مقالات الرأي

مدير المخابرات.. المعركة الحقيقية تدور في ميادين الإعلام لافي ميادين القتال – محمد عثمان الرضي

______________

عندما كنت حضورا في حفل تأبين الراحل المقيم الأستاذ عبود سيف الدين مدير إذاعة بلادي الذي شرفه بالحضور مدير عام جهاز المخابرات العامة السوداني الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل.

لفتت إنتباهي بعض العبارات التي تضمنت خطاب الجنرال مفضل أمام حفل التأبين والتي إخترتها عنوان لمقالي الذي بين أيديكم وأمام أعينكم اليوم.

فعلا المعركه الحقيقيه ليست المعركه الميدانية القتاليه مابين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع بينما المعركه الشرسه هي المعركه الإعلاميه لأنها الأكثر تأثيرا على أرض الواقع.

أي حرب في أي بقعه على وجه الأرض تتجاهل دور الإعلام مصيرها الهزيمه النكراء والخسران المبين وأي حرب تضع في نصب أعينها الإعلام سيكون النصر حليفها لامحالة.

أنظروا إلى الحروب من حولكم وتابعوا التناول الإعلامي من كل الأطراف المتحاربة وقطعا ستجدون الترسانة الإعلاميه تفوق الترسانة القتاليه لأنهم أعدوا للحرب الإعلاميه عدتها قبل أن يفكروا في الطائرات المسيره والدبابات وناقلات الجنود.

جوله واحده في مواقع التواصل الاجتماعي ستجدون محتويات مختلفه من مواد الحرب النفسية أعدت بعناية فائقة ومن بيوت خبره تفننت وأبدعت في خلق محتوى إعلامي صادقا كان أم كاذبا إلا أن أثره فعال ويسري سريان النار في الهشيم.

الزملاء الإعلامين السودانيين لم يشهدوا حرب كمانشهدها الآن وثقافة الحرب ثقافة جديده علينا فلذلك لم نجيد فنون التعاطي معها على العكس من الدول التي شهدت حروب طويله إكتسبت خبرات طويله ومتعدده في كيفية صناعة محتوى إعلامي قتالي مواكب لك أنواع القوالب القتاليه.

إعداد وتدريب الزملاء الإعلامين في كيفية التعامل مع هذه الحرب أمر في غاية الأهمية وذلك بغرض قيادة الكتيبه الإعلامية القتاليه لتنقل مايدور في ميادين القتال لحظه بلحظه.

لايمكن أن نقبل باأي حال من الأحوال أن تكون حلقة الإعلام في الحرب من أضعف الحلقات بل في بعضها تكون منعدمه تماما وهذا أمر مؤسف وغير مقبول وغير مبرر مهما كانت المبررات.

ملأ الفراغ الإعلامي الحربي ضروره قصوى تحتمه علينا الظروف الإستثنائيه التي نعيشها الأن ولابد من خلق جسم إعلامي يحمل إسم المجلس الأعلى للإعلام الأمني وذلك من خلال شراكه ذكيه مابين الإعلام والأجهزه الأمنيه بمختلف وحداتها وتشكيلاته الغرض منه تمليك المعلومات المجرده أول بأول لقادة وصناع الرأي العام.

إيمان المدير العام لجهاز المخابرات العامة الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل بدور وتأثير الإعلام يعتبر منصة الإنطلاق الحقيقيه والنواه الأولى لتكوين هذا الجسم المشترك صار من أهم الأولويات.

لابد من إقامة دورات تدريبية داخليه وخارجيه لإعداد الزملاء الإعلامين في كيفية التناول الإعلامي الحربي لأنه عمل إعلامي محترف يتطلب مهارات غير تقليديه وذلك لضمان الإعلامي في ظروف السلم والحرب وللمعركه أوجه متعدده تتطلب تعامل مختلف من الحين والآخر.

لابد من إنشاء مركزالتدريب الإعلامي القتالي ويخصص له مدربين ذو كفاءه وتجربه في المجال الإعلامي الحربي ويفضل إستجلاب مدربين من خارج السودان وبالذات من الدول التي شهدت حروب طويله ولديها تجارب في هذا المجال.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى