مقالات الرأي

الجيش الأحمر فى الميدان

____________________________

أجراس فجاج الأرض
عاصم البلال الطيب

الجيش الأحمر فى الميدان

الفكرة

نعتل ونصح ، نحزن ونفرح ، نبتسم ونعبس ، ولنعدد ما شئنا بين الشئ وضده ، هى الحياة موسوعة مترادفات ومتناقضات ، والأيلولة لزوال . والدنيا شخصيات ومواقف ، إيجابيات وسلبيات ، إنتصارات وانكسارات ونهوض من بين الركام و طيران الفينيق من سفسف الرماد ، وشهامة إنسان وقت الشدة والضيق وجفاف الريق . الدولة العثمانية تاريخها حافل بالمبادرات والهلال الأحمر هو اسمها المعادل للجنة الدولية للصليب الأحمر المسمى المعتمد تكريما للسويسرى هنرى دونان الذى لم يمر مرور اللئام في عام 1859م ، تاريخ حرب بين فرنسا والنمسا ، وتقاتل الجيشان في إيطاليا بالقرب من قرية سولفرينو ، اشترك في المعركة 300000 جندي وتقاتل الجنود طوال 15 ساعة من طلوع الشمس إلى غروبها ، انتصر الجيش الفرنسي في المعركة. لكن القتلى والجرحى كثيرون جداً ، 42000 جريح. تتعالى الصرخات طوال الليل في أرجاء سهل سولفرينو وفي صبيحة اليوم التالي كان المواطن السويسري هنري دونان يمر من المكان ، فهاله ما رأى فعزم على إغاثة هؤلاء البؤساء وناشد الفلاحين من تلك المنطقة مساعدته في هذه المهمة حتى كبرت لجنة دولية للإغاثة عنوانها تقديم الخدمات الإنسانية بحياد.

نجلاء

ونجلاء الهلال الأحمر السودانى تمر فى الأسافير على مآساة حربنا اللعين ضد المواطن والجيش والوطن ، مرور هنرى دونان ، وارهق ما فى هذه الهلالية التطوع وارهف ما فيها الإحساس ، وهلالنا هو جيشنا الأحمر فى الحرب الألعن ، يقدم شهداء الواجب جنود إنسانية متطوعين ، يقبلون على تقديم الخدمة والرعاية فى مناطق الحروبات والنزاعات والكوارث الطبيعية والإنسانية الأشد شراسة ، ويتحملون مغبات الصعود على أسنمة الحياد ، إتهامات ويدفعون الأثمان إصابات واختطافات ، وكما الطائر العنيد يزداد الهلال إرتفاعا كل ما تعب منه الجناح مدندنا بشعر صلاح وصوت وردى كان تعب منك جناح أوعك تقيف فى السرعة زيد ، ويزيد بامتطاء الجياد الأصيلة . الهلال الأحمر السودانى بعنفوان التطوع والتجرد ، ينبرى لتقديم خدماته المتعددة تحت أجواء الحرب وأخطرها فى مسارح القتال والكوارث وقت شدتها ، وبعيدا عنها يطعم ويأوى ويعالج ويتصدى لما ليس منه بد فى معسكرات النزوح ودور الإيواء ، يتحلى متطوعو الأهلة الحمراء بعزم وإرادة غلابتين وبشجاعة وشهامة ماركتين . لم يمر الهلال الاحمر السودانى مرور اللئام على مصاب الحرب والضحايا ، يقيم بازارا من الخدمات متقيدا بقوانين العمل الإنسانى الدولية بدقة ومهارة وسلاسة وكياسة ، فلم يثر تطوع ابطاله اغبرة جدليات عقيمة ونزاعات بليدة ولم يحرك ساكن موزعى الإتهامات بالإستمالة.

عائدة

والحرفية هى عنوان الهلال الأحمر السودانى والتقيد بقوانين العمل الإنسانى الدولية وروحها الدعوة لكل من يقدر على تقديم خدمة لينهض ويفعل ، وحربنا آوان الإستجابة ، ويميز أحمر السويسريين والعثمانين والسودانيين رفاق عائدة ونجلاء، النزوع المستمر لتطوير القوانين الإنسانية الحاكمة ، لتقليل عدد ضحايا مختلف النزاعات والحروبات والكوارث ، الهلال الأحمر السودانى يقدم جرد حسابه أمام الصحفيين والإعلاميين فى اللقاء الجامع ببورتسودان ، ويعرض صحائف أعمال كفكافة عن الأقوال إلا للحض لزيادة المتطوعين ، شهدت ميدانيا ووقفت على وجود الهلال الأحمر فى تجمعات إستقبال ومعسكرات النازحين من الخرطوم والجزيرة وسنار لولاية القصارف، فرقه تتبارى وتتنافس فى تقديم الخدمات الملحة دونما تأفف وتبرم وباحساس عالٍ ، شباب متوج الرؤوس بالأهلة مجرتق بالمحبة ، جيش احمر يسر ويملأ العين ، عمله غير قاصر على الخدمات الميدانية بل راصد لكل صغيرة بهدف التطوير وللإقتراح عند المشاركة الفاعلة فى المحافل الدولية الإنسانية المتحلية بحوكمة دقيقة ، الأهلة الحمراء تبرز كما هلالنا وقت الحارة ، تحمل عن الدولة أعباء جسام ، وحكومات الدول الواعية منها والمدركة ، تولى اهلتها الحمراء اهتماما كبيرا وتبسط لها معاول البناء بتسهيل آجراءات وحماية أنشطتها وحركة تنقل متطوعيها ومعداتها ومؤونها فى المناطق الأشد خطورة وارتيابا ، والوظيفة الأساسية تقوم على عنصر السرعة والرشاقة ، السويسرى دونان ،كثيرون ممن سعى لطبهم وتقديم المساعدة ، قضوا نحوبهم جراء اقتتال بشرى لا يكف عن الدوران ، ذلك لإستغراق نداء المتطوعين وقتا ، لإنقاذ جرحى حرب الفرنسيين والنمساويين فى تخوم إيطاليا وعقور دورها ، الحروب تاريخيا لا تفرز ارضا ولا بشرا، والهلال الأحمر جامعة محاضراتها ميادين اعمالها وأساتيذها ، مصممو برامج الأعمال وقت السلم لامتصاص مختلف مفاجآت وصدمات ميادين المصائب.

النكبة

لم يحتر متطوعو هلالنا الأحمر ، وعائدة الأمين العام تعرض حسابها وتنادى وسط العالمين والسودانيين هاؤم إقرأوا كتابيا ، لم تنج رزنامة الهلال الأحمر من الخسائر ونزيف النقاط ، فقدت كل شئ من أساطيل السيارات وأساطين الأفراد بين شهيد أثناء أداء الواجب و بين ساقط وأسرته بالدانات ، وفقدت نهبا مخزونها الإستراتيجى والإحتياطى لإقالة عثرات آلاف الأسر جراء نكبات الطبيعة واذ بنكبة الحرب الملعونة انكب ، لم يستسلم هلالنا الأحمر ويخنع إزاء ضعف الإستجابة الدولية لحالات الطوارئ المطلقة لاجتذاب ستين مليون دولار ، غياب الأزمة الإنسانية السودانية فى الإعلام الخارجى تزيد الطين بلة ، ويفاقمها واقع إعلامنا الرسمى الأضعف والخاص الضعيف إلا من بعض إجتهادات فردية نادرا تصيب ، مواجهة الحقائق تعين الهلال الأحمر لأداء رسالته ومواصلة العطاء غير المنقطع رغم المعوقات والمثبطات ، الهمة العالية والرغبة الإنسانية الطوعية امضى أسلحة الهلال للمرحلة ، غير عدم الإستسلام ، ففى حوالى ١٨ ولاية خدمات الجيش الأحمر مقدمة ولو بعلل يفرضها الواقع ، والرهان عند اعتلال الجسد دوما على وظائف الأعضاء السليمة باتخاذها منصة لعلاج المريضة، هلالنا الأحمر يتفانى ببورتسودان العاصمة الحمراء وجيشه من مظاهر الصحة والسلامة ، فلنتخذ منه مجتمعين رسميين ومواطنيين غرفة للعناية بنا واحوالنا ولمداوة أعضائنا الجريحة حتى يقضى الله امرا فى حربنا مفعولا.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى