مقالات الرأي

محسن المصري يكتب : نيجرفان بارزاني وجينوسايد البرزانيين

عندما يشرق يوم الحادي والثلاثون من شهر يوليو الجاري، يكون قد مضي 41 عاما علی جینوساید البرزانیین الذى يعتبر أحد أكثر الأحداث المأساوية في تاريخ العراق عامة والشعب الكردي بشكل خاص.
41 عاما مرت على تلك الإبادة والمجازر التي ربما نسيها العالم ولكن المؤكد أن ضحاياها لم ولن ينسوها خاصة أن ما تعرض له البرزانيين خلال تلك الحملة لا يمكن أن تمحوه الأيام مهما طالت.
فلو عدنا بالذاكرة، نجد أن الحملة شملت اعتقالات جماعية، قتل جماعي، تهجير قسري، تدمير القرى، واستخدام الأسلحة الكيميائية، ونتج عن ذلك أن الآلاف من البرزانيين قُتلوا أو اعتقلوا أو فقدوا كما تم تدمير العديد من القرى والبنية التحتية في المناطق الكردية وهو ما أدي لتهجير عدد كبير من الأكراد وتشتيت مجتمعاتهم، وكان له تأثيرات اجتماعية واقتصادية طويلة الأمد.
وبعد استرجاع الأحداث المؤلمة، نعود سريعا للعهد الحالي لنري كيف زالت الغمة وانتهى زمن القهر والطغيان، فبنظرة سريعة على الحاضر نجد أن البرازنيين الذين كانوا ضحايا لهذه العملية المجرمة أصبحوا الأن يعيشون في إقليم كردستان متمتعين بالأمن والأمان خاصة أن قائد الإقليم ورئيسه الحالي هو السيد نيجرفان إدريس البارزاني الذي كان دوما على العهد مع سواء مع البرزانيين خاصة أو عموم الشعب الكردستاني عامة وذلك خلال فترة رئاسته للحكومة أو بعد توليه رئاسة الإقليم.
لم ينسي نيجرفان بارزاني، المؤنفلين البرازنيين وضحايا الإبادة الجماعية سواء على يد نظام البعث المقبور أو الإبادة الحديثة التي تعرض لها الكرد الإيزيديين على يد تنظيم داعش الإرهابي.
منذ توليه منصب رئيس الإقليم، جعل نيجرفان من أولوياته دعم عوائل ضحايا الأنفال بأكثر من وسيلة سواء عن طريق تقديم مساعدات مالية مباشرة لعوائل الضحايا لتعويضهم عن خسائرهم ودعمهم في تحقيق حياة كريمة، إضافة لتوفير خدمات صحية متكاملة وتعليمية لأبناء الضحايا، لضمان حصولهم على فرص متساوية في الحياة.
كما سعي الرئيس نيجرفان لإحياء الذاكرة الجماعية وتنظيم فعاليات ومناسبات سنوية لإحياء ذكرى ضحايا الأنفال، مما يساهم في إبقاء الذاكرة الجماعية حية وتعزيز الوحدة الوطنية كما تم تضمين تاريخ الجينوسايد البارزاني في المناهج التعليمية لتعزيز الوعي بهذه الجرائم وضمان عدم نسيانها. كما تم إنشاء نصب تذكارية في عدة مناطق تكريماً للضحايا وتخليداً لذكراهم.

وعلى الصعيد الدبلوماسي، عمل نيجرفان بارزاني على تعزيز الاعتراف الدولي بجينوسايد البارزانيين كجريمة إبادة جماعية. وقام بجهود دبلوماسية لزيادة الوعي العالمي بهذه القضية وضمان تحقيق العدالة للضحايا.
كما كان نيجرفان حاضرا وعلى العهد والموعد أيضا، في دعم دعم ضحايا الإبادة الجماعية على يد داعش، ولعب بارزاني دورا كبيرا في ذلك من خلال قيادة جهود إعادة إعمار المناطق المتضررة، خاصة في سنجار وغيرها من المناطق التي دمرها داعش، إضافة لتوفير برامج دعم نفسي واجتماعي لضحايا العنف والناجين من الإبادة، لمساعدتهم على التغلب على الصدمات النفسية واستعادة حياتهم الطبيعية، فضلا عن:تعزيز التعاون مع المنظمات الدولية والإنسانية لجلب المساعدات والموارد اللازمة لدعم جهود الإغاثة وإعادة التأهيل.
وإلى جانب الدعم المباشر، قام نيجرفان بارزاني بتعزيز السياسات الإقليمية التي تهدف إلى حماية حقوق الضحايا ومنع تكرار مثل هذه الفظائع. عن طريق إصلاحات قانونية وسن قوانين تضمن حقوق الضحايا وتعاقب الجناة، بما في ذلك العمل على جلب مرتكبي الجرائم إلى العدالة واستخدام منصبه للتأثير على الساحة الدولية، لزيادة الوعي سواء ضحايا الأنفال وداعش والدفاع عن حقوقهم على المستوى الدولي.
هذه الجهود والتحركات التي لم تتوقف من الرئيس بارزاني تتسق بشكل كامل مع سياساته وإستراتيجيته الهادفة لبناء مجتمع أكثر عدالة وإنصافاً في كردستان العراق وهو ما يحتاجه الإقليم الذي ذاق شعبه الأمرين على مدار عقود بل وقرون من القهر والإبادة قبل أن يأتي نيجرفان ليمسح دموع الضحايا ويعيد لهم الحقوق التي طالما ظنوها أحلاما غير قابلة للتحقق على أرض الواقع…كل التحية للسيد نيجرفان ولكل من يعمل من أجل مجتمع وعالم أكثر عدلا وإنصافا.

 

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى