مقالات الرأي

أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – «رحمة ورندا» عرس القلقالة

__________________________

الكارورى

بطاقة دعوة رحمة عبدة ، قصة ذكرى فعلها الأول ليس بعد ، تثير طل الكوامن دفعات ، وتهبهب من جهة القلقالة أنسام الجزيرة ، تلقيتها رسما وصوتا فأشجتنى ، قصدت بلا رغبة محلا لأتفول ، صوت ود سلفاب يصدح هاهى الأرض تغطت بالتعب وغططت معه ، قبلها بهنيهات شهدتها وسمعتها باختلاف ، احمد محمد احمد الكارورى المحامى والكاتب المتوافر على صنوف معرفية تكفلها مدرسية القانون ، تجمعنى وإياه وسائل التواصل غير أيام الجرايد وابعاد تتراوح واختلافات تتزاوج حينا فتبقى او تتطالق ، فى قروب واتساب تحت ترويسة حرية سلامة وعدالة ، يرفع صوته بالمدح والقدح منفردين ومجتمعين ، يثرى التفاعل ، ينتقدك اليوم ويمتدحك غدا وفقا للموقفية لا الشخصية ، دفعتى بالمؤتمر الثانوية الأمدرمانية ، وذكرتى الكبرى ومحط لواعج صباى ما مررت بها حقيقة وخيالا ، مولانا إيهاب محمد خليل المحامى ، يرسل فيديو لزميله الكارورى مسترخيا مدندنا مستمعا بالتزامن لأم روائع مصطفى سيد أحمد والأرض هاهى تغطت بالحرب وبالتعب ، وتطاردنى الفكرة منذ شبابتى وتطوقنى باحكام فى شيبتى ، الذكرى أطول عمرا و كل قول وفعل إلى زوال ، وكل تجمع إلى تفرق وتشرزم قبل ان يقوم وينهض ، واقع مؤكد مالم تستبق الأشياء الساعة وتقوم ، إستماع الكارورى بأسية مرسومة بالتقسيمة ، القصيدة الأخرى منتج من وحى إستماع للأولى مختلف ، تنغيم غير مقيد ، منبسط ، يزيد من إحساسى بأننا وحياتنا مجرد ذكريات ويطغيه على ما هو حاضر وآت ، فلا اختلاف إذن ، وتحت نير الحرب نستكشف ما ابهى و اوقع أصداء الذكريات الرنانة فى حيوات عايشناها وأخرى محتملة، وأرضنا ها هى قد تغطت بالحرب وبالتعب والعبث ، ود سيد احمد وشعراء حوله ، أيهم متنبئ عصره وما بعده ، وعبدة رحمة من هذا القبيل ، اما ابوذر الغفارى والنوارس طال انتظاره لقدوم موج يحمل ريحتها ودعاشها حتى تواريه المهيب ، تأخر قدومها ، انا والغفارى تزاملنا ويا لهول ذكراه . تسيطر الفكرة وتستبد بى ذكرى وراء ذكرى وحياتنا المسرح المتغير ، تلك بالبنفسج تتغطى وهذه بالعسجد ، يلاحقنى الرفاق وجها إثر وجه ، والساهرات لوحة لوحة مذ كنت طفلا بالساحل الأحمر و إشراقة وبالشاطئ الأمهر عفافا بقريتى جنب النهر ، وبين المقرنين عند تلاقى الازرق بالأبيض ندى ولدى انسحاب العطبراوى فى يم النيل العظيم رحابا ، وتطاردنى ذكريات انتقالاتى محطة محطة ووجه رابعة ، نصف قرن يضج بقصص وحكاوى وإلهام، اقيم تكايا للذكريات ، آوى إليها تلطيفا لوحشة نزوحى وفراقى للأحبة واحدا وواحدة ، واخشى الآن والأرض تتغطى بذكرياتى وبالحرب وبالتعب ، من بعث لجديدات يهيجن ذكريات مضت وأُخر آتيات نوارس جارحات مهما تأخرن فهن للغفارى مجيبات ، لو للعمر لازالت بقية.

التكور

مصادفة ولكأنها مواعدة دون ترتيب ، دفع مولانا إيهاب فيديو الكارورى متزامنا مع انغماسى فى يم التذكر والتحسر ، فعل بمتبقى ما بيننا ، ذكرى التلاقى فى فصول الدرس والتحصيل بالمؤتمر امدرمان ومسجد النيلين قطع تتكور ، فمنذ الإفتراق الذى يغدو أصلا والإجتناع دوما الفرع ، بيننا الذكرى ووجه نبيل وتلك اللمة تطوقنا وكمال حمدنالله وإن توارى وتولى للذكرى الأبدية وللكل منها نصيب من ورائه نحيب مشروع ذكرى ، والعزاء فى قروب ثانوية المؤتمر وبروف معاوية ، استغرقت فى رائعة إستماع الكارورى للحن قصيد ودسلفاب ، ليلاحقنى من قلقالة الجزيرة رحمة عبدالمنعم ، رحمة عبدة ، ولو زول يا حرب بعدك يصبح قصة ، هو ود رحمة الأسمر الرويان صنو الشجعان ، يبتدر حياة خلال ايام لتطويق مظاهر الحرب وصرعها وللإبراق فى صناديق البريد الرسائل المفقودة ، صحفى مميز ، يتعلق به قلبى صديقا وأخا فريدا ومن قبل يسبقنى على الإكتشاف ود الناظر ، اخوى محمد عبدالقادر ، أبوحباب الجميلة ، قبل النازلة بساعات وفى نهار رمضان ، اجتمعنا ثلاثتنا فى مقر سكن وعمل ود رحمة الإعلامى ، مشاريع ذكرى ثلاثية ، نستجم ونتآنس بينما نرسيى فى حياتنا ذكرى اخرى لا ادرى كيف هى مؤلمة ولمَ ملهمة ! اذكر لمتنا ، لطيفة وديعة مفعمة بالآمال العراض والإستغراق فى بحور الوجيد والتلاقى من جديد ولكن ويا ويحى من الفكرة والذكرى هاهى تتجدد بأخرى ، ولايتبقى من تلك اللمة شيئا ، لقيا وحيدة بعد عام ونيف و عابرة جمعتنى بأبوحباب وكأننا غرباء عند المصب الأحمر ، لم يجد ابوحباب تعبيرا غير خلع لبستيه السفاريتين ودسهما فى حقيبة نزوحى ذكرى اخرى مؤلمة ثم تولى مع أمل فى رجعة وامل الأخرى والبنفسج والقاسم الجمال والإنتظار ، ويتمم بالقاضية ولكن بالحلوة والعديل والزين وجرتق ذكرى كبرى لم يحن موعد عُرسها بعيدا عنا عذاب وابوحباب وانا ورحمة وقد تفرقت بنا السبل والحرب قد صيرت كل الأمكنة منافى و الغياب يغمر كل شئ ويغرق بالفراغ العباب و النهر والبحر.

التصور

رحمة عبدة يتفقدنى وأتفقده مذ كنت بشمبات مستحربا لنحو عام كبيس وهو بالقلقالة التى لايقوى على فراقها ويرفض دخولها قاموس الفكرة والذكرى ، ولا يصطبر على خلع إحرام سُكناها ، ويزداد حبا وولها ، هى أسلحته للبقاء وزوادته لمسير الحياة ، رحمة عبدالمنعم عريس الحب المتوج فى زمن الحرب ، يشهر سلاحه ويعلن زواجه على رندا فى قلب القلقالة التى يهوى ، يواصلنى أسيفا وبعض حلم ليلته المنتظر يتبخر ، إذ يتصورنى والحبيب ابوحباب ، وزيري زفته الكبرى لرنداه ، يتبختر بما بيننا من حب و نزهو بالفرح شبابا يأتلق فى عيون الظبى ويتمايس مع جيد الحسن رشاقة وفراشة الحفل دوارة ، رحمة يأسي والمنتظر يضحى فى الغد و زمن الحرب مجرد ذكرى ولا امس فعل يتحقق ، الواقع ليس بالسعّاف لاستدام بما يكفى سعة او ضيقا ، الفكرة ، كل لحظة معاشة بحلوها ومرها وسلمها وحربها مجرد مشروع ذكرى إما ساعدة أو آسية ، صديقنا الأثير وزميلنا رحمة ، نعهده قويا صلدا وصحفيا فتيا مصادما بما يراه حقا متراجعا متى حاد باقتناع عن الصواب وجادة الطريق . يتوافر على قدرات صحفية وإعلامية تصيره ذكرى غير منسية وفكرة بالقيمية والأخلاقية مسقية . ستتحلق يا رحمة ارواحنا معك فى ستة سبتمبر ٢٠٢٤م ، وفى ليلة جمعة القلقالة فيها تتراص حلقات حلقات فوق موائد الأحاسيس شاهدة على عهدك مع رنداك ، نبادلك وعروسك رندا الابتسام ومغازلة الحسان و انسيال التهانى غمزة غمزة ، مشاركتنا لن تكون الذكرى المنسية لغياب الفعل القسرى ، والأبدية ليست لنا معشر البشر ، ذكرى التناشق معك نسام ليلة العمر ، هاهى تقع وتستبق الحدث الماضوى حتما وهى كما العين علوية على الحاجب ، تستغرق وتستحوذ على صخب الليلة ، لم يتبق غير تخيل التذكر لأفعال التضارع ، وناظر الدهشة لك يرتفع وانت تستنطق عن بعد فرحنا وتستعبد مشاعرنا بما اغدقت علينا وافضت من أدب ومحبة مهرولا تجاهنا طوافا وبساما ، هنيئا لرندا بك طبقا من الذوق الرفيع والسلوك النبيل ، تصمتنا لما تناقشنا وتبزنا سياسة ورياضة وفن وأدب ونقد حصيف وابتسامة ملازمة ، صحفى يكتمل بالخطوة الليلاء بدرا فى دنيا الميديا التى يجيد ويعرف ، تهانينا لك وتعازينا فى فرح يغمرك ولا يغمزك ، و نغالب الفكرة والذكرى ، وبطاقة دعوتك المنثورة على الأحباب فى الأسافير ، وسائد راحة لنا مبثوثة والأرض هاهى تتغطى بالحرب والتعب.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى