سيادة الفريق شرطة أمير عبدالمنعم ماعادت الخرطوم التي أحببتها – محمد عثمان الرضي
______________
تسلم الفريق شرطة أمير عبدالمنعم أعباء إدارة شرطة ولاية الخرطوم خلفا للفريق شرطة إبراهيم شمين الذي تسلم أعباء مدير الشئون الإدارية برئاسة قوات الشرطه باالعاصمة الإدارية بورتسودان.
مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق شرطة أمير عبدالمنعم قدتربع من قبل على عرش ولاية الخرطوم وكان أنذاك مدير لشرطة مرور ولاية الخرطوم قبل إندلاع الحرب وفي عهدة تم وضع الأساس لبرج المرور وبدأ فيه العمل فعليا إلاأن الحرب لم تمهلة طويلا.
من خلال إحتكاكي وتعاملي مع الفريق أمير اكتشفت فيه العديد من الصفات القياديه منها قوة التحمل بصوره غريبه إلى جانب إستمتاعه بخدمة الناس ولوكانت خصما على صحته ووقته الخاص إلى جانب مقدرتة الفائقه في إبتكار الحلول للمشاكل والأزمات.
إستلم مهامه وماعادت الخرطوم هي الخرطوم التي خبرها وعشقها واخلص وتفاني لخدمتها عرف مداخلها ومخارجها عندما كان يرتدي الكاكي الأبيض ويقف في الصباح الباكر في التقاطعات للمساعدة على إنسياب حركة المرور بصوره يوميه.
ياسيادة الفريق شرطة أمير عبدالمنعم تتسلم الآن أعباء ولاية الخرطوم وقد إشتعلت النيران من كل جوانبها وهجر المواطنين بيوتهم مكرهين ويكفكفون الدموع حزنا على فراقها.
ماعادت الخرطوم هي الخرطوم عندما كنت اجلس بجوارك في مكتبك في المقرن وانت تستقبل جحافل المواطنين طالبين الخدمه في المعاملات المروريه من ترخيص المركبات وإستخراج رخص القياده.
هلا حدثتني معالي الفريق أمير كيف إستقبلتك ولاية الخرطوم بعد هذه الغيبه الطويله وهل أخبرتك باألمها وحزنها وهل إستقبلتك وهي مكتسيه ثواب السواد حزنا على ماحدث.
أخبرني بربك يامعالي الفريق أمير ماذا رأيت وماذا سمعت وكيف إستقبلوك مواطنين أمدرمان وكرري الذين أصبحوا محاصرين في إطار جغرافي ضيق محدودي الحركه.
حدثني يامعالي الفريق أمير هل ماذلت من محبين السباحه في مقرن النيلين والمشي على الأقدام في شوارع الخرطوم التي كنت تألفها وتألفك
هل أتيحت لك الفرصه يامعالي الفريق أمير بزيارة مسكنك القديم في مجمع شمبات السكني المطل على السوق المركزي للخضر والفاكهة الذي كنت تسعد عندما تشتري منه الخضار وتتجاذب أطراف الحديث مع التجار والخبازين.
حدثني يامعالي الفريق عن أصدقائك وأحبابك الذين عرفتني بهم وكنا نرتشف أكواب القهوه ونتجمع على وجبتك الشهيه (القراصه باالملوحة) التي كانت تأتينا من منزلك المبارك والتي كانت تعدها وتشرف عليها حرمك المصون حفظها الله ورعاها.
حدثني عن أصدقائك وأحبابك واقاربك الذين أتوا من أصقاع الولاية الشماليه لحضور حفل زفاف إبنك وكانت الفرحه والبهجه إرتسمت على وجوههم واتزكر يومها تلك الصوره التزكاريه التي إلتقطها بجوارك وجوار إبنك العريس أسأل الله أن يحفظه وأن يرزقه الذرية الصالحه.
سيادة الفريق شرطة أمير عبدالمنعم مدير شرطة ولاية الخرطوم أقدار الله أرادت لنا أن نعيش هذه الظروف القاسيه ولكن ظننا بخالق الكون لم ولن يخيب قطعا إن بعد العسر يسر وغدا ستتبدل الأحوال وسنعود إلى الخرطوم باأفضل ماكان إذا كان في العمر بقيه إلى حين ذاك الوقت أرجو أن تبلغ التحايا لكل من قابلته حتى الأن وأرجو منك شاكرا أن تخص باالشكر الجزيل والي ولاية الخرطوم الرجل الراكز الذي لم تخيفه صوت القذائف والقنابل والدانات والي الملتقى كن بخير.