مقالات الرأي

كلام سياسة – الصافي سالم أحمد – مفاوضات جنييف.. ترتيب حكومي

_______________

منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من أبريل من العام المنصرم كان الظاهر لكل العالم طمع حميدتي بدعم من أحزاب معلومة للجميع ومن دول أيضا في السلطة ومحاولاته المستمرة في تثبيت هذه الاطماع.

وبعد أن استجابت الحكومة في مايو من العام الماضي لمنير جدة وضعت شروط توهل لوقف الحرب فورا لكن كان للشركاء الدوليين للمليشيا رأي اخر باستمرار الحرب وتدمير مقدرات البلاد الاقتصادية وتدمير البنية التحتية وشل حركة الإنتاج وتهجير السكان من مناطقهم الأصلية وفرض حصار على المدن والبلدات وإطلاق أيدي العصابات واللصوص والقتلة ليفعلو الافاعيل كما حدث في الخرطوم والجزيرة ودارفور.

الواضح أن منبر جدة لم يكن منبر عادي كان يوسس لسلام مستدام عملت المملكة العربية السعودية على انجاحه بشكل كبير… لولا تعنت المليشيا وعدم التزامها بما اتفق عليه والذي كان يمكن أن يقود الي ترتيب متبقي أجندة الحوار.

ومع استمرار الحرب واصطفاف الشعب السوداني خلف قواته المسلحة بدأت الأرض تضيق بما رحبت على المليشيا و الداعمين والمتعاونين من الداخل بعد أن تأكد لهم ان الجيش السوداني جيش قوي يحتل مكانة مرموقة بين جيوش العالم وظل في قتال دائم منذ فجر الاستقلال هذا بالإضافة إلى أنه يمتلك عقيدة قتالية وهو جيش قومي يمثل كل اهل السودان بجدارة وامتياز.

ومضت التقارير الاستخباراتية للولايات المتحدة الأمريكية التي تعلم تمام ان الجيش لن يهزم مهما حدث من قبل مليشيا وقطاع طرق ومتطرفين اتو من كل أنحاء العالم فكان السودان مقبرتهم الي الأبد.. فكانت الدعوة إلى جنييف مع التأكيد التام على البداية من نقطة التوقف في جدة.

رعاية الولايات المتحدة الأمريكية لهذا الحوار اتت بعد أن توجه السودان شرقا نحو روسيا والصين وايران في تحالف استراتيجي جديد غير من المعطيات و الموازنات في الحرب وعلى المستوى السياسي الذي اصبح رهين بالتفويض الذي منحه الشعب السوداني لقواته المسلحة بتدبير امر البلاد والعباد.

وأمام الضغط الأمريكي الداخلي بضرورة التحقيق مع الإمارات في موضوع إعادة تدوير السلاح الأمريكي لمليشيا إرهابية كمليشيا ال دقلو بالإضافة إلى حملة الانتخابات الشرسة في الداخل الأمريكي واستشعار الخطر بالتخلي عن السودان لصالح روسيا كان تحرك جنييف برعاية أمريكية لكسب أرضية في هذا المناخ التدافعي نحو اهم منطقة في أفريقيا ولعل الحكومة أيضا كانت من الذكاء بمكان ان ارسلت وفد برئاسة الوزير محمد عبد الله ابونمو لمعرفة خفايا الدعوة الأمريكية قبل التوجه إلى جنييف لإدارة حوار مع المليشيا يبدأ بتنفيذ اول جند من اتفاق جدة وهو الخروج من الاعيان المدنية والمؤسسات الحكومية.

ان تطلعات الشعب السوداني الي الاستقرار والسلام واعادة ترتيب المشهد السوداني لا تجعله إطلاقا يقبل بانصاف الحلول أو سلام هش يعيد البلاد الي المربع الأول ويعيد المليشيا الي المشهد من جديد بذات الوجوه التي دمرت حياة السودانيين واحالتها الي جحيم لا يطاق.

خسائر الشعب السوداني عظيمة لكنه بالمقابل لن يكون مقبولا سلام هش مع مليشيا لا تلتزم بأبسط حقوق الإنسان وتاوي في صفوفها القتلة والمجرمين الذين اذاقوا الشعب السوداني الوان من صنوف العذاب.

اختيار الوزير ابو نمو لرئاسة الوفد السوداني لمقابلة الامريكان اختيار موفق ومرحب به وهو يحمل معه رؤية القوات المسلحة والشعب السوداني في إحلال سلام بشروط تضمن الرضوخ لأمر الجيش السوداني…

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى