أحرف حرة – إبتسام الشيخ – إتصال الإمارات واللقاء المرتقب نتحدى بالجُرح الألم
_______________
أثيوبيا تمضي في إتجاه ترتيب لقاء مباشر بين رئيس مجلس السيادة السوداني وولي عهد الإمارات ،
المكتوب أعلاه صفه بما شئت عزيزي القارئ ،
تكهنات ، تسريبات ، توقعات أو ربما حقيقة ،
وربما يحدث اللقاء قريبا ولا يزال بعض السودانين غارقين في تفاصيل مهاتفة بن ذايد -البرهان ، ومن بدأ الإتصال ؟!،
ومن لا يزال يعتقد أن السودان اتصل ، لا يزال متمسكا بلماذا يتصل السودان ؟
إن بعض ماتعلمناه على يد البروفسور الأشهر في مادة العلاقات الدولية بكليات العلوم السياسية بالجامعات السودانية حسن حاج علي ، ونحن طلاب في الدبلوم العالي للعلوم السياسية ،
مايسمى بقواعد اللعبة الدولية ، تلك القواعد التي تقتضي أن تفتح خطوط الإتصال مع عدوك أو خصمك حتى في وقت الحرب لكي تمرر أشيأء يمكن أن تكون مناقشتُها في العلن مفسدة للوضع ،
فإن كان السودان قد بادر بالإتصال (وهو الأمر الذي لم يحدث ) ، فذلك يجيئ بالتأكيد بغية إيقاف الحرب والمحافظة على من تبقى من شعبنا ،
وفي هذه الحالة فذاك أمر لا ينقصنا شيئا ولا يمس عزتنا ولاكرامتنا على الإطلاق ،
كما أن في علم السياسة ومن ضمن إستراتيجيات الدول مع الأعداء أن تفتح معهم حوارا وأن تبحث عن مصالحك بالطريقة التي تراها مناسبة ،
واحدة من قواعد اللعبة الدولية في قمة الحرب بين امريكا وروسيا كانت اجهزة المخابرات (شايفة شغلها تحت ) ،
لسنا فقط من نحتاج فتح باب الحوار ومواجهة الإمارات لأجل تحقيق المصلحة العليا المتمثلة في وقف الحرب والمحافظة على موردنا البشري ،
الإمارات أصبحت أشد حوجة لوقف ماتفعله في السودان ،
إذ وضح لها جليا أن الدعم السريع لن يحكم السودان ، بالتالي لن يحقق لها أغراضها ،
الدعم السريع الآن مجرد عصابات تقتل وتنهب وتفعل كل فعل مشين ،
فضلا عن أن مساندة الإمارات للمليشيا كلفتها سمعتها أمام المجتمع الدولي ،
إن الموقف الذي تبناه مندوبنا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير الحارث كان خطوة ضمن إستراتيجية السودان للتعامل مع الإمارات بعد أن صنفها عدوا بكامل إستحقاقات العدو ،
قدم الحارث شكوى السودان ضد الامارات ، وفي ذات الوقت وفي إطار سياسة متعددة الأطراف قام سفراء السودان في كل دولهم بتقديم تنوير عن ماتفعله مليشيا الدعم السريع ،
وداخليا تحرك مجلس السيادة بإظهار مباشر لموقف الإمارات الداعم للمليشيا ،
إذا هي منظومة متكاملة حركها السودان لمواجهة التهديد الإماراتي ،
السودان قام بتعرية الإمارات أمام المجتمع الدولي ،
نحن السودانيون هزمنا الإمارات في كل المحافل الدولية ،
وتقارير المنظمات الدولية جاءت مساندة وشاهدا لنا ،
السودان صمد في مواجهة الإمارات وحلفائها صمودا أعيا كل ذي حيلة،
سعى الأمريكان لنتحرك صوب مفاوضات جدة فرفضنا ،
تحركت مصر الشقيقة لكي يتحرك السودان لمؤتمر القاهرة فرفض السودان ،
قطعنا علاقتنا بالإيقاد بسبب الإمارات ،
أعتقد أن الإمارات قد أيقنت أن السودان رافض لأي منبر تكون هي جزءا منه ،
ظنت الإمارات يوما أنها لن تُهزم ،
لكن نحن السودانيون رغم جثثنا التي تناثرت في معظم أنحاء البلاد ، وفقدنا الهائل في المورد البشري مابين قتلى وأصابات بلغت حد العجز التام عن الحركة وسط شبابنا ، رغم الألم الذي يعتصر قلوبنا بسبب إنتهاك أعراضنا ، رغم تفرقنا بين نازح ولاجئي ، ورغم ورغم …،
إلا أننا هزمنا الإمارات في مجلس الأمن الدولي وهي التي كانت تعتقد أنها محمية من إسرائيل وأمريكا ،
لأول مرة تنهزم الإمارات وتتعرى على النحو الذي حدث ،
لم يهزمها إخوتُنا اليمنيون في حربها التي صنعتها ،
لكن هزمها السودان المنكوب بفعلها ،
إن زيارة الرئيس الاثيوبي للسودان خلال الأيام القليلة الماضية هي النقطة المركزية التي تربط تطورات وتسارع الاحداث والتفاصيل التي حدثت بعدها ، إتصال رئيس الإمارات برئيس مجلس السيادة السوداني وماهو متوقع بعده ،
كان قد إسترعى انتباه وإهتمام المراقبين إصطحاب رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبد الفتاح البرهان للرئيس الأثيوبي أبي احمد في السيارة وقضاء وقت قُدر بالطويل نسبيا من المطار الى مقر ضيافته ،
وأعتقد أن في هذا الوقت تحديدا طرح أبي احمد مايريد وأبلغ
البرهان الرسالة التي جاء يحملها ، (حار حار ) ،
ليس بخاف أن للإمارات مصالح كبيرة جدا في أثيوبيا ، وهذه المصالح هي دافع أثيوبيا الى التعاطف مع الامارات ،
والمصالح هي من جعلت أبي أحمد رسولا ووسيطا ،
مصطحبة كل ماسبق من معطيات وواقع حالنا أرى أن وعينا بالمصلحة الوطنية يتطلب ألا نغرق في التفاصيل ، وأن نتحدى بالجُرح الألم ،
غاضبون نحن حد اللا وصف من دولة الامارات ونجدد أن اللعنة عليها كلما سقطت مدينة وقُتل وشُرد اهلنُا ،
لكن إن نجحت أثيوبيا وصدقت الإمارات فالنتيجة هي أن الإمارات سترفع يدها عن قائد المليشيا حميدتي ، وإن فعلت ذلك تلقائيا سترفع كمبالا ونيروبي أيديهما عنه ،
وستليهما تشاد ،
أرى أن نمشي على الجراح ونبارك الخُطوات ونترك للجهود الدبلوماسية مساحتها ، في توقع لما يُفضي بوقف نزيف الدم والحد من معاناة السودانين ،
وحتى ذلك الحين لكل حادثة حديث .
حفظ الله البلاد والعباد