بصفة خاصة يكون قد حرر مستر علاء الدين شهادة وفاة له وأخرى تأكيد وفاة للجهة التي ينتمي إليها وهي قحت في مسماها الجديد..

اقول ذلك وانا القادم من ولاية كانت الابتسامة تستقبل قادميها عند بوابتها الشمالية فاغتيلت غدرا في ديسمبر الماضي بأيدي عدة وحلت محلها صرخات حرائر يستنجدن من محاولات ساقطي الأخلاق المتكررة لاغتصابهن ونواحات ثكلي فقدن فلذات اكبادهن بذات الأيدي الآثمة لهؤلاء (السفلة).

نقد وتقدمه بتصريحه هذا يريد الله إلا يقيم لهم وزنا عند مواطن الجزيرة الذي هو الان مابين نازح ورازح فمنهم من نزح إلى الولايات الأخرى ومنهم من لم تسعفه ظروفه المختلفة من مغادرة مكانه فرزح تحت وطأة محتل مغتصب لا يرحم صغيرا ولا يؤقر كبيرا.. ولا يقيم للإنسانية وزنا.

الجزيرة التي غادرتها منذ أسبوعين غير هذه التي في مخيلة مستر نقد.. فلم تعد تلك الواحة التي نهرب إليها من هجير الولايات الأخرى … فلأول مرة منذ قيام مشروع الجزيرة قبل أكثر من مائة عام لم يستطع مزارعي المناطق المحتلة خاصة مناطق غرب الجزيرة من التحضير للموسم الزراعي..

نقد يكذب ويتعمد الكذب فالادارة المدنية المزعومة هذه لا هم لها غير إرضاء قادة مليشيا الدعم السريع الإرهابية حتى اللجنة الزراعية التي كونتها وقالت إنها حضرت للموسم الزراعي لم يفتح الله عليها بالتحضير لزراعة فدان واحد..
وكيف يفعلون ذلك والمزارع غير آمن في بيته ناهيك عن حواشته.؟! بل إن عصابات الدعم السريع يقومون ينهبون شقاء وحصاد موسمه الماضي حتى أنهم لا يبقون له (ملوة عدسية) واحدة!!

مزارع اضحى لا يملك قوت يومه بعد نهبه وارهابه من قبل عصابات (نقد وتقدم) بعدما كان يملك قوت عامه وآمنا في سربه… وكان يرتاد حواشته (ضحوية) و(ضهرية) و(عصرية) مرحا فرحا ممنا نفسه بوافر نعمة تنتظهره عند الحصاد… اضحى اليوم يخشى الخروج من بيته الذي بقي فيه لضرورة اجتماعية أو لظرف اقتصادي خشية اغتياله أو اعتقاله…

مستر نقد يكذب وتقدم كذلك تفعل ومليشيا الدعم السريع تملي عليهم بما ترى ولكننا (ما شهدنا الا بما علمنا) فالواقع البائس في الجزيرة يكذب ماقاله نقد..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى