أحرف حرة – إبتسام الشيخ – مؤتمر قضايا المرأة – «شيبة ضرار» الضرب في التختة وخديجة كجرين لبنة المستقبل
____________________
رغم إفرازات الحرب و تأثيراتها السالبة إلا أنني أرى أنها قد منحت الشرق المترامي الأطراف من القضارف الى بورتسودان عموما فرصة تأريخية لأن يستفيد من تدفق النازحين بفعل الحرب وغزارة التنوع الذي حدث ، ويحاول أن يبتكر طرقا لإستخلاص الأفكار من العقول الكثيرة التي وفدت اليه من أهل الفكر والرأي والخبرة والتجربة في مختلف المجالات ، أطباء ومعلمين ، مهندسين وإعلاميين ، وغيرهم ،
وأن يقوم بعمل محترف ، بحيث أنه الى أن تضع الحرب أوزاها تكون ولاياته المعنية قد غطت حاجتها من الأفكار والتخطيط في شتى المجالات في تلاقح مع ماهو متوطن بالشرق من خبرات ،
نهاية الأسبوع الماضي لبيت دعوة كريمة من الإبنة العزيزة خديجة كجرين ممثلة اللجنة العليا لمؤتمر قضايا نساء شرق السودان بالبحر الأحمر ، جاء في مضمونها ندعوكم آملين في الحضور و المشاركة الفعًالة ،
حضرنا افتتاح الورشة التحضيرية لمؤتمر البحر الأحمر ولم نبقى للمشاركة في النقاش نسبة لخلو الذهن من موضوعات أوراق المؤتمر ، فالفاعلية والمساعدة في بلورة مخرجات تتطلب معرفة مسبقة بما ستتم مناقشته ،
تحدث في الجلسة الإفتتاحية رئيس حركات وأحزاب شرق السودان ، ضرار احمد ضرار ، الشهير بشيبة ضرار ، يختلف الناس حوله أو يتفقون فقد كان الأكثر موضوعية وحكمة في ذلك اليوم ، ضرب شيبة في التختة (بلغة العسكر ) ، وأصاب الهدف عندما تحدث بنظرة شاملة فاحصة ، و دعا القائمات على أمر المؤتمر الى ان يستفدن من الفرصة الكبيرة التي أتيحت لهن عبر هذا المحفل لصالح المرإة في الشرق عامة دون تمييز ، وحذر شيبة من الإنحراف القبلي والتمايز المجتمعي ، ونادى بضرورة العمل على إصطحاب النساء من كآفة مكونات الولاية كإحدي ولايات الشرق الممتد من القضارف الى بورتسودان ، ولم يخفى على شيبة العارف بتعقيدات الوضع في الشرق خاصة والسودان عامة الإشارة أيضا الى ضرورة إصطحاب النساء الوافدات الى الشرق بفعل الحرب ،
أن يصدر مثل هذا التنبيه المهم من زعيم قبلي وسياسي ، بوزن شيبة ضرار في مجتمع داعم للقبلية ، هو لعمري وعي متقدم و مؤشر جيد يصب في إتجاه خدمة قضية المرأة في شرق السودان خاصة ونساء الوطن عامة ، سيما أن شعار المؤتمر (المرأة نهضة وطن ) ،
وقد أراد شيبة أن يُرسل رسالة لأخواته وبناته من النساء بأن التعصب القبلي قد يقتل القضايا ويتيح فرصة لخميرة العكننة ،
و أعتقد أننا جميعنا كنساء حريصات على مايُحي قضية المرأة في شرق السودان ، لا على ما يخنقها حتى الموت ،
مؤتمر قضايا المرأة محفل ينبغي أن تكون المشاركة في تنظيمه والمناقشة فيه للكثيرات المتنوعات من حيث المكون القبلي والإنتماء السياسي والفكر والرأي ،
مؤتمر ينبغي أن ينعكس فيه التباين والتنوع إنتاج أفكار خلاقة تتجاوز تعقيدات المجتمع السوداني عامة لصالح قضية المرأة في شرق السودان ،
فالمخرجات التي تتم ترجمتها الى خطة عمل فيما بعد هي نتاج تلاقح الأفكار والآراء ، والتلاقح يستدعي الإنفتاح وليس الإنكفاء ،
ورغم أنني أرى أنه في الأساس لا وقت الآن تحت ظل المهددات التي تُحيط بالوطن عامة و بالمرأة خاصة لمناقشة قضايا غير كيف تحمي المرأة نفسها ، وكيف تعمل في القضايا الإنسانية ، وكيف تسند أختها ضحية العنف والإنتهاكات ، وكيف تسعى للمساعدة في إحلال السلام وتحقيق العدالة وإنصاف الضحايا ، إلا أنني أُرحب بكل خُطوة تهدف في شكلها و إطارها العام لمصلحة المرأة .
نواصل.. وعن خديجة كجرين مشروع قيادية المستقبل .. سأُحدثكم في مقال لاحق .
حفظ الله البلاد والعباد