مفاوضات جنيف…. والرهان على عامل الوقت – محمد عثمان الرضي
_______________
من خلال متابعتي وقرأتي للمشهد السياسي السوداني ووفقا للمعطيات الواقعيه لمجريات الأحداث المتلاحقة على أرض الواقع.
الولايات المتحدة الأمريكية لاتحمل أي رؤية واضحة تجاه السودان وظلت مواقفها تجاه السودان ضبابية تماما فلذلك لااتوقع أن يكون هنالك إختراق في ملف التفاوض في منتصف شهر أغسطس الجاري باالعاصمة السويسرية جنيف مابين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع
أمريكا وأعوانها ووكلائها يعلمون علم اليقين دروب الحلول الشاملة للأزمة السودانية ولكنهم يتعمدون السير عكس التيار وذلك تنفيذا لاأجندتهم المعلنة والخفية.
التعويل و الإعتماد على الولايات المتحدة الأمريكية لإحداث إختراق في ملف السودان غير وارد وليس ذلك لعجزها بل لعدم رغبتها في ذلك من الأصل.
للأسف الشديد توافرت للسودان العديد من الفرص الذهبية التي عجز عن إغتنامها وعلى رأسها التوجة المباشر إلى قيادة المعسكر الشرقي بقيادة روسيا ومغادرة المعسكر الغربي بقيادة أمريكا.
بمجرد تفكير السودان التوجة إلى المعسكر الشرقي بقيادة روسيا قامت الأرض وماقعدت من قبل أمريكا وأعوانها ووضعت المتاريس وحفرت الخنادق وشددت الضغوط على السودان للعدول من هذه الخطوة.
تردد الخرطوم على الإقدام وبقوة على حزم حقائبها والتوجة شرقا يثير القلق ويولد الشكوك ويفتح الباب واسعا أمام الإستفهامات!!!!!
َموافقة الجيش السوداني من حيث المبدأ للتفاوض أمر طيب وممتاز ولكن لابد من معرفة أجندة التفاوض اولا ومن الذي يعد هذه الأجنده ولمصلحة من؟؟؟ هذه أسئلة في غاية الأهمية لابد من الإجابة عليها قبل المشاركة في المفاوضات.
إختيار وفد التفاوض من قبل الجيش السوداني لابد أن يكون بمواصفات دقيقه مع إستصحاب ذوي الخبره والتجربة في هذاالمجال.
لابد من منح الوفد التفاوضي مساحة من المناورة والإستفادة من عامل الزمن والإستفادة من الفرص المتاحة والسعي على إغتنامها باالصورة المطلوبة.
الولايات المتحدة الأمريكية أعدت العده في تشكيل أتيام مراقبة ومتابعة لصيقة لمجريات المفاوضات ولديها خبراء مؤهلون لهذا الغرض في كل الجوانب وبالذات الجانب النفسي.
مفاوضات سويسرا خطوه مفصلية وكرت اخير للولايات المتحدة الأمريكية في كيفية التعاطي الجديد للمشهد السوداني برمتة فلذلك ستبذل واشنطن قصارى جهدها لإنجاحة بكل الوسائل.
روسيا تراقب وتتابع وترصد وبصورة دقيقة لمجريات الأحداث في السودان ولكنها تتعامل بتأني وبعمق وبعيدا عن الإنفعالات وردود الأفعال ولديها آليات للتدخل المناسب وفي الوقت المناسب.
ماذلت أكرر أن الملعب الآن مهيأ تماما للسودان للعب على هذه التناقضات وباالذات في شكل العلاقة مابين واشنطن وموسكو وهذه فرصة تاريخية لاتعوض.
الشعب السوداني صاحب الجلد والرأس والمكتوي بنيران هذه الحرب ومازال يسدد الفواتير الباهظة في شتى المجالات لابد من إشراكة في هذة المفاوضات وأن يكون لاعب أصيل في هذا الميدان.