مقالات الرأي

الإتصال الهاتفي مابين البرهان وزايد…. عدو الأمس صديق اليوم – محمد عثمان الرضي

___________________

علم السياسة لايعرف المستحيل وهو فن الممكن وعادي جدا أن يكون عدو الأمس بكل بساطة وبين ليلة وضحاها صديق اليوم فاالسياسة لاتعرف العواطف تحكمها فقط المصالح المشتركة.

تفاجأت الأوساط السياسية داخليا وخارجيا بالإتصال الهاتفي المفاجئ الذي أجراه رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان أمس برئيس دولة الإمارات العربية المتحدة.

التواصل كان متوقع تحت أي لحظة مابين أبوظبي والخرطوم وذلك لعدة أسباب من بينها الضغوط الدولية المكثفة التي مورست على ابوظبي من قبل المجتمع الدولي بغرض العدول عن موقفها عن دعم قوات الدعم السريع.

الإنتصارات العسكرية والدبلوماسية والإهتمام الدولي المحلي والإقليمي الذي حظي بة ملف السودان خلال الفترة القليلة الماضية أربك حسابات أبوظبي ومن يقف خلفها.

الهدف من الخطوه يقرأ في إطار مساعي الولايات المتحدة الأمريكية لقطع الطريق للتقارب الروسي السوداني مع تزامن ذلك باالزيارات المرتقبة مابين الخرطوم وموسكو على أعلى قمتها المتمثلة في زيارة الرئيسين السوداني والروسي في خلال الأيام القادمة.

زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد للسودان لم تكن من فراغ ولم تكن محض صدفة بل زيارة مرتبة ومحكمة ومدروسة وتحمل العديد من الرسائل في بريد الجميع داخليا وخارجيا.

رئيس الوزراء الإثيوبي الإبن المدلل للولايات المتحدة الأمريكية وأحد آلياتها الفاعلة في القارة الأفريقية ولسان حالها المبين واحد وكلائها الفاعلين ويعتبر رجل المهمات الصعبة خير دليل على ذلك هذا التقارب المفاجئ مابين أبوظبي والخرطوم.

قطعا لم ولن تقف واشنطن مكتوفة الأيدي تجاه السودان على الإطلاق وهو يحزم حقائبة ويغادر المعسكر الغربي بقيادتها متوجها إلى المعسكر الشرقي بقيادة روسيا.

قاصمة الظهر إذا تراجع البرهان من قراره وإتخذ موقف مفاجئ وألقى التقارب من بين الخرطوم وموسكو وسيترتب على ذلك إرتدادات عكسية عنيفة وسيدفع السودان فاتورة باهظة التكاليف في الوقت الحالي وفي المستقبل وسيخسر أهم حليف إستراتيجي.

للأسف الشديد الحكومات السودانية المتعاقبة على الحكم تفننت وابدعت بشتى الوسائل في إضاعة فرص لاتعوض في الإستفادة القصوى من مثل هذه المواقف وذلك لسبب بسيط جدا يتمثل في العقلية المتحجره لهذة القيادة التي أدمنت التفكير تحت أقدامها.

الولايات المتحدة الأمريكية ليس لديها رؤية واضحة للتعاطي مع ملف السودان وتخضع لرغبات بعض أصحاب الأجندة الذين لديهم مواقف عدائية مسبقة تجاة السودان وقطعا هؤلاء يقفون حجر عثرة أمام التقارب السوداني الأمريكي.

هنالك شبة إجماع كامل من الشعب السوداني الملتف والداعم للجيش السوداني يرون أهمية التقارب السوداني الروسي في هذة المرحلة فرض عين تفرضة الضرورة القصوى وبذلك شكلو رأي عام داخلي قوي وفاعل للضغط على رئيس مجلس السيادة للسير وبخطي متسارعة لهذا التقارب وأي تراجع عن هذا الأمر يفهم في خانة الردة السياسة التي يصعب الإستتابة منها.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى