مقالات الرأي

بينما يمضي الوقت – بلغت القلوب الحناجر – أمل أبو القاسم

_________________

لم تترك الولايات المتحدة بد لمناصرتها أو الالتفاف حول مبادرتها ولو بالحد الأدنى من قبل السلطات الرسمية والمواطنين السودانيين وهى تصر على المضي قدما في مقترحها متجاوزة الركن الأساسي في هذه المفاوضات التى تجري بجنيف الآن رغم انف السودان.

يقول المبعوث الامريكى الخاص للسودان توم بيرييلو: ان المصريين والسعوديين والإماراتيين بالإضافة إلى الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي “يلعبون دوراً مهماً في قيادة جزء كبير من جهود الوساطة”، لكنه اعترف بأن إحراز تقدم في ما يتعلق بوقف إطلاق النار والمساعدات الإنسانية كان “أكثر سهولة…” بحسب تقرير مطول.

ثم وبعنجهية يستطرد: (حضورياً، لكن بفضل سحر الهواتف وأشياء أخرى، فإن الرفض من قبل الجيش لم يؤثر على تقدمنا). اي تقدم يا هذا ان كان أهل المصلحة محل التفاوض غائبون من منحكم الحق ان تقرروا في مصير بلد وتفرضون عليها مبادرة سبق وان اوضحت موقفها منها ان لم تنفذ مطلوباتها المعروفة؟.

غريب أمر امريكا التى تلوح بالتهديد الظاهر والمبطن احيانا، ثم تتبع سياسة اللين احايين كثيرة، غريب أمرها وهي تجتمع إلى دولة اعترفت جهات عديدة بضلوعها وإذكاء نار حرب السودان بدعمها للمليشيا، هذا بخلاف الوثائق طرف حكومة السودان التى تثبت تورطها، والاغرب ان جلوسها الآن وباريحية مع أعداء السودان أصل الحرب إلى طاولة نقاش حول وقف الحرب بينما قواتهم ما زالت وإلى اللحظة ترتكب الانتهاك تلو الآخر في المواطنين الأبرياء، وتدمر البني التحية وتقضي على مقدرات البلاد. ثم تتحدث عن إحراز تقدم رغم غياب الجيش.

وان كانت امريكا تلمح (بأكثر سهولة) رغم غياب الجيش إلى إستجابة القوات المسلحة لفتح معبر ادري فهذا الإجراء الآن اصبح مصدر قلق لكثير من المراقبين خيفة استخدامه في إدخال عتاد حرب وتمريره عبر الإغاثة التى ستلج إقليم دارفور الذي يخصه المجتمعين رغم ان الأوضاع الإنسانية تنتظم اغلب مناطق السودان التى تحت سيطرة المليشيا والنازحين.

لا أحد ينكر الحوجة الملحة للمساعدات الإنسانية التى بات الحديث عنها يجسد المثل ( نسمع جعجعة ولا نرى طحينا) والحديث عن الاوضاع الإنسانية والجوع وغيره يتردد بكثرة وهم يصورون السودان وقد بات قاب قوسين أو ادنى ثم لا يفعلون شيء سوى الحديث المستهلك اللهم إلا بعض الدول العربية والخليجية.

نعم الوضع في السودان مزر والمواطن السودانى يعيش اسوأ أيام حياته نزوحا ولجؤا وجوع ثم تكالبت عليه أيضا محن الزمن وتقلبات الطبيعة بملاحقة الأمطار والسيول بالمناطق الآمنة ومناطق النزوح، اضيف إليها انتشار الوبائيات وغير ذلك الكثير من تفاقم تداعيات الحرب المستمرة مع الانتهاكات حتى الآن. وعلى الجيش ان يحسم أمره بخوض غمار الحرب وشنها شرسة بمعاونة روسيا ومحاور الشرق التى تمد يدها، كنت ساقول أو فالتمضي في التفاوض لكنا لن نرضى تفاوضا منفقوصا يخصم من سيادة البلاد ويمكن المليشيا ورعاتها ومحاور شرها مجددا.

ورغم ان الكثيرين ترقبوا حدث التفاوض ومنوا النفس بسلام عادل يعيدهم لدورهم إلا انهم كذلك يريدون العودة بسلام وأمن شامل وحقيقي، إذن فالتقرر القيادة عاجلا فنزيف البشر افرغ الدور من أهلها وتعمقت الجراح، وبلغت قلوب من تبقى الحناجر.

تردد ان هناك فرصة تشاور أخرى في السعودية الرياض عقب ان التزم بلينكن وزير الخارجية بتنفيذ مخرجات جدة، وستبعث القيادة مجددا بوفد استطلاع وتحري، نتمنى ان تكون امريكا صادقة في وعدها هذه المرة وان يهتبل الجانبان هذه الفرصة من أجل سلام عادل وكريم _ طبعا في حال صدقت الولايات المتحدة. وليتها كذلك _ اي الولايات المتحدة وحدت خطابها ولهجتها بدلا من ( عصا قايمة وعصا واقفة).

اكرر مع صبر السودانيين والتفافهم الصادق نحو جيشهم الذي يقف على أرضية صلبة مطمئنة إلا ان إطالة أمد الحرب ستضاعف من معاناتهم في ظل تحديات متوالية وفعليا بلغت القلوب الحناجر.. نستقى حديثنا من نبض الشارع الذي يسأل في كل صباح متى ستنتهي الحرب؟ وأخبار التفاوض شنو؟

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى