مقالات الرأي

أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – جديرون بالإحترام – القضارف وهائم الحبيبتين

________________

صبابة وطبابة

لازلت بالقضارف ولاية الخير أتنبضها ، اتنفسها ، وأتلطفها ، أتجول فى شوارعها وأسواقها ، واتابع وصول ارتال النازحين من ولاية سنار ومن سنجاها المكلومة ، وعن بعد ، أسعد بشباب أم شدرة ذوى الهمم المشحوذة ، يصطفون لإقالة ملهوفى الحرب ومريوقيها ، وشباب القضارف وشيبتها من بعضهم بعضا ، وعن قرب ، أسعد بتشمر حكومة الولاية وهبتها على قلب رجل واحد وبرعاية واليها اللواء ركن م محمد أحمد حسن ، لتهيئة بيئات إستقبال وإعاشة النازحين واقتسام سمسمة القضارف سر بركتها وحلاوة طحين مختلف سحناتها ، تستنفر لحماية مالها وعرضها وتعمل على تعليم وصحة إنسانها وترى فى غدها الخلاص من مهددات يومها . ويلخص جمال هذه الولاية ، النطاسى الإنسان ، الإختصاصى معتصم مرسى ابوبكر ، مدير عام مركز الشرق لعلاج الأورام ، باستعداد القضارف ، لاستيعاب محبيها من كل فج جاؤها ، فلا يطيقون بعد شربات هنيات من حياض خريفها فراقا ، ومرسى قادم إليها فى ريعانة شبابيته وريحانة صبابته طبيبا ، فأوقعه رب الغرام فى هواها ودنياها وعالمها وفى جيهان الأخرى ، توأم عمر وطب ونائب مركز ، يشكل خلية نجاح طبى وإدارى ، نحلها طاقم متكامل وعبدالله مدير بالأصالة عمرا دوما ولو بالتكليف ، وعصارتها مركز الشرق لعلاج الأورام ، القصة الصالحة للروى للأجيال عن نموذج لصرح طبى وإدارى ، به نستعيد عز الرعاية الصحية ، ونوقف أسباب التخارب ونوجد الدولة المفقودة السودان.

الباب المغلق

باب مكتب حسابات مركز الشرق لعلاج الأورام بالقضارف مسكر من الخارج بالثلاثة ، فلا صخب القادرين على الدفع يملأ البهو ولا أنين وجم العاجزين يهرق الدمع . والحساب للعلاج المتكامل ، مدفوع بالكامل من الداخل ، فلا تسمع غير هسيس صمت البذل النبيل . والتعافى من الأورام عنونته العريضة ، إشاعة حالة من الدعة النفسية اللطيفة ، فلا مشادة لدفع ولا محاججة للخصم ولا خراقة عند تبليغ يتولاه اختصاصيو علمى النفس والاجتماع ويقويه خبراء التغذية ووجبات وعصائر تلك المرأة ذات الخمار . النطاسى والإختصاصى مرسى ، ينتبه فى عام خمسة عشر وألفين ، لمعاناة مرضى الأورام المحولين النفسية والمادية بالولاية و عذاب اغترابهم للمركز وولايات أخرى ، لتلقى الخدمات العلاجية بعيدا عن الأهل والديار ، وفى الخضوع للتداوى فى حضن البلد وذوى القرب وفقا لإفادة المدير العام ، قطع لنصف مشوار الإستشفاء والإستطباب ، ولإكمال حلقات الحلم و مشاوير التخصص والتدريب ، يناصف مرسى جهده وعمره بين ولايته والمركز سنينا عددا مسافرا كل إسبوعين من و إلى ، للإستزادة براعة فى علاج حالات الأورام وتلطيف آلامها الصحية والنفسية ، معاناة التنقل وكلفته العالية تحرك مكامن إنسانية الطبيب ، ليقترح على السلطات الولائية والإتحادية ، تشييد مركز الشرق لعلاج الأورام ، بين مستحسن ومستبعد . فلم يسلم ويرفع الراية ويستسلم ، لينال بالمثابرة وخلوص النية ، مراده موافقة على إقتطاع طابقا بمستشفى القضارف لتأسيس المركز وتولى إدارته برغبة مشتركة لأنه الوحيد.

هائم الحبيبتين

فى العام خمسة عشر وألفين ، يبتدر النطاسى مرسى عهدا جديدا ويكتشف إداريا فذا مخبوءُ فى طبابته ، وهياما فى حبيبتيه ، القضارف والمركز ، عينيه ، يشد المئزر والوثاق متحزما ، ليرسى أولى لبنات التأسيس الصعب ، بالتزامن مع فتح فرص للتدريب لأبناء الولاية وغيرهم قوام المركز المحترم والمحترف ، ثقة فى مرسى ، تعاونت السلطات الولائية والإتحادية والمالية ، لإشادة مركز من المتاح ، مرسى حجر زاويته ، مطلق الفكرة عن حب . لتتحول إحدى عيادات مستشفى القضارف التعليمى المحولة ، لمركز يتألف من ست مكاتب وعنبرين وثالث مستحدث للأطفال وصيدلية وعيادة وصالة ، وخطة العمل ، عيادة محولة للحالات الجديدة والمتابعة وأخرى مشتركة مع التخصصات الأخرى لوضع خطة علاجية متكاملة للمريض ولإراحته من مشقة ونصب السفر و تكلفته المتشعبة ، المركز قبل التدشين باول جرعة كيمائى لحالة تاريخية مدونة فى مكتب الإحصاء الملفت ترتيبا وتنظيما مستنديا وتقنيا فى الطريق ، متولي التنسيق مع المراكز والإدارات المختصة خارج الولاية لإستقبال الحالات بعد التشخيص ومتابعتها حتى معامل الفحص والعنابر ومن ثم تسهيل الإقامة ، من تجربة البدايات الموفقة ، ثم افلح المركز فى إنشاء إستراحة مجهزة للحالات القادمة للإستجمام ليال ثلاث دواليك حتى انتهاء جرعة الدواء.

علاج وتلطيف

توطين العلاج داخل الولاية تخفيفا للمعاناة وتكامل الخدمات الطبية وتقليل الإنفاق على الصحة خارجها وتدريب الكوادر وإنشاء وحدة للدراسات والبحوث ورفع الوعى المجتمعى بمرض السرطان والإكتشاف المبكر ، هى الأهداف المدونة التى تتحقق بفضل الكوادر وهمتها العالية وتعاون المجتمع الخيّر المتوج بوقفة وزارة المالية والصحتين الإتحادية والولائية ومحبة مرسى ، ليقوم هذا المركز المبارك بعمل استثنائي ، وليستوعب حاليا بعد خروج مراكز الخرطوم ومدنى حالات مضاعفة ولكأنه البديل المقدر فى علم الله بعد اندلاع الحرب ، يوفر المركز لإحصائية بالنزوح رسمها البيانى المتقن يرتفع ، العلاج الكيمائى وأجهزة تحضير وإعطاء الجرعات وثلاجة للحفظ بأعلى مواصفة ، وتمضى المسيرة والبصيرة لإتمام النواقص بتكوين شراكات مع الجمعيات الطوعية والمنظمات المحلية وغيرها لدعم المرضى والمركز النموذج لإقامة دولة الرعاية الصحية بالإدارة القادرة على توظيف الأموال بما يخدم ويفيد بتمزيق كلفة العلاج بالخارج ويشجع على تعدد المراكز فى مختلف الأرجاء وهاهو مركز الشرق إيواء للعلاج والتلطيف لمرضى الولاية وجارتيها بالجنب كسلا وحلفا وللنازحين من ولايات ويلات الحرب اللعينة. لا تكتفى بما تحقق ، إدارة مرسى ونائبته د جيهان والفريق المتناغم والمحب لعمله وبعضه بعضا ، فالعين على إمتلاك مقر دائم وتوطين العلاج الإشعاعى والتدعيم بمعمل مرجعى وتحقيق شمولية التخصصات الدقيقة للتشخيص والعلاج من الاورام . فعوافى وسلامات رفاق مرسى وجيهان ، وجزيل تقديرى وشكرى على التنوير الذى احطونى به زائرا محبا بالصيت والصنيع الحسن ، ومن يرى أناقة ونظافة ونظام ودقة شباب المركز ليس كمن يسمع. متعكم الله بالصحة والعافية.

اضغط هنا للانضمام الى مجموعاتنا في واتساب

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى