مقالات الرأي

حاجب الدهشة – علم الدين عمر – على طاولة السفير عدوي (1-2)

________________

لا يختلف إثنان علي أن سفارة السودان بالقاهرة هي المحطة الأهم بالنسبة للخارجية السودانية وللدولة كذلك ..فمصر التي تضم عشرة أضعاف مواطني الإمارات مثلاً من السودانيين هي العمق الأكثر حضوراً في مسار الجغرافيا والتاريخ السوداني وما من سبيل أمام المستقبل إلا أن يكون مشتركاً واضحاً..

نصف ساعة في حضرة السفير عماد الدين عدوي وجدت كم أن الرجل مثقل بالتحديات المتناسلة ..والمراقب لشوارع القاهرة وحاراتها يجد أن إفرازات الحرب الثقافية والمجتمعية والإقتصادية كلها أنتقلت إليها وتقاطعت علي طاولاتها ملفات في غاية الأهمية والخطورة في مسار العلاقة بين البلدين والشعبين ..فقد ذابت مثلاً إتفاقية الحريات الأربعة بفعل التحديات الأمنية التي تواجه مصر بسبب الأحداث في السودان..

السفير عدوي يحتاج لما هو أكثر من التعبير الإحتفالي لشكر مصر علي موقفها الداعم للشعب السوداني إذ هناك قضايا حقيقية سيجدها في أضابير السفارة وأدراجها المغلقة وباحاتها وساحاتها وأمام مدخلها الذي يضج بالناس والأحداث ..أولاً واضح أن هناك مشكلة في عدد الدبلوماسيين في السفارة أنعكست علي التداخل الكبير في دولاب العمل القنصلي وتقاطعاته مع العمل الدبلوماسي ..حيث تستقبل السفارة علي مدار اليوم أعداد كبيرة من الذين يبحثون عن خدمة أو دعم أو حماية ولا يفرقون في ذلك بين القنصلية والسفارة وقد علمت أن قنصلية الإسكندرية مثلاً تم إغلاقها بالضبة والمفتاح..علي السيد السفير أن يعيد ترتيب أولويات عمل السفارة للبحث عن حلول عملية ومباشرة لتحديات الوجود السوداني دون أن يكون هذا البحث علي حساب التنسيق مع المؤسسات المصرية لإستعادة العلاقة التكاملية في الإقتصاد وتوحيد المواقف في أضابير المنظمات الإقليمية والدولية ..وإستئناف عمل اللجان الفنية في ملفات سد النهضة والتبادل التجاري والتقني ..وخلق براحات للتوأمة بين المجالس والهيئات المهنية والأكاديمية وتهيئة الساحة السياسية والمجتمعية في البلدين لما بعد الحرب والبحث في آليات تجعل من الوجود السوداني بمصر وجوداً فاعلاً ومحترماً جديراً بالإحترام عبر صياغة رؤية موحدة للمبادرات الكثيرة التي أنتظمت الساحة تجعل منها برنامج عمل مباشر يعكس المشاعر الحقيقية للسودانيين بمصر ويوظفها لصالح تعضيد العلاقة والتعبير العملي عن الإمتنان والشكر ..برنامج يوظف جهود الشباب السودانيين للقضاء علي المظاهر السالبة وتجفيف بؤر التجمعات غير المبررة في القهاوي والكافيهات والمطاعم ..برنامج يظهر أجمل ما في الشخصية السودانية ويعيد صورتها الزاهية التي رسمها السودانيون علي مدي عقود بالأسي ومر الذكريات ..
علي السفير أن يسعي بذمة السودانيين الآن في ثلاثة ملفات أساسية أولها ملف اللاجئين والذين دخلوا لمصر عبر الطريق البري دون تأشيرة ..والثاني ملف التعليم والمدارس السودانية بالقاهرة والجيزة التي تم إغلاقها لإعتبارات منطقية ومقبولة مقدرة من قبل السلطات المصرية..حيث يمكن التعامل مع هذا الملف بطريقة تحفظ لأبنائنا حقهم في الدراسة والمستقبل نعود لها تفصيلاً..وللملف الثالث المتمثل في تهيئة الشركات ورؤوس الأموال المصرية لبرنامج إعادة الإعمار .

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى