مقالات الرأي

خلف الأسوار – سهير عبدالرحيم – أمير إسمه عاطف السماني

___________________

حينما يمسي الحياد انحيازاً والصمت تواطؤاً و التجاوز خذلاناً و (لا للحرب) دعماً للغزاة ودعاوى السلام تمكيناً للمستعمرين الجدد و لافتات الإنسانية خناجرَ في ظهور النازحين ، و طاولات التفاوض لأجل الفلاشات ، و مؤتمرات الميسرين دلالةً للوطن

حينها تتمايز الصفوف و تُجلى المعادن وتسفر النفوس فتتكشف الأواني الفارغة ..أما الزبد فيذهب جفاءً ويبقى ما ينفع الناس، حينها نعلم بيقين من دفع؟ ومن استلم؟ و من اللصوص؟ ومن الجبناء؟ ومن الأبطال من الوطنيين الخلص؟ ومن العملاء من أشباه الرجال؟ .

عاطف السماني ذاك العندليب …الصوت الكناري ..الفتى القادم من الدهشة …شبيه المهوقني والأبنوس عزةً و وضاءة …توأم النيل عطاءً وفيضاً …رفيق البجراوية شموخاً و أصالة …السوداني جنسيةً و عرقاً وموقفاً وشرفاً باذخاً

عاطف الذي حفر فينا عميقا ثباتاً و رجولةً وصموداً و شأواً قبل أن يحفر فناً ولحناً وكلماتٍ وأداءً و سلطنةً و تطريباً

عاطف أفعالاً لا أقوالاً ..عياناً لا سماعاً..بياناً لا حلماً.. حاضراً لا غائباً أمس واليوم وليس غداً …عاطف الذي و حين حمي الوطيس و زمجرت المدافع و صهلت الدوشكا و نادى المنادي أنْ حي على الجهاد ….السودان يناديكم… هلموا إلى أبنائي..

جعل عاطف من المايك بندقيةً ومن ألحانه رصاصاً ومن حنجرته ساخوي فأمطر الأعداء غضباً و لظىً و جحيماً فأحال جهدهم إحباطاً و سأماً و يأسا وقطعانهم آحاداً وتشرذماً وخلافاً.

لم يكن عاطف السماني من ذوي الياقات الرمادية و المواقف المرتجفة ومنتصف العصا واليد السفلى، لم يضع عقالاً على رأسه ولا عدسات زرقاء أمام عينيه، لم يتسكع أمام أبواب السفارات ولم يستقبل حسابه البنكي أربعين ألف درهم لقاء حفل ذر الرماد في العيون .

لم يجبُن ويرتعد وينكص ويلوذ بالملاجئ والمنافي يغني لثعالب الغزاة بحنجرة صدئة وقطعة جبن في فِيهِ و قفازات من محالج قطن الجزيرة وعطر من دماء شهداء قواتنا المسلحة، بل صمد ورَكَز وقال قولته التي سيشهد له التاريخ والشعب والوطن بها (مسارحُنا تاتشراتُنا) .

يا لفخر الوطن بك …يا لعَزةَ عِزةً بمثلك …يا لمرح الأوتار لك …يا لجبر خواطرنا بك.. عاطف.. لله درك يا سماني.

إن عاطف لا يحتاج لساعة زمان ليحصل على تأشيرة في جواز سفره للدخول لعشرات الدول تحت لافتة فنان للإيجار ، ولا يحتاج لترويج على منصات التواصل الاجتماعي لينجح له حفل في القاهرة أو الدوحة أو دبي أو جدة.

ولا ينقصه شيء ليقيم في أفخم الفنادق خارج حدود الرصاص و على بعد أغاني من الموت لكنه اختار أن يعيش رجلاً فبايع اللهَ ثم الوطن …لقد ربح البيع يا عاطف.

خارج السور:

السيد اللواء عادل العبيد.. اجعل لافتات أم درمان تحتفي بعاطف؛ فلمثله تصنع اللوحات الطرقية وهو الأحق بتزيين جيد أم درمان

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى