مقالات الرأي

همس الحروف – الحوري: ذكرى خالدة في قلوبنا وألم دفين في أعماقنا – د/ الباقر عبد القيوم

__________________

الحمد لله القائل : (وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون)

في لحظة حزن كانت هي الأعمق نعى الناعي لنا نبأ وفاة البروف محمود سر الختم الحوري ، معلناً لنا عن ساعة فراقه التي حانت على غفلة ، فإشتعل لهيب الحزن فينا يحرق في ثنايا القلب ، فبادلته العيون بنثر دموعها لتطفئ حر ذاك الفراق المر ، و الصدمات متوالية علينا ، فقبل خروجنا من صدمة الحرب حتى داهمتنا صدمة السيول ثم أتى خبر الحوري يتصدر كل مشاهد الحزن .

عند فقد العزيز تعجز الكلمات و تصبح جوفاء لا تستطيع وصف مدى الألم و الحزن الذي يخيم في القلوب ، و لكن مهما كانت الصعوبات ، فإن ذكرى الحوري ستبقى حية في قلوبنا.

لقد فقدنا علماً من أعلام بلادنا ، فغابت معه الشمس وأفل القمر ، فقد كان رمزاً من رموز الإخلاص و التفاني و العطاء ، فكانت له أعالي القلوب سكناً و مكاناً ، فهو الأكثر وفاءً و الأضخم عطاءً ، محباً للحياة ، و صاحب بسمة في كل الأوقات ، ستظل ذكراه معنا ، وستبقى أفعاله وكلماته مصدر إلهام لنا ، فرحيله ترك فجوة عميقة في حياتنا ، ولكن إرثه من الحب والصدق سيظل يرافقنا دائماً .

هذا الرجل تفرد بحب الناس له ، لانه كان يقدم الكثير من نفسه دون انتظار مقابل ، و لقد ترك أثراً عميقاً في حياة كل من عرفوه ، فعرفه الناس ببسماته الدافئة ، و يديه السخية ، فكانت ملامحه تجسد معاني الإنسانية الحقيقية في أبهى صورها ، ففقده بمثابة فجوة عظيمة في قلوب الجميع ، إلا إن إرثه من الإيثار والكرم سيظل حياً في دواخلنا .

لقد كان معلماً بكل ما تحمله الكلمة من معاني ، ليس فقط في علمه فحسب ، بل في سلوكه وأخلاقه ، فقدم لنا دروساً في الحياة كما قدمها لأبنائنا في الفصول ، وعلّمنا أن العطاء ليس مجرد فعل ، بل هو جوهر الروح ، و لقد أثرى حياتنا بمعرفته ، وكان نموذجاً يحتذى به في الصبر والتفاني ، رغم فقدانه ، فإن تعاليمه وإلهامه سيظلان معنا ، وسنستمر في التمسك بالقيم التي غرسها فينا ، و كذلك كان مثالاً حياً للصبر بين زملائه ، فهو دوماً صبوراً ومتفهماً ، يبذل جهده في تقديم الدعم والمساعدة دون تردد ، لا يعرف معنى الملل أو الفتور في علاقاته مع من حوله ، و كان صبره مصدر إلهام لنا جميعاً ، و سنظل نتذكر صبره و حسن معاملته لأخوانه ، ونحاول أن نسير على خطاه في تعامله مع جميع الناس .

وداعاً أخي الحوري و قد إستعصى علىٌ خطابي ، و رٌوعت من جلل مصابي ، و حق على أن ابكي أخاً قد كان كضوء العين بين صحابي ، و إلى جنات النعيم ، أيها الأخ العزيز و الصديق الوفي ، فرحيل هذا الرجل يا إخوتي قد ترك في قلوبنا فراغاً كبيراً ، ولكننا نجد عزاءنا في ذكراه الطيبة وأفعاله الخيرة ، نسأل الله أن يتقبله في فسيح جناته ، و أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، و أن يمنحنا الصبر و السلوان على فراقه و إنا لله و إنا إليه راجعون ،و لا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى