أجراس فجاج الأرض – عاصم البلال الطيب – جيش عقار – الحصان امام العربة
_________
•المحاصرة
ونحن محاصرون فى شمبات نتلقى أخبار الحرب إشتباكات وتدوينات وانتهاكات مباشرة على فضائيات الأرضين والميادين بينما الإسفيريات والمحطات التلفازية تورد ردود فعل مع التحليل لأحداث نراها وهى لا تراها و لو أغمضت عينيها حتى تراها لانتصرت لمهنيتها ولما أعمتنا نحن المبصرين وغيرنا و توهت الحقيقة وغبشت وبمصير امة عبث وهناك عبثت بى الأحزان.ولماما والحرب مشتدة نتابع مضطرين الأخبار بينما هى بين ظهرانيننا حالنا كالذى يشهد مباراة رياضية ميدانيا وينتظر اليوم التالى ليقرأ ما فاته بعيون النقاد وبعضهم لم يحظ بمتابعته من داخل المضمار ولكنه كقارئ الكف والفنجان يكتب ما ينتظره المشاهدون على أرضية الميدان ولم يلقوه. مباراة الحرب لابديل لتغطيتها إعلاميا غير الميدان و نخسر مجتمعين لغياب البيئة الملائمة لتغطية حرب الخرطوم إلا من مقتطفات من هنا و مختطفات هناك بعضها مصنوع ومصوغ تملأ الأسافير وتشغل الناس وتسد الفراغ فتسود وتؤثر فى المجريات الحقيقية لانتفاء تغطية الخرطوم الميدانية إلا من فهلوات وألعاب بهلوانية مؤثرة تشد انتباه المتفرجين كحالنا من الميدان فيصدقونها بينما الوقائع على الأرض مختلفة.ومتى تغيب الحقائق تملأ الفقاقيع الفراغ فيبنى عليها الجمهور متغاضٍ عن زوالها حال انتفاخها.السيد مالك عقار بعد تعيينه نائبا لرئيس مجلس السيادة يبرز فى الفضائيات فى مدن بعيدة إعلانا عن وجود الدولة والحكومة فى المحافل الدولية والداخلية قد تحولت لمسارح عمليات إبتدأت مواجهاتها من النقاط الصفرية وللصفرية فى مثل هذه الوضعية قيمة الواقعة يمين الأرقام بكل اللغات وأصفار بدايات الحرب لاتحصى ولاتعد.بروز عقار يبدو فى خضم هذه الصفرية مظهر لوجود الدولة فضائيا وعلى الأرض فى العاصمة عينا لاحس ولاخبر وقيادتها تحت مرمى النيران و ليس من سبيل لإدارتها شؤون الدولة سياسيا،تعيين عقار البعيد عن صفرية الحرب الأخطر خطوة ملحة وذكية واختيار موفق بكل أبعاد الرجل فى مرحلة ولا أعقد وبعدها أخطر.وترشح بعد القرار من قائد الجيش رئيس مجلس السيادة تحت حصار الحرب أخبارا متواترة عن إعتذار الرجل زيادة فى بلبلة الوحل والطين لشئ وغرض فى صدر المصدر ولكن بروز جهيزة عقار بشحمه ولحمه فى عواصم مهمة واسلحة الحرب قمة اللعلعة تقطع دابر البلبلة وتنشف وحلها وطينها ليبدأ ذات الخطيب الحديث عن ظهور جيش عقار ويفتح النوافذ للقراءة والتحليل عن هذا التطور فى مضارب سامراب ومشارف دروشاب بحرى شرق النيل من عواصم بعيدة لمتحدثين مغيبين و يجهل بعضهم كما الرئيس الأمريكى الأسبق رونالد ريغان لدى مخاطبته لرئيسنا الأسبق نميرى بوصف رئيسا لدولة لاتينية حتى تصويبة باللكز من أحد مستشاريه.يترسخ فى الأذهان غالبا المتواتر فى الإعلام أولا ويصعب وصول المعلومة الحفيقة بيد انها تصل مهما طال الصعب.
•المواترة
لم يجدى نفعا تغيير صورة ذهنية للمتواتر اولا، تصريحا لعقار ينفى فيه وجود جيش باسمه أصلا مبتدئ ضمه فى القوات النظامية فى مواضع للحرب مستعرة ويتهم جيشه وفقا للمتواتر بارتكاب انتهاكات ضد المدنيين الإشارة إليها توطئة لاتهامات تطاله والمؤسسة العسكرية وتعيق تحركاته السياسية ولكنه لم يتزحزح عن مواضعه لإعلان تكوين جيش عقار مواقف معلنة لمحاربة العنصرية والجهوية وخطاب الكراهية والتطرف بكل أشكاله من الدينى للإلحادى بحسبانه الممهد لسكة الإقصائية مشعلة الحرب الحالية التى يعمل عقار جيشه مواقفه الحالية لإطفائها ونيرانها المخطط لإشعالها من قارة وتمويلها من أخرى وتنفيذها من ثالثة لتستعر فى السودان صرة الرابعة.ويزمع عقار الآن لضم كتيبة جديدة لجيشه ليحقق بها الأهداف التى يختارها لنهاية حياته وليس من يد له فى اختيار البدايات ككل إنسان كما يفلسف الأمور فى الإفطار الذى نظمه مركز عنقرة مع الإعلاميين وصلا لرسالته المجتمعية وفيه أعلن عن ترتيبات لعقد مؤتمر للإعلام جامع يضع الخطط والبرامج التى تمكنه لمخاطبة كل الأمم والشعوب وليبلغ بكل اللغات الأروبى والأفريقي من يسمعان اليوم بفضل الإعلام بعضهما بعضا.والمؤتمر الذى أعلن عنه عقار مضمرا كان أو انفعالا للوجود بين الإعلاميين من ذمهم ومدحهم لن يجدى ويفيد حال حصره على قبيل الإعلام،ذلك ان الترويج للقضايا القومية تحتاج اتفاقا عليها بين كل فئات المجتمع السياسية والإقتصادية والثقافية والصحية والرياضية والمجتمعية وغيرها،و يتطلب هذا ويستدعى جمعا قوميا تحت هذه المظلة الإعلام ذراعها المحرك والمؤجج للمشاعر للإلتفاف حول وجهة ولا يمكنه أن يصنعها منفردا وريما له الصياغة فى عدد من القوالب والطرائق التقليدية والطارفة وهى مهمته الأصيلة والرئيسة ومن ثم تشكيل الرأى العام خدمة للمتفق عليه ،والمؤتمر ينجح بسد الأبواب امام المنتفعين الذين لاهم لهم غير التربح والتربع من مثل هذه الفعاليات.وعلى السيد عقار الإشراف على هذا المؤتمر والعمل على تجنيبه مصائر سابقة ولجان وورش،وفهم سائد لو وددت قتل قضية فشكل لها لجنة أو اقم لها ورشة ومؤتمرا وجميعها آليات ما من سبيل غيرها كأجسام ولكن تغيير الجلود وتبديل الأرواح هو المهم،فلو أراد السيد عقار نجاحا مثاليا لإنهاء مسيرته وحياته فليعمل على إعلاء قيمة رسالة إعلامية مصاغة بوجدان أمة سودانية وسطية مؤمنة بأهدافه المعلنة إلا من فئات مؤتمر الإعلام غير المؤدلج يفضحها،فقم السيد عقار لأداء هذه المهمة حتى تقوم للسودان آلة إعلامية قادرة لجمع الأدلة والبراهين التى تخدم بها القضايا الإنسانية السودانية والأمنية القومية الشاملة،آلة قادرة على الكشف بالأسماء والتفاصيل والبراهين المتآمرين من أرض الميدان لا من مقاعد المتفرجين من يرسخون فى الأذهان جيش عقار فصيلا آخر قابل للتمرد من النقاط الصفرية هذا بعد تصفرج مباراة الحرب الحالية لصالح بقاء الدولة السودانية واستعانت بجيش عقار من الرؤى والأفكار والأهداف التى لا خلاف عليها وقد بلغ من العمر ما يكفيه عن حمل البندقية ولا أنسى إفادته قبل أكثر من عشرين عاما بعد التوقيع على اتفاقية السلام فى برنامج فى الواجهة بتلفزيون السودان لمعده ومقدمه الأستاذ أحمد البلال الطيب بأن ثلاثة يرتكزون بكلاشنكوفات بأى من أنحاء الخرطوم قادرون على إشعال التمرد من داخل العاصمة، المصيبة أن الإرتكازات على رؤوس الأشهاد بالمئات مدججة بترسانة مرعبة،فما فائدة الإعلام إذن؟