عمار العركي – التاريخ اعاد نفسه فهل سيعيد «أبي أحمد» نفسه؟
_____________________________
زار أسمرة في 9 يوليو 2018م
والسُودان في9 يوليو 2024م:
▪️9 يوليو 2024م ، هبطت طائرة ابي احمد في مطار بورتسودان في زيارة مباغتة ومفاجئة للجميع بسبب دعمه الواضح و الصريح لجناح المليشيا السياسي ، مع اتهامات وإرهاصات بدعمه للجناح العسكري وبذات الحيثيات والمباغتة قبل ست سنوات.
▪️في ذات تاريخ 9 يوليو من العام 2018م الفتى صاحب ال 42 عاماً وبحماس السلطة والمنصب الجديد وطموحه الذي تجاوز القيادة المحلية إلى الزعامة الإقليمية ، وفي ظل مقاطعة استمرت عقدين من الزمان تخللتها حربين في ١998- 2000م، هبط بطائرته فى مطار “أسمرة” ليباغت ويفاجيء الرئيس الاريتري “اسياس افورقي” عارضاً عليه التصالح والسلام.
▪️عقدت المفأجاة لسان الداهية “افورقي” ولم ينفك إلا بعد 15 يوم، فكانت اول ردة فعل وتصريح بخصوص العرض المُقدم له خلال مناسبة الإحتفاء ” بعيد شهداء النضال الإريتري” بقبول عرض “ابي احمد” من حيث المبدأ ، وان القبول النهائي مرهون بجدية اثيوبيا في منح اريتريا حقوقها كاملة غير منقوصة، الأمر الذي تم بمجهودات ورعاية (اماراتية سعودية) وبموجب توقيع اتفاقية جدة للسلام الشامل بين اثيوبيا واريتريا فى 16/9/2018م،
▪️ لم يصمد الاتفاق عاماً واحداً وسريعاً تضعضع لعجز ابي احمد في الإيفاء بتعهداته التي اهمها إعادة “مثلث بادمبي” باقليم تقراي الحدودي إلى اريتريا.
▪️الشاهد في الأمر بأن الإمارات تقف خلف هذا السيناريو الذي اضر بالبلدين والمنطقة بعزل وإقصاء السودان من المشهد الإقليمى وهو الأحق والأجدر ، والتسبب في اندلاع حرب داخل اثيوبيا بين “الجيش الفيدرالي” و “جبهة تقراي” التي رفضت التنازل عن “مثلث بادمبي” والانسحاب منه لصالح اريتريا ، والآن نشهد مؤشرات ونذور العودة لمربع الحرب بين البلدين بشكل أقوى من السابق.
▪️ خلاصة القول ومنتهاه:
▪️المشهد التاريخى يعيد نفسه على مسرح العلاقة الأثيوبية السودانية بكل تفاصيله المتطابقة على مسرح العلاقة الأثيوبية الإريترية ، ولكن هناك اسئلة شخصية تتوقف عليها تطابق تفاصيل النتائج والمآلات منها :
هل استفاد الشاب الطموح الصاعد حديثاً للسلطة من التجربة ؟، هل الست سنوات الماضية من الممارسة والدروس منحته بعداً عقلانياً متوازناً بين طموحه وملصحته الشخصية ومصلحة ومصير بلاده فى الإستقرار والنهضة والذي يرتبط ولا ينفك عن مصير وإستقرار الجار الملاصق ( السودان)؟، وهل السُودان أحسن قراءة التاريخ الماضي والحاضر ، ويمتلك الإجابة على تلك الأسئلة بما يمكنه من التعاطي والتعامل المطلوب ؟؟.