أحرف حرة – إبتسام الشيخ – «البرهان» – عجز القادرين على التمام
_________________
يقيني أن الإنتقاد لما يحدث في بلادنا الآن ظاهرة صحية جدا ، مالم يشكل هذا الإنتقاد مادة يمكن أن يلتقطها عدونا ويصنع منها سهما يرمي به صدر قضيتنا ،
بات من المسلمات لدي كمواطنة سودانية عشتُ بعضا من تفاصيل الحرب في الخرطوم وعايشتُها عبر الأهل والأحباب في الجزيرة ودارفور ، وشاهدتُ إفرازاتها في بورتسودان ، أن رئيس مجلس السيادة ، القائد العام للجيش مسؤول أمام الله وأمام الشعب وأمام السودان الدولة وأمام الأجيال القادمة عن الشيئ الذي يحدث الآن في بلادنا ،
وكل المؤشرات تقول يجب أن يترجل البرهان ، لكن
رغم ذلك لا أميل الى دعوته للترجل عن صهوة جواد قيادة السودان في هذه المرحلة ، بقدر ما أدعوه لتصحيح المسار ،
مايشكل نقطة ضعف تمنعني من دعوة قائد الجيش للترجل هو الحب الذي أراه في سلوك وعيون جنودنا البواسل لقائدهم وفرحتهم وإلتفافهم حوله حيثما حلً ، وهم نذروا أرواحهم لنا ولبلادنا فداء ، فلن نفكك صواميل هذه اللُحمة التي هي وطنية حقا ،
لن نُضعفهم ولن نُخذلهم وقد مضى نفر منهم مدافعا دون أرواحنا وأعراضنا وممتلكاتنا ،
ولكن لا بد من وضع اليد على موضع الجُرح لعلاجه ، فالوجع شدييد تجاوز طاقة البشر المحدودة ،
المؤامرة والعمالة عبارتان سيطرتا على أذهان الكثير من السودانين منذ تأريخ إجتياح المليشيا لمدينة ود مدني ،
نقلتُ القلق من سيطرة هكذا معتقدات علينا الى بعض القيادات بقواتنا النظامية ممن لا أشك في وطنيتهم وولائهم ، بغرض أن نتشارك وكآفة السودانين تفسير وفهم مايحدث حولنا من سيناريوهات وتفاصيل الحرب ،
بصم معظمُ من تحدثت اليهم بالعشرة على عدم وجود فرضية مؤامرة على مستوى قيادة الجيش ، لكنهم لم يستبعدوا وجود خلايا على المستوى القيادي الوسيط ،
إذا في حال إنتفاء عنصري المؤامرة والعمالة نستطيع أن نجزم بتوفر عنصري التقصير والإهمال في سلوك القيادة ،
عام وثلاقة أشهر ولا زال البرهان يحدثنا عن تدمير الكتلة الصلبة للمليشيا ،
صحيح ..وبحسب خبراء عسكريين أن الكتلة الصلبة لمليشيا الدعم السريع تم تدمُيرها في الثلاثة اشهر الاولى من الحرب ، وفقدت المليشبا مافقدت من إمكانات وبشر ،
لكن مايلحظُه المراقب أن القوة غير الصلبة صمدت اكثر ولمدة إستطالت !؟
الامر الذي أرجعه ذات الخبراء الى عدم مواكبة جيشنا للتطور الذي حدث لهذه القوة ،، مضافا الى ذلك ان المليشيا أتت بقوة فزع لا رحمة لهم ولا أخلاق ولا دين ، ونذكر هنا أن حميدتي قائد المليشيا نفسه قال أنه لا يستطيع السيطرة علبهم ، وجيشنا للأسف لم يطور تكتيكاته ليواكب هذا الفزع ،
نعم قائد الجيش مقصر وكان قادرا على أن يفعل الكثير ولكنه لم يفعل !!؟
وحسب معلوماتنا البرهان كقائد للجيش يتدخل مباشرة في قيادة العمليات ،
عمل منذ شهور على تجميع قوات من القضارف والنيل الأبيض وسنار ، ووعدنا بأنها ستتحرك لتحرير مدني ، سبعة اشهر مضت ولم يتم تجهيز هذا المتحرك !؟ ولم تُحرر ود مدني !؟ بل تمت استباحة كامل الجزيرة !؟
مع العلم بأن البرهان إن أراد تجهيز هذا المتحرك يستطيع ، فالبرهان هو رئيس الدولة بل هو الدولة نفسها ، لكنه عجز القادرين على التمام ،
و محور سنار (الوجع الجديد ) يعزز فرضية عنصر الإهمال الذي ينسبه كثيرون الى قائد الجيش ،
فلكي يتم تأمين سنار ومهاجمة مدني تم سحب جميع القوات وأنكشف الظهر في سنجة ، وأجتاحت المليشيا جبل موية ،
وذادت وتيرة النزوح التي ترتب عليها ضغطا شديدا على القضارف ، كسلا وبورتسودان ،
أرى ولمصلحة بلادنا ضرورة أن يُسرع رئيس مجلس السيادة في تسمية رئيس وزراء ، رئيس وزراء قوي بكامل الصلاحيات ، الكلمة كلمته والإدارة إدارته ، ليعمل على إدارة المرحلة ، وهذا يتطلب أن ينزع البرهان عن قلبه هوى السلطة الذي يستبين في بعض الأحيان ،
ويتفرغ هو وصحبه في كاببنة قيادة الجيش لإدارة الحرب .
حفظ الله البلاد والعباد