مقالات الرأي

أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – الجيش فى الفشقة.. الطريق لترحاس وفواز

______________________

مخاض التأسيس

الجيش السودانى تاريخ حقيق بالإهتمام ، وتجربة جديرة بالدراسة فى ميادين خياض الوغى ودهاليز العسكرية وغمار اروقة الإدارة والسياسة ، واحتمال تقلبات السودانيين بين ديمقراطيات هشة وشموليات قابضة وانتقاليات مهيضة إثر ثورات شعبية تنتهى لسريقة . ويستغرق مخاض التأسيس قبل وبعد الإستقلال ، جل الزمن ويستفرغ طاقات الجيش ويرزأه بأحمال ثقال ، بالتدخل الإضطرارى لإدارة الدولة الوليدة قياسا بالعريقة من ذوى القرن والقرنين و المزيدة . ويمتحن الجيش منفردا منذ عام ونيف بخوض حرب مدن وشوارع نسخة مبتدعة ، يتعامل بروية معها و بعقل ورشد ، مقدرا أهمية الإبقاء على الدولة ، مقابل خسائر عامة وخاصة موجعة و غير مسبوقة ، لكن العزاء فى إمكانية التعويض بمشاركة الجميع ، ويتخذ الصبر سلاحا مرا ، مواجها عدوا مستعدا ومدعوما من دول وقوى تسعى لفرض أجندتها ، لتظفر بنصيب من موارد بلد الخيرات ولكن هيهات والشعب الصلب و الدعم والسعى لإقامة دولة العدل ، ومهما يطل السير يصل الركب للمنشود ، حياة مبذولة العطايا للجميع ، ويحميها الجيش إنصافا وإنصرافا بكلياته لأداء مهامه الأكبر لتأمين إدارة الدولة و بمشاركة نسبية فى كل الأوضاع حتمية ، ويقدم للمحافظة عليها شهيدا من صفوفه تلو شهيد و من شعبه الأزهر والأصبر . ومقارنة بجيوش دول ، تؤكد امتثال جيشنا باكرا لأشواق الحكم المدنى غير مرة ، تعبيرا عن التلاحم ، على خلاف نظراء لم يسلموا إنتظارا لإشتداد عود الدولة او عوارا ، ومنهم من ينتظر حتى يومنا ولم يبدل تبديلا.

سرية فرقة

ويحتسب الجيش مع هذا الخياض المرير ، لتأمين حدود الدولة بالانتشار المدروس فى كل الأرجاء ، فسرية بالهمة قد تقوم بمهام فرقة وفقا لمقتضيات الحال ، كما وقفت على ذلك ميدانيا بالشرق ، ومن زيارات متتالية لمحلية الفشقة الكبرى ، مدينة مدينة وقرية قرية ، ومشروع مشروع ، وقفت عن بعد وعن قرب على المسؤوليات الثقيلة الملقاة على عاتق المُؤسسة العسكرية المٌؤسِسة ، بالوجود فى الخلوات والفلوات البعيدة والإرتكازات فى الطرقات من وإلى المناطق الأمنة ، مزودة بأسلحة المشاركة الشعبية الواعية ، وأهمية الفشقة الكبرى تتزايد بعد عمليات التحرير النوعية للجيش وفى خضم أهوال الإنتقالية المبهومة لتكون هى الوحيدة المعلومة والحقيقة ، بإسترداد ملايين الأفدنة الخصيبة لحضن المحلية الكبرى ولأيدى الزراع السودانية ، نذكرها ملحمة إلتفاف . وقيام مشروع سد نهرى عطبرة ممزوجا بمياه الباسلام قبل الإقتران مع ستيت ، يكسب الفشقة كل يوم أهمية ويفتح أبواب الدراسات الجادة للزراعة المروية المحورية لتقترن مع المطرية ، إقتران الأنهر الموسمية الثلاثة عند بحيرة السد مكونة النهر الرابع .والطرق إلى الفشقة تتعدد وتتنوع كما طبيعة العجب والعجاب ، متفرعة قرب الشواك عن محطة الزيرو المدخل لمشروع السد العظيم ، المحدث نقلة كبيرة بما هو قائم الآن من توليد و وتعويض بإحدى عشر قرية بل كوكبا تنير بالليل الفشقة الكبرى تناثرا بانتظام ، قرى السد بديعة ولوحة سكانية فريدة ، بواتق تتصاهر فيها القرى القديمة بمسمياتها الجميلة أحياء وفرقان ، تتجمل باستضافة مقننة ومرتبة للاجئين الإثيوبيين هناك ومن قوميات متضررة من اخرى تسللت بليل معتدية ومتأبطة كل السوءات ، لتجبرها على الفرار من ديارها فلم تجد ملاذا آمنا غير هذه الفشقة ، ومما رأيت هى إضافات كمية ونوعية تلتزم ادب الضيافة والإفادة تكتيكيا ومبدئيا بتنافس لا بتنازع يذهب بريح كل شئ.

عين الخيال

الطريق إلى الفشقة من جهة السد يترامى على مساحات وخيرات واعدة ، يتشابك بتناغم جغرافى حدودى بين ولايتى الشرق القضارف وكسلا ، فتأتى على أراضً لاتستبين لأيهما تتبع ، ويرسم المشهد ملامح مشاريع إعمار تنموية وسكانية ، نواتها مشروع السد الذى يستحق مشيدوه الشكر ، والمنجز من مشاريع السد تسر والقابلة للتنفيذ لا تحصى ولا تعد ، رصف شبكة من الطرق وتشييد عدد من الكبارى والجسور وتطوير العبارات ، يفضى لنهضة خيالية بتسريع حركة المواطنيين ووصول آليات وخام الزراعة ونقل المحاصيل ، وغير توفير الوقت والجهد، تقلل من كلفة فواتير إستهلاك الوقود والإسبيرات والإطارات ، التى تتضاعف بالوعورة خاصة فى موسم الخريف ، ترى وانت تقطع المسافات هناك بعين الخيال ، مدنا كاملة الجمال والأركان وإعمار فى البنيان قابل للتطبيق فى أرض الواقع ، نواته مشاريع قرى السد المشيدة برؤية قابلة للتطوير الحضرى المتكامل للإستفادة من الإمكانات الطبيعية ومن التداخل الإنسانى والسكانى ، كل السودان فى مدن وقرى الفشقة الكبرى ، ومطعمة المكونات البشرية بوجود لاجئين مقنن من الجارة الإثيوبية خاصة ، قريبين من السحنات والطباع والسودانية ، فى القرية ٨ والمعروفة بالإسم التاريخى الهشابة ، مقهى (إتفضلوا شكرا) كما تطلق عليه (ترحاس) بنت الجارة الإثيوبية ، تقدم خدمات ضيافة وإطعام من فيض ثقافتها المحلية بروح سودانية قمة الطعامة ، عقلية انثوية متقدمة فطريا ، ترحاس سفارة لقوميتها الموجودة هناك لاجئة مطرودة من موطنها وبيتها حالها كما السودانيين النازحين واللاحئين بالملايين ، ترحاس لاتستسلم للجوء ممسكة عنها أشبح الإفتراق عن الأهل والبلد لسنوان أربع ولاتدرى لاى مدٍ ومدى ، تفرض شخصية قوميتها دون تغول على الروح السودانية، تقدم دروسا فى فن نقل الثقافة وتوطينها والإكتساب من النظيرة المستضيفة، مطبخ قوميتها ، موائده مطبوخه من مختلف الخضروات بدون لحم وزيت للتناول مع الإنجيرا الكسرة الحبشية ، قدرة فائغة على نقل الثقافة للآخرين طعاما وسلوكا، تدير المقهى بروح ربة البيت المرحابة والمضيافة والمباشرة لقوميتها وللسودانيين هناك قاطبة ، بمنتهى الرشاقة والجمال والإحاطة بمختلف الأمزجة ، تتجاذب معها أطراف الحديث ، تبهرك بوعيها وحرصها على خدمة المجتمع السودانى بحب لحين عودتها لموطنها الأصل ، وأحزانها رهن الحبس لتعيش حياتها .

صرة الفشقة

وليس بعيدا عن ترحاس ، الزعيم التاريخى فى الهشابة ، عبدالرحمن يعقوب المرجعية للمجتمع والدولة فى شتى القضايا والهموم بالقرية ٨ وما يجاورها ، يعرف الأراضى هناك وتاريخها كما أبنائه ، ويعى بأهمية المحافظة على اللحمة السودانية ، ويتوافر على رؤى وافكار للتطوير الشامل بحكم تجربة طويلة وعريضة فى العمل العام ، وجوده بالهشابة صرة الفشقة الكبرى، ومحطة التفرع للقضيمة واللوكدى ، وإلى فجاج أرضين ترحاس مايخدرا والحٌمرا ، يشكل داعم للدولة ولوحدات القوات المسلحة المنتشرة فى الفشقتين الكبرى والصغرى حرزا وحصنا منيعا للحفاظ على جغرافيا الدولة السودانية وهويتها الشاملة ومصالحها الزراعية ، قيادات القوات المسلحة تقوم بأعمال جليلة وسط ظروف صعيبة ، تتغلب عليها بتجربة المؤسسة العسكرية الكبيرة ، وبالمصادفة وقفت على أدوار لقيادات القوات المسلحة بالفشقة ، ممثلة فى سعادتو فواز ، لإنجاح الموسم الزراعى بتذليل الصعاب و بالمساعى الحميدة لتوفيق الأوضاع بين المزارعين وبنشر قوات للتأمين فى نقاط الحدود ، عمل دؤوب لضباط وجنود القوات المسلحة وسائر النظامية آناء الليل وأطراف النهار وبين أنهر الفشقتين الكبرى والصغرى.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى