مقالات الرأي

أنس عطا المولى يكتب: بين الأمس واليوم

ما بين الأمس واليوم..وما بين (نيفاشا) و (جدة) :
ضمن تعريفات المعاجم لمعنى السياسة، أنها تأتي بمعى..
سَاسَ الدَّوَابَّ، أي اِهْتَمَّ بِتَرْوِيضِهَا .. وهذا المعنى يناسب وصف الساسة الذين قضوا جل وقتهم في ادقال الغابات، ولعل من المفيد هنا أن نجتر ذكريات ( مفاوضات نيفاشا) التي شكر زعيم المتمردين الأكبر د.جون قرنق (قرود) الغابة التي كانت تخفف عنهم عناء التفاوض في ردهات الفندق الذي شيد في وسط غابة نيفاشا.. وهو سلوك ربما تقبل مبرراته، لكن المثير للدهشة هو علاقة (الدجاجة) بتفاوض (منبر جدة)!! ..فلئن كانت (نيفاشا) في عمق الغابة .. ف(جدة) ساحلية.. بحر هادر وسهل فسيح..ولك أن تعدد خير البحر في قوله سبحانه: (وَهُوَ الَّذِي سَخَّرَ الْبَحْرَ لِتَأْكُلُوا مِنْهُ لَحْمًا طَرِيًّا وَتَسْتَخْرِجُوا مِنْهُ حِلْيَةً تَلْبَسُونَهَا وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِن فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) .. هذا هو البحر الممتد بالخير من (جدة إلى بورتسودان) يفيض بالخير ويعود بالوفود..فما أكثر خيرك ي جدة..
عجيب وغريب إصرار قادة بلادي على التفريق ما بين المملكة ومبعوثها.. تاج دبلوماسيتها .. وفخر بعثتها .. ويزداد العجب .. اذا علمنا أن قادة السودان يعلمون أن التجديد المتتابع والمتوالي لسعادة السفير المميز (علي بن حسن جعفر) يعني أن قيادته راضية عن أدائه.. شاكرة لجهده وجهوده.. فسعادة السفير .. يشهد له أقرانه وزملاؤه في السلك الدبلوماسي بدماثة الخلق ولين الجانب والحكمة والحنكة.. عرفه الشعب السوداني بوصاله وكريم خصاله .. وسعادة السفير حباه الله بخصلة التواضع فهو مع عامة الناس في أفراحهم واتراحهم.. فهل يحسد على ذلك؟! وهل هذه جريرة تعيده بالبحر ؟!! أم أنه التيه وفقدان البوصلة؟؟
هل يلام سعادة السفير.. على تدشينه مع الفريق ابراهيم جابر للمساعدات الإنسانية والطبية ؟؟! أم يلام على زيارته البرهان في مكتبة للتنسيق لمفاوضات جدة؟!
أيلام سعادة السفير على مرافقته للفريق أول الكباشي للمنامة؟؟
غريب أن يتزامن تدشين سفينة المساعدات التي أتت من المملكة بجهود السفير الهمام علي بن جعفر.. مع انتقادات نائب رئيس مجلس السيادة غير الموفقة ..
غريب .. أن لا تقدر جهود المملكة .. ولا يحترم مبعوثها وممثلها !!
غريب التصرف المتكرر لنائب رئيس مجلس السيادة .. الذي اتهم المملكة كدولة مستصيفة ومسهلة للتفاوض بأنها تعمل لمصلحتها … ثم عاد بجملته الشهيرة ( لا جدة ولا جدادة) ثم كرر عن قصد وسبق إصرار .. البيضة والجدادة .. والغريب والعجيب لما فتح منبر (جنيف) .. ندب الكثير حظهم على (جدة).. وقالوا في جدة ما لم يقله عنترة في عبلة ..
افيقوا من سباتكم .. رحمكم الله..

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى