مقالات الرأي

أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – قبالة جبل تواوا.. مع نازحى ولاية سنار

__________________

لجنة الأمن

لجنة أمن ولاية القضارف لا تكف عن الإجتماع للوقوف على الأحوال ولو طبيعية ، لتتعامل مع كل مستجد وطارف ولاتنتظر لتنعقد طارئا وبالليل ساربا ، فالحرب لا محل فيها لتراخ وتباطؤ ، ومفتوحة على كل الإحتمالات ، واقترابها من الولاية جغرافيا يستدعى إرتفاع معدل التحوطات واتساع رقاع الحميات ، أحداث سنجة وانتقالها للدندر ، تضغط حاليا على القضارف بنزوح السنجاويين والسناريين وحتى مواطنيها فى التخوم والتماس ، وحكومة الولاية ترمى بثقلها لبسط إستضافة كريمة للنازحين ولامتصاص آثار الصدمات عليهم وانسحابها على المواطنيين المقيمين غير الواقفين متفرجين ، وأرتالهم تتعاقب لخدمة الفارين من جحيم الحرب عند التقاطعات و فى مقار التجمعات المؤقتة ريثما يتم توفيق الأوضاع فى مآوٍ بأنحاء متفرقة وبتعاون إثر آجتماع برئاسة الوالى مع كافة المعنيين رسميين وشعبيين ومنظمات وطنية وأجنبية تقدم خدماتها بالولاية تحت عنونات متعددة . الإجتماع تبلور عن رؤية موحدة ومخرجات محددة بهدف توحيد الجهود وضبط المبادرات مراعاة للظرف الأمنى الدقيق.

منسج الأساطير

وزير الصحة والتنمية الإجتماعية بولاية القضارف ، دكتور أحمد الأمين آدم ، تقع عليه مسؤولية التنسيق الكبرى ، لإدارة عملية تدفق النازحين مع بواكير خريف البطانة ، واختصاص الوزارة ، يفرض على العاملين فيها مضاعفة الجهود كل أيام الإسبوع ومواصلة الليل بالنهار مؤازرين بإيثارية أبناء القضارف العالية وهمتهم المعهودة فى إكرام الضيوف فى الظروف العادية وبزيادة فى الإستثنائية ، وإنى لشاهد ميدانى على تباريهم فى تقديم الدعم والمساندة لإخوانهم من مناطق ولاية سنار المرزوءة والمجمّعين مؤقتا بمبانى الميناء البرى تحت التشييد قبالة جبل تواوا منسج الأساطير ومعقل القصص والحكاوى ، وشركة زادنا العالمية تتأهب لإكمال مشروع الميناء والقضارف فى اتتظار مقدم مديرها العام.

ركوب الصعب

إختيار مقر الإستضافة لدى الوصول المنهك ، لرحابته الإستيعابية ووقوعه فى مرمى الدخول للولاية التى لم تجد حكومتها ما هو أنسب حتى توفيق الأوضاع وحشد أيادى العون ، الحركة الدائبة داخل المقر البرى الجاف مبللة بتناقض اللحظة ودمعها المخبوء ، و تشف عن قبول المضطر لركوب الصعب للنجاة من الأصعب ، ويخفف عليه من وطأة مفارقة الديار ، الإلتفاف الكبير لتقديم الخدمات والإحساس الغامر بالحنو والقادم الأحلى ، ويُسأل الوافد النازح ، عن رغبته و وجهته لتوفيق أوضاعه مقيما أو عابرا تتولى الأمانة العامة لديوان الزكاة أمر كلفة انتقاله لوجهة ثالثة بتوجيه الوالى بوصفه رئيس مجلس الأمناء ، وإطعام الوافدين النازحين يتقدم ركبه المجتمع وحكومة الولاية ، وجهات متعددة ، وهيئة الإستخبارات العسكرية قدحها مبذول ، تقوم على إعداده نسوة منذ فلق الصباح وحتى توارى الشمس بالحجاب ، وزارة الصحة والتنمية الإجتماعية توفر المعينات الطبية والأطقم والكوادر مسنودة بمشاركة لافتة من بعض المنظمات المعنية وشبيبتها الجديرة بالتقدير والإحترام ، وزير الصحة يستحث الغائبين للتسجيل فى دفتر الحضور والإستجابة لنداء الوالى مع تحديد كم ونوع المساعدة لتفادى التضارب والتقاطع.

جبنة وكيف

والأمور تبدو طيبة لدى زيارتى الميدانية لمقر إستقبال النازحين للوقوف على الأوضاع ، روائح الطعام وحتى مشاريب الجبنة والكيف تعبق المقر وأنوف الأسر الكريمة من مختلف الفئات العمرية ، الإستعدادات الصحية مقارنة بفجائية النزوح جيدة ومتصاعدة وفقا لقراءات يومية، والوزارة توفر الأدوية وتعمل جاهدة بالتعاون مع الأطياف المتبارية لسد النواقص ومعالجة مكامن الخلل والقصور ، شباب المنظمات المعنية بالطفولة عينا بشكلون حضورا مميزا ويعملون بتفان ، مختلف كوادر التخصصات الطبية والفحوصات المعملية متوفرة بنظام الورديات مع وجود عربات مستأجرة للنقل للمشافى عند الضرورة ، ومدير مكتب الوالى موجود يدون المطلوبات ويعد برفع الطلب لتخصيص عربة إسعاف وبين الوافدين نسوة حُمل ، ويترافق مع تقديم الخدمات الغذائية والصحية ، عمل وقائى للحفاظ على سلامة البيئة داخل المقر ومحيطه ، تقديم الدعم النفسي المطلوب غير مهمل. الزيارة الميدانية لمقر إستقبال الوافدين من النازحين ، مليئة بالصور الإنسانية وأشدها إيلاما الإحساس فى الوجوه وبين العيون بمفارقة الديار و بعض الأهل وفقدان التواصل مع البعض الآخر .

ظهر التكويشة

وسماء القضارف منذرة بين كل لحظة وأخرى بغيث وفير ، ترفع من حجم التحديات وتستدعى المزيد من المبادرات من ذوى الحول والطول لإمداد أيادى العون والإسناد لحكومة الولاية المجدة على غرار صنيع رجل المال والأعمال وجدى ميرغنى ، المقتطع للإيواء مساحات واسعة من أفدنة اراضيه الرحيبة والخصيبة بمسقط رأسه ود الحورى فى مطلع الطريق لقلع النحل والحواتة ، وخيرون يلتقطون قفاز المبادأة ويتواصلون مع وزارة الصحة والتنمية العمرانية لتشييد عدد من الجمولونات فى أرض وجدى المخصصة مزودة بكل ضرورات الإقامة ، ويتم حال الإكتمال ترحيل الوافدين من النازحين أسر وأفراد للإقامة حتى يقضى الله أمرا مقدورا ، ولنرفع الأكف ونتضرع بالدعاء ليرفع الله الإبتلاء وينهى هذه الحرب ويشيع الأمن والسلام والطمآنينة ويكفى اهلنا شرورها ، قبل مغادرة مقر الإستقبال ، مقر الميناء البرى ، اولى خيوط المغيب تطبق على قمم جبال تواوا ، توقف بطاح ، يشحن فوق تكويشة حمولة بالغة العلو ، عشرات الأسر ، تبدو عليهم وعثاء السفر وأثر كآبة منظر الحرب ، تعجب كيف اعتلوا ظهر التكويشة ، ويبدد العجب مشاهد ترجل القادرين دعك من العاجزين لكبر او علة ، الرحلة مستغرقة أيام ستة وسط ظروف قسوتها ، سريالية فى الوجوه المغطاة بالوجع.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى